«التكفير» سلاح الإخوان القادم ضد المصريين
مقالات مختارة | عبد الفتاح عبد المنعم
الأحد ٢٥ ديسمبر ٢٠١٦
لم يعد لدى شك أن الهجوم الإخوانى القادم علينا لن يكون بالقنابل والتفخيخ والإرهاب فقط، بل هناك هجمة أخرى سيكون شعارها هو تكفير المجتمع، وهى الهجمة المنتظرة من جماعة لم تنجح حتى الآن فى هز شعب مصر، الذى لا يزال يرفض فكر الجماعة المتطرف والإرهابى وهو ماجعلهم يرفعون السلاح ضدنا منذ 30 يونيو 2013 وحتى الآن، ومع إصرار شعب مصر رفضه لجماعة الإخوان، سواء حكاما أو معارضة فإن قيادات الإخوان أعلنوا الحرب بكل الطرق الإرهابية لإعادة الشرعية المزيفة للرئيس المعزول، محمد مرسى، ومرشده وجماعتهم، التى انتهى دورها وتأثيرها على الشارع المصرى منذ سقوط الإخوان تحت أحذية المصريين، ومع استمرار الفشل فإن الجماعة تتفنن فى استخدام طرق جديده لمحاربتنا، ويبدو أن سلاح التكفير هو السلاح الإخوانى القذر والذى يهدف لضرب مصر داخليا وخارجيا واستخدم الإخوان كل فتاوى التكفير، التى استندت على أحاديث ضعيفة وغرض الإخوان الحقيقى هو هز ثقة الشعب المصرى فى نفسه.
جماعة الإخوان بدأت فى استخدام شيطانهم المريد، يوسف القرضاوى، صاحب الفتاوى الملاكى لشن حرب على المصريين من خلال إصدار فتاوى غريبة من مفتى الجماعة الملاكى، الذى يستخدم الدين سلاحا لصالح الجماعة، وهذا ليس غريبًا على شيخ الفتاوى الملاكى، الذى دائما ما يستخدم الفتاوى لأغراض سياسية وجميعا لا يستطيع أن ينسى أن شيطان الإخوان يوسف القرضاوى هو صاحب فتاوى تحريم العمليات الاستشهاديه الفلسطينية ضد الإسرائيليين، بينما يحلل العمليات الإرهابية، التى تنفذها جماعة الإخوان أو تنظيم داعش ضد المصريين، لهذا فإننا نلاحظ إعادة إنتاج فتاوى يوسف القرضاوى مرة أخرى وخاصة فتاوى التكفير، وكما يقول الباحث محمد حبش، إن التكفير يعد أبرز أمراض المسلمين اليوم، وهو مصدر ثقافة الكراهية، التى تعصف بالمسلمين وتحول دون انفتاحهم على الحياة، وهو مصدر فوضى الدماء التى يعانيها المسلمون اليوم، وتحت هذا العنوان تحديدًا ترتكب أشد الفظائع فى المجتمعات الإسلامية. وينصحك كثير من الناس أن تؤجل المواجهة مع التراث إلى زمن نتصالح فيه مع أنفسنا، ويقولون الوقت غير مناسب لفتح خلافات الماضى، وعلينا أن نبحث عن خطاب يوحد ولا يفرق، ويجمع ولا يمزق.. وكأن الأمة موحدة مستقرة لا يعكر صفوها شىء، وكأن الأمة لا تعيش فوضى القتل والدماء والتكفير، وكأن الناس لا تشاهد كل يوم حز الرقاب وقطع الرؤوس وفتاوى الردة والتكفير، التى يتلوها زبانية قساة تحت الرايات السوداء يستبيحون بها دماء الناس وأعراضهم وأموالهم.
فهل علينا أن نصمت حتى لا نعكر هدوء ساحات القتل المنتشرة فى المدن المنكوبة بالرايات السوداء؟ وهل علينا أن نوفر للمحاربين الجهلة القساة فرصة تنفيذ أحكامهم بهدوء حتى لا نشرخ وحدة الصف الإسلامى؟ ابن تيمية.. فقيه إسلامى هائل يملأ الدنيا ويشغل الناس، وهو الإمام الأول لحركات السلفية الجهادية، وهناك عشرات الملايين من المسلمين يعتبرونه أهم إمام فى الإسلام ويسمونه شيخ الإسلام، وهو لقب لم يحظ به أحد فى التاريخ قبله ولا بعده.
شيخ الإسلام ابن تيمية ترك تراثًا كبيرًا، كان متفرقًا فى الكتب الصفراء حتى قامت السعودية ومؤسساتها الدينية الرسمية بنشر فكره وكتبه.
الفتاوى التكفيرية لا يحق لدولة محترمة أن تأذن بروايتها على لسان عاقل، ويتعين محاكمة من يفتى بذلك وزجه فى السجون لدرء شره عن الناس، وبالمناسبة فهذا ما فعله الوعى الإسلامى بابن تيمية أيام الناصر بن قلاوون 726 هجرية، وهذا ما اقترحه الفقهاء الكبار المعاصرون لابن تيمية كابن حجر الهيتمى المكى صاحب كتاب الصواعق المحرقة، وأبى الحسن السبكى وولده التاج والشيخ الإمام العز بن جماعة وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية الذين عاصروه. وللحديث بقية لمعرفة كيف ستستخدم الجماعة الفتوى الملاكى للشيطان القرضاوى لتكفير المصريين من أجل هز إيمانهم وهو السلاح الإخوانى القادم ضدنا بعد استمرار رفض المصريين عودة الإخوان الحياة السياسية مرة أخرى.
نقلا عن اليوم السابع