الرسالة الرعوية
البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين
الجمعة ٣٠ ديسمبر ٢٠١٦
بمناسبة العام الجديد 2017
لسيادة مطران بيرية وفاليروا ودرابتسوناس والقديس يوحنا رندى
الى جميع شعب ايبارشيتنا
نقل الرسالة الى اللغة العربية البروتوبرسفيتيروس الدكتور أثناسيوس حنين
مطرانية بيرية المقدسة
ΠΟΙΜΑΝΤΟΡΙΚΉ ΕΓΚΥΚΛΙΟΣ
ΕΠΙ ΤΗ ΠΡΩΤΗ ΤΟΥ ΝΕΟΥ ΕΤΟΥΣ 2017
ΤΟΥ ΜΗΤΡΟΠΟΛΙΤΟΥ
ΠΕΙΡΑΙΩΣ ,ΦΑΛΗΡΟΥ,ΔΡΑΠΕΤΣΩΝΑΣ
ΚΑΙ ΑΓΙΟΥ ΙΩΑΝΝΟΥ ΡΕΝΤΗ
ΣΕΡΑΦΕΙΜ
ΠΡΟΣ ΤΟΝ ΙΕΡΟΝ ΠΛΗΡΩΜΑ
ΤΗΣ ΜΗΡΤΟΠΟΛΙΤΙΚΗΣ ΠΕΡΙΦΕΡΕΙΑΣ ΑΥΤΟΥ
Μετέφρασε την Εγκύκλιο στην αραβική γλώσσα ο Πρωτοπρεσβύτερος Αθανάσιος Χενείν Ι.Μ. Πειραίως
أيها المسيحيون الأحباء
لقد أقبل العام الجديد
Αγαπητοί Χριστιανοί
Το Νεόν ¨Ετος ήλθον.
نحن نسير فى هذا العالم ’ أيها الأحباء ’ وفى ملء الزمان من كل عام ’ نلتقى بهيئة هذا العالم .
ان الطريقة التى يختبر بها كل انسان الحياة ’ تتطابق مع الطريقة التى يتعاطى بها ’ويتقاطع فيها ’ ويتحاور بها مع الزمن. فأذا كان الانسان يتعاطى الحياة بحرية ’ سوف يصير لديه الوقت ليعيش ويكون حرا . واذا ما كان يعيش الرضى والفرح ’ فأن الزمان سوف يشكل نفسه على مقياس فرحه. أما اذا ما كان الانسان لا يعيش الا الخطيئة وفقدان الهدف ’ فأن الزمن يصير كثيفا وسميكا وثقيلا ويكتم على نفسه وأنفاسه .وفى حالة ما اذا عاش الانسان فى حياة التوبة والتغيير وتحديد المصير ’ على التو سوف يتحد الزمان الحالى مع زمانه القديم فى الانسان الجديد وفى ساعة خلاص . وأخيرا اذا ما عاش الانسان فى نعمة الله ’ هنا يتحول زمانه الى أبدية حاضرة هنا والأن .
لقد استمعنا منذ ايام الى طروباريات الفرح فى صلاة الساعات فى عيد الميلاد "استعدى يا بيت لحم ’وليتأهب المذود ’ وتتقبل المغارة ’ فان الحقيقة قد جاءت ’ والظل قد جاز ’ والاله قدظهر للبشر من البتول ’ ظاهرا على صورتنا ومؤلها طبيعتنا ’ لذلك قد تجدد أدم مع حواء هاتفين ’ لقد ظهرت المسرة على الارض لتخلص جنسنا" (كتاب الميناؤن ’ الجزء الاول ’ المنشورات الارثوذكسية ’ دمشق 1995 ص 421 ).
هذا هو معنى الزمان الجديد عند الانسان الجديد
أيها الأحباء
الحق جاء !
¨Η άλήθεια ήλθεν.
لقد كان الزمان القديم هو الاستعداد والتمهيد والاعداد لبيت لحم ’ كان الزمان الذى يستعد فيه الانسان لكى يقبل ربه والهه وكان العالم يستعد كمدعو ولكى يقبل خالقه والذى سيأتى ’ السنة الجديدة والزمان الجديد هما الحقيقة أى شخص المسيح.
"الحقيقة جائت " وبكلمات أخرى تعنى أن قد صار حاضرا فى حاضر الانسان شخص ووجه ابن الله وكلمته والذى اسمه عمانوئيل والذى معناه "الله معنا".
