الأقباط متحدون | لقد وضعنا أيادينا على المحراث
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٣٣ | الاثنين ٢٤ يناير ٢٠١١ | ١٦ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لقد وضعنا أيادينا على المحراث

الاثنين ٢٤ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم نسيم عبيد عوض
     لقد خرج شهداء كنيسة القديسين من بيت الرب الى ملكوت الله مباشرة , فلم يستأذنوا ليودعوا بيوتهم , فاستحقوا قول الرب لقد وضعتم يدكم على المحراث , لا تنظروا الى الوراء لتدخلوا لملكوت الله , وحسب نص قول الرب يسوع"" ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر الى الوراء يصلح لملكوت الله "" كو9: 62, ونحن ياشعب أمة الأقباط قد وضعنا أيدينا على المحراث بعد كل أحداث عام 2010 وكل الأعوام السابقة, فليكن تقدمنا الى الأمام دائما, حتى ولو سالت دمائنا أمام كنائسنا فالطريق واحد ملكوت الله , ونحن لسنا فى خوف أو رعب من الأحداث السابقة أو اللاحقة , فاصبح لدينا يقين ان نخطط لمستقبل حياتنا على الأرض وخصوصا على تراب بلدنا مصر , ويدنا على المحراث نقولها للجميع بكل صراحة ووضوح:

    اولا لن يغادر قبطى واحد وطنه حتى لو أصبح التطهير الدينى لأقصى مداه ,ومهما أجزلت الدولة الوهابية كل البلايين وأموال البترول كلها لطرد المسيحيين , ليس فى مصر ايها العمائم المقنعين , لأن قوات الجحيم لم ولن تقوى على كنيسة الله ,  بل ليعلم الجميع أنه إذا عاد عصر الإستشهاد , فستسمعون الزغاريد فى الكنائس وترون طوابير طويلة تقف فى الصفوف هدفها الموت بشهادة كلمة الله وباسم يسوع المسيح , فهذه أقصى أمانى المؤمن المسيحى , ان يصعد لمذبح الشهداء بجوار عرش الله , وهذا ليس شيئا وهميا خياليا , ولكن الله كشف للقديس  يوحنا الرائى وسعد برؤية نفوس الذين استشهدوا من أجل كلمة الله والإيمان به .(( فى تاريخ جهادنا قدم 30 ألف مسيحى بمدينة الأسكندرية دمائهم فى شهر واحد  وأستشهدوا ثمنا لإيمانهم بعقيدتهم وبطريركهم الأرثوذكسى , وأجبروا الإمبراطورية الرومانية وهى فى أوج عظمتها أن تتراجع وتحقق مطالب الأقباط " تذكارهم يوم 23 من شهر مسرى بالسنكسار")) , فهؤلاء أقباط مصر لديهم الإيمان القويم والمستقيم , يحملون صليب المسيح كل يوم ويتبعونه, يؤمنون بأن " من اراد ان يخلص نفسه يهلكها , ومن يهلك نفسه من أجل المسيح فهذا يخلصها , وأيضا نؤمن بقول الرب (( تأتى ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله. يو16: 2)) , لذلك إحذروا من ثورة غضب الأقباط فلن يوقفهم الموت فى سبيل أخذ حقوقهم. ولعل هذا هو السبب فى دعوتى للدكتور سليم العوا فى مقال سابق أن يقرأ الكتاب المقدس أقصد الإنجيل المقدس حتى يعرف حقيقة الإيمان المسيحى.

ثانيا يتوهم البعض أننا نعمل على العيش فى دولة مستقلة , قال البعض اسيوط وآخرون المنيا , أفيقوا ايها الجهال , ألم تفيقوا من كذبة أنور السادات التى أعلنها فى مايو 81 وضحك شعب مصر على هذه النكته, نحن لسنا السودان ولن نكون كالعراق أو لبنان,   كيف يترك شعب أرضه وبلده وترابه , هل سيجر بالحبال الكنائس والأديرة ودماء شهدائنا المفروشة والمعجونة بتراب مصر كلها من النوبة الى مرسى مطروح , هل سيسحب الأقباط أموالهم وأقتصادهم ومحال أعمالهم ويستقلون القطار لمحطة دولة الأقباط , عذرا أيها الحالمون , وإذا أذن الرب فأنتم الراحلون , لأنه ولآلاف السنين نحن نعيش على أرضنا وسنموت عليها .

