د\ماريان جرجس
يقولون ان الوعى والادراك هى سمه الروح ...الروح التى طالما حار فى علمها العلماء والاطباء والمفكرين ...فهى لاترى ولكنها هى سر الحياه..اذا فارقت الجسد افنى... فهل هى قضيه العلم ؟ والطب؟ اما هى قضيه علم النفس؟ اما هى علم ما وراء الحياه ...
اذا ان الوعى والادراك مرتبط ارتباط وطيد الصله بالروح ...
اول شهيق نشعر به اول لمسه ادراك نستشعرها هى لحظه ما تتفتح اجفاننا من غفله ...
وهكذا هو حال الشاب الذى وجّد فى حاله اغماء فى فناء واسع يحده الغيوم وتصتف غيومه كسياج منتظم البنيان ...لايتذكر شئ
وعندما اتاه الطبيب ليطمئن عنه ساله ... ما هو اخر شئ تتذكره ؟
رد الشاب قائلا :ربما صوره طفله ...وهو يهمهم بكلام غير مفهوم ..نعم صوره طفله ولكنها كانت تتالم وانا كل ما اتذكره هو وجهها ! انت طبيب ؟ انا بخير؟
ذهب الطبيب كما اسما-ه الشاب المعتل- فى ريبه وقلق دون ان يرد على اسئلته الكثيره
ذهب الى مجموعه من الاشخاص ربما؟ او ما شابه وبدأ يتناقش معهم فى امره رامقا بنظراته تجاه الشاب ....
بدأ الشاب يحاول استرجاع وعيه وذاكرته بدا يتفحص المكان باكمله وكم استعجب من كم الغيوم المظلمه التى تحاوط المكان من كل جهه ..مرت ساعات دون ان يفحصه احدا قط
حاول الالمام بقواه والذهاب الى غرفه مجاوره ليسمع ما يقال من هؤلاء الجمع عنه
فسمع كلام كثيرا لم يكن مفهوما وقتها ...سمع احد منهم يقول
هل هو يعلم اين نحن ؟ هل تذكر اى شئ ؟
رد الاخر :لا اعتقد انه سيتذكر ولكن ليس بوسعنا اى شئ سوى ان نضعه فى اعلى صفوف الانتظار اعلم انه حتى هذا المكان لن يسعه ولكنه اعلى الاماكن سعه !
انه تفوق على الكاروب الاول الساقط
ووقتها استوقفهم الشاب بعد انا اصيب بالصدمه من شده وغرابه الكلام !!
وحين اذ ادرك انه فى انتظار مكان الجحيم الابدى ولكن شكه اعطاه نفحه امل لاتنفك ان تضيع مع اول اجابه من الكاروب الاعظم الساقط ...
فساله :اذ كنت انا فى الحجيم فلماذا اتذكر صوره تلك الطفله الصغيره ؟ اهى فى الجحيم معى ايضا؟ او مكان انتظار الجحيم؟
فاخذه الاخر وقاله له اتلك هى الطفله التى تتذكر وجهها واشار لها من بعيد ...
صرخ الشاب وقال نعم ! هى ...هى ولكنها لا تتالم ! فاخذه الاخر الى حافه المكان حيث توحد فجوه كبيره وفوهه عظيمه او هاويه عظيمه تفصل المكانين واشار باصبعه على الطفله على الجانب الاخر من الهاويه وقال له ها هى هناك ولكن بينا وبينهم فجوه وهوه كبيره لا نستطيع ان نعبرها وتركه..يحدق النظر فيها
ووقف الشاب على الحافه ونظر للطفله وهو يحدق النظر فنظرت اليه هى من الجانب الاخر للهاويه العظيمه واشارت اليه بيدها الصغيره الجميله وقالت له بصوت عال :- ( لقد سامحتك)
فبكى وهو يحاول ان يستمع لكلامها وسالها ماذا فعلت لكى تسامحينى !! ومن انتى ؟
قالت وهم يجتذبوها بشده لكى لا تتحدث معه ويبعدوها عن حافه الهاويه وهى تحاول ايصال صوتها له انا ماجى !! انا ماجى !!
اهداء الى اصغر الشهداء ماجى مؤمن
وبعد الزياره الثانيه لمستشفى الدمرداش مع بعض الاصدقاء والشخصيات التى رفضت ذكر اسماءها حيث تم نقل اغلب الحالات الى الجلاء العسكرى وتبقى مدام سميحه توفيق والمريضه الاخرى وقد تقرر سفر السيده سميحه توفيق للخارج للعلاج وحتى يومنا هذا لا تستطيع الكلام وبيت عم نبيل الجندى المجهول وتعزيه الاسره ...
من يود زيارتهم فهم يرحبون وفى حاجه لسؤالكم ومساعدتكم لا يتاخر والله يعوض تعب محبتكم