جاء المسيح ! كم وكم عظيمة هذه الحقيقة وجليل هذا الواقع !
أن سر التجسد هو العام الجديد الحقيقى للانسان ’ هو الرؤية الجديدة والأفق المتجدد لزمانه الأرضى. الأمر لا يتعلق بمجرد تغيير طفيف فى مقياس الزمن ’ ولا ينتهى بمجرد مرور السنين وتعدد العصور بعد المسيح ’ كما لا يشكل بعدا أخر من أبعاد الحياة والذى بداخله يتحرك زمان الانسان. الأمر يتعلق بتغيير الزمن تغييرا جذريا ’ كما قالت كنيستنا ’ تغيير فحوى ومعنى الزمان الى "زمان خلاص"
«καιρό σωτηρίας»
لا يتخلص الانسان من الزمن ’ بل سيدخل الزمان ’ نقدر أن نقول ’ ببداية جديدة ونقطة انطلاق متجددة وهدف واضح .
يشكل حضور المسيح ’ الذى جاء الى العالم وأخذ جسدا بشريا وصلب وقام ’ نقول يشكل البداية الجديدة للزمن المتجدد ’ الخليقة الجديدة . وهنا يكمن المعنى والفحوى للعلاقة الجديدة بين الانسان والزمن ’ ففى اللحظات التى يغمره فيها الفرح ’ والساعات التى يقتحمه فيه الألم ’ والأيام التى يتهاوى فيها ’ والسنين التى يراها تعبر أمام عينيه ’ يأتى المسيح محبوبنا لكى ما يؤسس ’ وسط كل هذا ’ أبديته .وكما يقول لنا الأباء بأن الانسان لا يقدر أن يحصل على الأبدية وهو لابس طبيعة غير كاملة ’ لهذا أخذ الله بمحبته للبشر الغير المتناهية المبادرة " وتأنس لكى ما نتأله " .
«ένηνθρώπησε ίνα ήμείς θεοποιηθώμεν»
لأنه وبميلاد الرب حسب حسب ما يقول لنا القديس مكيسموس المعترف "ان كل الزمان وكل ما يحتويه الزمن ’ قد وجدت بدايتها ونهايتها فى المسيح" . لقد أقتنت كل الخليقة المسيح كبداية ونهاية لأنه هو الله الغير الزمنى قد "صار زمنيا" وهو الذى لا يسعه مكان ’قد صار "مكاننا وسكننا " . ما هو معنى هذا الكلام ؟
دعونا نفكر فى بداية الزمن عند كل انسان . أن الانسان وللحظة واحدة قبل أن يتم الحبل به ’ ولكى يوجد الانسان فى بطن أمه ’ لم يكن يوجد قبلا ’ لم يكن موجودا بالمرة لا زمنيا ولا مكانيا أى لم يكن يمتلك كيانا ولا زمنا. وبينما لم يكن موجودا ’ كان موجودا ’ لأنه يتحرك من اللاوجود الى الوجود ’ من "اللاكينونة" الى أن يصير جسدا ونفسا ’ يصير انسانا جديدا ’ وجودا فى الزمان ’ يمتلك زمنا ومكانا فى العالم.
ولكن المسيح ’ أيها الأحباء’ اللازمنى الذى تزامن مع زماننا ’ كما سبق وأشرنا ’ ليس هو مجرد انسان ’ والذى من اللاوجود انوجد فجأة فى جسد ’ أى اقتنى زمانا ومكانا . نحن نتكلم عن "ابن الله الوحيد ’ المولود من الأب قبل كل الدهور" .
«τον Υίό του Θεού τον μονογενή ,τον έκ του Πατρός γεννηθέντα πρό πάντων των αίώνων»
أننا حينما نقل "اللازمنى " عن المسيح ’ نعنى أنه لا يملك زمنا ’ أى بداية ونهاية ’ لأنه يوجد قبل الدهور ’ وقبل أن يتم خلق الزمن به ’ لأنه هو خالق الزمان ’ الذى يوجد وسيوجد الى دهر الدهور أى بعد نهاية الزمن.
لقد اقتنى الرب زمانا بشريا بعد تأنسنه وتجسده ’ ودخل الى زماننا ومكاننا من أجل خلاص الانسان ’ بمعنى أخر لقد "صار زمانا" وأيضا "صار مكانا" لكى ما يحضر الأبدية الى داخل كل انسان. وبكلمات أخرى فان تأنسن المسيح هو الزمان وقيامته هى المكان ’ زمان ومكان خلاص الانسان.
