الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. سجن العقاد تسعة اشهر بتهمة العيب فى الذات الملكية
  • ٢٢:٠٥
  • السبت , ٣١ ديسمبر ٢٠١٦
English version

فى مثل هذا اليوم.. سجن "العقاد تسعة اشهر بتهمة "العيب فى الذات الملكية "

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

١٤: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ٣١ ديسمبر ٢٠١٦

العقاد
العقاد

فى مثل هذا اليوم 31ديسمبر 1930..
احتشد الجمهور داخل قاعة محكمة جنايات مصر..وخارجها فى مثل هذا اليوم 31 ديسمبر 1930 ..

ينتظر الحكم فى القضية التى شغلت المصريين وفور النطق خيم الصمتالتام وانصرف الجميه فى هدوء وسكون ..

قضت المحكمة بحبس المتهم محمود فهمى الخضرى ستة اشهر حبسا بسيطا..وحبس المتهم عباس محمود العقاد تسعة اشهر حبسا بسيطا..وامرت بطبع الحكم فى ثلاث جرائد يومية بمصروفات على نفقة المحكوم عليهما..

كان الاتهام الذى يتم محاكمة مفكر مصر الكطبير بسببه هو "العيب فى الذات الملكية "..بسبب المقالات التى كتبها فى جريدة "كوكب الشرق"..وملأها طعنا فى الملك فؤاد وحاشيته ..محملا اياه مسؤلية الانقلاب على الدستور..

وقصة هذا الانقلاب تبدأ من قرار الملك فؤاد بتعطيل الحياة االنيابية وتاغاء العملبدستور 1923 مما ادى بزعيم حزب الوفد الى الذهاب لمجلس النواب لاعلان استقالة وزارته يوم 17 يونيو ..وكان العقاد نائبا برلمانيا عن الوفد ..وفور اعلان الاستقالة وقف العقاد صائحا :"الا ليعلم الجميع ان هذا المجلس مستعد ان يسحق اكبر رأس فى البلاد فى سبيل صيانة الدستور وحمايته"..وقوبل هذا التهديد بتصفيق حاد من النواب بالمجلس مماجعل احمد باشا ماهر رئيس المجلس يعترض مضطربا قائلا :"ماهذا يا استاذ عباس؟..انا لااسمح بمثل هذا الكلام؟.."ولكن العقاد اصر على موقفه ..

بعد هذه الجلسة بدأ العقاد\ حملة عنيفة على الملك وحاشيته ..يرصدها الدكتور راسم محمد الجمال فى كتابه "عباس العقاد فى تاريخ الصحافة المصرية"..الصادر عن الدار المصرية اللبنانية القاهرة ..حيث كتب مقالات نارية فى صحيفة "كوكب الشرق "..و "المؤيد الجديد"..وحرصت السلكات على استغلال هذه الفرصة الى ابعد حد ومضت تراجع المقالات بدقة لكى تستجمع منها الادلة الكافية لتقديمه الى المحاكمة بتهمة "العيب فى الذات الملكية ..ويؤكد الجمال على ان هذه المقالات لم تتضمن فقط عيبا فى الملك وانما تضمنت تحريضا على الثورة وقلب نظام الحكم والتخلص من اسرة محمد على كلهخا وبلغ فيها العقاد قمة ثوريته فى دفاعه عن الدستور وعن استقلال البلاد..

بدأت المقالات فى التاسع من سبتمبر 1930 ..بمقال " الوززارة البريطانية والازمة المصرية الحاضرة ",..وكتب فى 14 سبتمبر مقالا بعنوان "الرجعيون والانجليز المحليون"..وقال فيه :"لن الملك اثم اثما كبيرا لاشك فيه ولايينبغى ان يظل خافيا على احد من المصريين ""..وفى 24 سبتمبركتب يطعن فى الملك واسرة محمد على ..وفى 14 اكتوبر استدعى للنيابة العامة للتحقيق وحضر معه كبار الوفديين القانونيين امثال محمد نجيب الغرابلى زومحمد صبرى ابوعلم ومحمود سليمان الغنام ..وامرت النيابة باعتقاله بتهمة العيب فى الذات الملكية ..وفى 16 اكتوبر انتهت التحقيقات ..وضمت محمد فهمى الخضرى صاحب ومدير جريدة المؤيد الجديد وفى 8 ديسمبر بدات المحاكمة واكتظت القاعة بالجماهير ..وقالت النيابة فى مرافعتها ان المتهم لم يذكر اسم صاحب الحجلالة الملك فى مقالاته بل استعمل فى بيان غرضه وتحديد مقصده عبارة الرجعية وبنى دفاعه عنه مكرم عبيد باشا على الطعن بقوة فى مدلول الرجعية عند العقاد ..

اصدرتا المنحكمة حكمها بسجن العقاد تسعة شهور نفذها بالكامل..

وحسب مذكرات مصطفى النحاس فان احمد ماهر وزير الحقانيةفى وزارة اسماعيل صدقى زار العقاد فى محبسه ورفض العقاد استقباله بل و استقبله وهو مستلق على السرير ومد رجليه فى وجهه حيث اعتقد انه جاء متشفيا فيه ..!!