الأقباط متحدون - في مواجهة أهل الشر
  • ١٠:٠٤
  • الأحد , ٢٥ ديسمبر ٢٠١٦
English version

في مواجهة أهل الشر

مدحت بشاي

بشائيات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الأحد ٢٥ ديسمبر ٢٠١٦

كتب : مدحت بشاي
medhatbe@9gmail.com

من حكاوى حزب الوفد القديم  يحكي لنا " ابراهيم فرج " سكرتير عام الحزب قال " إن صحف أحزاب الأقليات كانت دائماً تحاول الإيقاع بين المسلم والقبطي نكاية في الوفد، وتستغل في ذلك أي حوادث حتى لو كانت تافهة ، وأورد مثلين :
الأول : في سنة 1928في وزارة النحاس الأولى بسبب سفر بعثة الحج إلى مكة المكرمة ، وكان العرف وقتها يقتضي إقامة احتفال بميدان الجيش بحي العباسية بالقاهرة ، حيث يقوم أقدم لواء في الجيش المصري بتسليم مقود الجمل إلى أمير الحج ، وتصادف أن يكون قبطياً هو اللواء نجيب مليكة ، ولما تم إبلاغ النحاس بذلك وافق على الفور مادامت هذه هي القاعدة ولا يمكن مخالفتها ، ولكن جرائد حزب الأحرار الدستوريين شنت حملة ضد الوفد واعتبرته كافراً هو ورئيسه لأنه يسلم مقود الجمل إلى لواء قبطي ليسلمه لأمير الحج ، لكن النحاس أصر على رأيه ، وقال : " هو فيه جمل نصراني وجمل مسلم ؟ كلام فارغ .. هذه مسألة تقليدية لا أكثر ولا أقل .. وسيسلم المقود إلى أمير الحج وينتهي الأمر .. هو احنا اخترنا أمير الحج قبطي ؟! " ، وبالفعل سلم اللواء نجيب مليكة مقود الجمل إلى أمير الحج في العباسية " .
كما ذكر " إبراهيم فرج واقعة أخرى خاصة به بعد أن اختاره النحاس باشا سكرتيراً برلمانياً له في رئاسة الوزارة فخرجت جريدة حزب الأحرار الدستوريين لتقول إنه قبطي بالإضافة إلى أن سكرتير عام الحزب قبطي وهو مكرم عبيد باشا ، وجاء رد النحاس سريعاً فبعد أن كان اسمه يُكتب إبراهيم فرج وهو لا يوحي بديانة معينة طلب النحاس كتابته كاملاً إبراهيم فرج مسيحة .
و يضيف فرج أن الذي أثار انتباهه أكثر هو أنه في حكومة إسماعيل صدقي باشا عام 1946 ـ وهو أكبر عدو للوفد ـ تحالف الإخوان المسلمون معه ضد الوفد ، ونشبت بين الوفديين والإخوان مصادمات ومعارك عنيفة وحملات إعلامية ، ولكن ظل موضوع الدين والمسلم والقبطي بعيداً عنها .. هذه مجرد ملاحظات أبديها على بعض المواقف ، كما أن المذكرات تعيد تذكيرنا بالكثير من الحوادث والمشاحنات ذات الطابع الطائفي ، وكان أعنفها الهجوم على الكنيسة بمدينة السويس عام 1951 أثناء حرب الفدائيين ضد القوات البريطانية ، وحرقها ، وكان السبب هو ما تردد بأن جواسيس يعملون لحساب المخابرات البريطانية يختبئون فيها ، ولم يكن ذلك صحيحاً ، وإنما كذبة أطلقتها " جماعة أنصار الحرية " التي شكلتها المخابرات البريطانية ، واتضح أن الذين اختبئوا فيها كانوا من الفدائيين ، وعرفت الحكومة أن وراء الهجوم جماعة أنصار الحرية  . وقام النحاس ومعه إبراهيم فرج بزيارة الكنيسة المرقسية وشرح لهم الموقف وعرض أن تقوم الحكومة ببناء الكنيسة على نفقتها ، لكنهم رفضوا على أساس أن تكاليف بنائها جزء مما يجب عليهم أن يدفعوه للوطن ، وانتهى الأمر بأن أعلنوا  عن تشكيل فرقة فدائية قبطية للاشتراك في محاربة الانجليز أطلقوا عليها اسم " كتيبة الشهيد مارجرجس " وشارك أفرادها في القتال واستشهد منهم من استشهد . 
استعرض تلك الحكاوى من تاريخنا لأذكر بأهمية مواقف أصحاب القرار في مواجهة أهل الشر من مثيري الفتن ، وأهمية المواجهة المستنيرة القوية لدحض أفكارهم ..