يحتاج الانسان الى المسيح كاله متأنسن لأن الانسان يستمد وجوده منه. أن تاريخية شخص المسيح لا تشكل حدثا تاريخيا ظرفيا لتدخل الهى طارئ ’ بل هو شروق تاريخ انسانى جديد . هذا هو العام الجديد.
لا يجب أن ننسى أن الله يتدخل فى أزمنة الناس عن طريق أعماله وأفعاله ’ ولكى ما يعبر عن عنايته العملية بالعالم عامة وبالانسان خاصة. اذن فان ما يقدمه الزمان للناس ينبع من محبة الله الغير المحدودة ’ وكذلك تقدمة ابنه من فيض حبه للبشر . ان هذه التقدمة تعنى تقدمة امكانيات الخلاص .
دعونا نفكر معا ’ أيها المسيحيون الأحباء ’ فى ما يقدمه لنا الله .
يمكن للانسان من أن يعيش فى داخل الكنيسة ’التى هى جسد ولحم ودم المسيح ’ وأن يشارك وبشكل دائم تاريخية المسيح .
لهذا وبهذا المعنى يصير الزمن هو فرصة للاستعداد "للجواب الحسن أمام منبر المسيح الرهيب" كما نتضرع فى الليتورجيا الألهية. الله يتدخل فى التاريخ ’ ويحفظ ’ ويحرس ويشارك وينصح الانسان ’ لكى ما يجد توجهه الصحيح وتقدمه فى داخل التاريخ. أما الانسان ’ من جهته ’ فانه يحيا هذه التاريخية الجديدة فى داخل الكنيسة كما ولو كانت اليوم الدائم والان الحاضر والدائم والثابت.
هكذا يتحول الزمان من خليط من الاحداث الواضحة والوقائع الغامضة ’ كما يعيشه الانسان ’ يتحول الى المسافة التى تمتد بين دعوة محبة الله الينا ’ واستجابتنا لحب الله .
تتكرر هذه الاستجابة كلما ترك الانسان حياته أى استودع زمانه ومكانه فى يدي المسيح الأله . وقتها وحتى حينما يكتمل زمان الانسان الأرضى أى الموت ’ لا يكون نهاية ولكن استمرار للزمان فى أحضان محبة الله. لهذا السبب فالابدية لا تحصى ولا تعد. كيف نحصى الزمن ونعد السنين حينما يكون الانسان "فى المسيح"
«ό άνθρωπος είναι έν τώ Χριστώ»
أى حينما يكون الانسان ساكنا فى أحضان محبة الله ’ هناك حيث يشتهى الانسان أن يعيش دوما وبلا انقطاع وبلا توقف فى شركة مع الله .
«έκεί πού ό άνθρωπος έπιθυμεί να ζεί διαρκώς ,άδιακόπως , και άδιαλείπτως σε κοινωνία με το Θεό»
نتمنى أيها المسيحيون الأحياء أن تبحثوا وتجدوا هذا العام الجديد ’ وأن يكون هذه العام فرصة جديدة فى زمن حياتنا القصيرة والتى سوف نتتهزها من أجل خلاصنا ومن أجل الشركة والحياة الدائمة مع الله . وحسب كلمات من نعيد له فى هذا العيد وهو القديس باسيليوس الكبير :" ان أب النور الحقيقى (يوحنا 1 ’9 ) الذى زين النهار بنور السماء وهو الذى أنار السماء باشعة النار ذاك الذى بنوره العقلى والابدى قد سطع على الراحة الابدية فى الدهر الاتى هو نترجاه ان ينير قلوبكم بنور معرفة الحق وان يحفظ حياتكم بلا عثرة وان يمنحكم " أن تسلكوا بلياقة كما فى النهار" (رومية 13 :13) لكى ما تشعوا نورا مثل الشمس فى وسط بيئة القديسين المنيرة لكى ما يكون لى هذا "لافتخارى فى يوم المسيح" (فيليبى 2 ’16) .
«καύχημα είς Χριστού».
مع دعواتى الأبوية
مطرانكم
سيرافيم
بيرية
Μετά πατερικών εύχών !
0 ΜΗΤΡΟΠΟΛΙΤΗΣ Σας
+Ό Πειραιώς ΣΕΡΑΦΕΙΜ