فلماذا نقول أننا وضعنا يدنا على المحراث , بل محراثين:
 اولهما محراث ثقيل لا يقف أمامه عائق ولا سدود ,  فى كل بلاد العالم , الحكومات والهيئات والإتحادات و الأمم التحدة , قلب أقباط المهجر المائدة على رأس الحكومة المصرية , وآخرها  أمس أكثر من ثلاث ساعات فى الكونجرس الأميركى جلسة استماع وصفتها وكالات الأنباء بأنها ساخنة , وبحضور مكثف من نشطاء الأقباط من كافة ولايات أميركا , وأصبح ملف الأقباط وحماية الأقباط له أولوية فى الساحة الدولية , والذين يخفون رؤوسهم فى الرمل بحجة الجاهلية أنه تدخل فى الشئون الداخلية ,لم يعد من حق دولة ان تمنع رئيس فرنسا من ان يقرر انه لابد من وضع حد للتطهير الدينى الشرير , الذى يستهدف الأقليات الدينية فى الشرق الأوسط , ولا ان يعلن بابا روما الذى له سلطان واحترام  قوى على دول العالم , لا أحد يوقفه عندما ينادى لوقف مطاردة المسيحيين الذين يعيشون فى آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط ويذكر ألأقباط فى مصر , واصبح وزير الخارجية المصرى الغبى مسخة أمام حكومات العالم عندما خرج من معقله ليهاجم الإتحاد الأوربى كله ويسميه بالنادى المسيحى , ويتناسى ما قررته الأمم المتحدة  وبحضور كل وزراء خارجية العالم " أن الدول المستقلة إختفت من العالم تقريبا , ولا حديث بعد اليوم عن داخل وخارج أو تدخل خارجى فى الشئون الداخلية للدول , هذا فى التسعينات وفى أوائل هذا القرن قررت الأمم المتحدة " ان السيادة الوطنية لها حدود وان التدخل قد يقع للتصدى لانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان , كما ان فكرة السيادة المطلقة لم تعد امرا مقبولا فى زمن العولمة , وان ماكان يسمى شأنا داخليا فى الماضى أصبح شأنا دوليا وانسانيا, وان الدول ينظر اليها اليوم باعتبارها أدوات فى خدمة شعوبها وليس العكس , ومن ثم فإن هناك حاجة لإعداد تعريف المصلحة الوطنية بشكل يتسق ومتطلبات القرن الحادى والعشرين , هل فهمت ياأبو الغيط , وأيضا فى عام 1999 صدر تقرير عن الأمم المتحدة تعلن مرحلة جديدة فى النظام العالمى " ان التدخل العسكرى يمكن ان يصبح ضروريا لمنع عمليات إبادة جماعية أو (تطهير عرقى أو دينى) واسع النطاق أو طرد قسرى أو ترويع واسع المدى أو اغتصاب مدنيين" هل وعيت الدرس أم مازلت فى الغيط , أنتم نعاس فى قرون الجاهلية , لأن الشئون الداخلية أصبحت شانا دوليا يخص كل مواطنى العالم , وأصبحت صرخات المواطن القبطى تصل الى أقصى أطراف المسكونة ,وهل نسيتم  تدخل حلف الناتو فى كوسفو عام 1999 , وتدخل إنجلترا فى سيراليون عام 2000 ودون موافقة مجلس الأمن وأصبحت القاعدة الدولية الآن هو المشروعية تعلو على الشرعية فى التدخل الخارجى فى هذا القرن كما أكد على ذلك الأستاذ عصام عبدالله فى مقالته المشهورة.
       ولكن العقول التى تعيش تحت براقع العمائم , يؤنسها دولارات البترول الوهابية , وستصحى يوما كما حدث لزين العابدين على طردها شر طردة من النعيم النائمون فيه , وسيطلبون اللجوء وسيرفضهم الكل , وسيعيدون الأموال المسروقة لأصحابها , وهى أصلا أموال الأقباط التى إستولوا عليها بالغزو العربى , وبتأميمهم فى الستينات , والأموال المسلوبة منهم يوميا وحتى يومنا هذا, يدفعون الضرائب لتستثمر فى بارود وقنابل يقتلهم , وفى طبع كتب تكفرهم وتنفرهم , لتعود عليهم بالقتل والدمار , لن يستمر الحال على ماهو عليه , لأن لكل شئ زمان ولن يهم أقباط المهجر الأحرار من رسل الحكومة التى ترسلهم ليجملوا بالكذب الحقائق , ويزينوا المصائب والتعصب والقتل والدمار بصورة خيالية توحى بالنعيم والهدوء , وحتى لو كان ذلك من أستاذ عظيم من عائلة بطرس باشا , فالإرهاب الإسلامى لن يعفوا عنه للمجاملات على حساب حقوق الأقباط العادلة , لا تقللوا من تنظيمات الأقباط فى المهجر , فنحن لنا الآن منظمات حقوقية منظمة قوية تقلب حكومات , ومحاميين دوليين ينظمون ملفات إرهاب الأقباط فى مصر , مسطرة اسماء كل مرتكبى الجرائم ضد شعبهم لما يعود الى أوائل السبعينات , فكونوا جاهزين للمحاكمة , ولن تفلتوا من عقاب عادل .

     ومحراث قبطى يعمل فى أرضه الخصبة , لن يعوقه شئ , انهم عرفوا ان تعدادهم يفوق تعداد دولة تونس (10 مليون) وضعف تعداد  دول كثيرة مثل اسرائيل وليبيا, و ثلاثة اضعاف تعداد لبنان, وتعدادهم يفوق هذه الدول مجتمعة (الكويت وعمان وفلسطين وقطر ) فلن يهم مايحدث فى تونس , ولن يوقفهم اى حنان كنسى , لقد عرف الأقباط فى مصر الثمن الذى يدفعوه بسكوتهم على المطالبة المشروعة لحقوقهم , ولن يسكتوا ولن يخافوا بعد الآن  , فقد تعلموا الدرس و أن السيف والقوس حامله جهات امن الدولة وبقرار قياداتها , تسفك دمائهم لأسباب سياسية ولتغطية الفساد والفقر والمرض والجوع فى الشوارع , أو لحرب بينها وبين الجماعة الإسلامية , لن يعود يهمنا كل ذلك , فقد أثبت شعب مصر المثقف بوقفتهم الغالية على قلوبنا ,تضامنه مع مطالبنا العادلة واتفاقهم معنا  ان الضربة من الدولة , واسمعوا آخر مهزلة فى جريمة الأسكندرية , ما أعلنه مدير أمن الأسكندرية أنه مر على جماعة أمن الكنيسة فى منصف الليل ووقع بإمضائه على سركى الخدمة قبل وقوع الهجوم الإجرامى البربرى بدقائق , هل تتصورون ان مدير أمن يمر على مواقع الخدمات البوليسية  ويوقع بنفسه , وهو عمل ضابط نوبتجى صغير , أليس هذا إثبات جديد على المخطط الحكومى وأمن الدولة على ضرب الكنيسة , لن يهمنا ما ستخرج به تحقيقات النيابة لتتهم دول خارجية أو داخلية , المخطط داخلى من جماعات السنة المحمدية المنتشرة فى مصر , واصبح لها جيوب عسكرية تعمل على تدريبات لقتل الأقباط , هذه حقائق , ولكن يبقى الأقباط بدون حماية أمنية ضد هذه العناصر الإرهابية, والأقباط يهمهم الآن تقديم مسئولى الأمن بالأسكندرية للمحاكمة العادلة , ليعترفوا بالمحرض الحقيقى على الضربة الغادرة , ولم يعد يخيل على شعبنا اللعب بالألفاظ وتقديم التهانى على عتبات البطريركية , القضية فى بيوت الأقباط والحل لابد أن يقدم لهم شخصيا وليس لقيادات كنسية , ونحن الشعب الذين نطالب بحقوقنا فى بناء كنائس للصلاة , لأننا الذين نصلى ونحن الذين نبنى الكنائس,  لا يهم المسمى موحد مفرد, نطالب بقرار  جمهورى سريع  يسمح للأقباط ببناء الكنائس كما تبنى الجوامع , مع الإحاطة للذين يهددون بتدخل الدولة فى شئون الكنائس , ليس لأى حكومة فى الولايات الأمريكية أى تدخل فى شئون كنائسنا فى مختلف بلاد أميركا, بل ان الكنائس معفاه من تقديم إقرار ضريبى عن التبرعات , ولكنها تحتفظ بسجل حسابى وعمل ميزانية سنوية بإشراف مكتب محاسب قانونى, أيضا لا بد من صدور قانون الأحوال الشخصية لوقف تلاعب القضاء الإسلامى فى التدخل فى عقيدة المسيحيين , وهذه مطالب لن يتوقف الشعب عن المطالبه بها , ولن يرفعوا أياديهم عن المحراث لوقف إبادتهم فالثمن معروف , وسيجئ يوم يعلن العالم فيه  ان دماء أقباط مصر حررت مصر من العبودية. وللحديث بقية.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :