الأقباط متحدون - تأملات آخر العام
  • ١٧:٢٥
  • السبت , ٣١ ديسمبر ٢٠١٦
English version

تأملات آخر العام

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٣٦: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ٣١ ديسمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
دعنا عزيزي القارئ من الحديث المعاد حول أهم أحداث وأشخاص العام، لقد تحدثنا فيه بقدر ما سمح الوقت في آخر حلقات برنامج لسعات لهذا العام، لذا أرجوأن تسمح لي أن تعطيني مساحة من تأملاتك الشخصية كيما أناقش معك بعض الأفكار التأملية التي وصلت لها من خلال أفكار هذا العام.

لا شك أن العداوة شيء مقيت، ويجب التخلص من كل عداواتنا، لكن العداوة الناجمة عن حسد فلا داعي للتخلص منها لأنها وإن تخلصت منها ستعود وتستعر مرة أخرى.

وبينما نحن نسير في حياتنا نلاقي أشخاص إما يؤثروا فينا أو نؤثر فيهم، أو يحدث الاثنين، نؤثر ونتأثر، ولكن عليك أن تفهم أن تأثيرك وتأثير الآخر فيك لا يجب أن يكون قوياً بل يجب أن يكون عميقاً، والمهم أن يكون التأثير إيجابي.

في عقلي كلام، وفي قلبي أحلام، وفي يدي أن أسعى لتحويل الكلام لأعمال، وتحويل الأحلام لحقائق، ولذا لا يجب علي أن أنشغل بإدانة الآخرين،لعل هذا يضيع الكثير من الوقت الذي احتاجه لإنجاز حلمي.

إن لم تكن قوياً فلا تكن ضعيفاً، وإن لم تكن طيباً فلا تكن شريراً، لذا الطرق الوسطى خلصت كثيرين، وليس سهل الوصول لها.

هل جربت تجلس مع نفسك قليلاً لتفكر فيما لو كان أمسأفضل فلما لا تعمل لكي يكون غدك مثله، ولو كان أمسك سيئ،فلماذا لا تجعل من غدك أفضل منه؟
أكتشفت وأنا أفكر أن أسوء مثل يمكنك الاقتناع به أن من شاف بلوة غيره هانت عليه بلوته، لأنك بذلك تفتري على الله، وتتهمه بالظلم أنه يعطي لأحد بلوى أقل من الآخر والعكس، وهذا ليس صحيح، فالله عادل في إعطاء المحن والمنح، إذ يعطي لكل إنسان بحسب قدرته على التحمل.

عزيزي، أجلس مع نفسك في هدوء، وناقش الآخرين في هدوء، وحاسب نفسك بحدة لأنك أفضل من يواجه نفسه بالحقيقة، وإن لم تكن هكذا فأنت تضللها، وهذا خطر.

صديقك ليس من يبلع لك الزلط، ولكن من يحذرك، وينبهك من الغلط، ومن يفعل معك هذا فلا تتركه فهو عملة نادرة.

أحب أن أقول للحكومة جيد أن تقيموا المشاريع الواسعة، لكن المهم أن تقيموها بأفكار واسعة، وليس بأفكار ضيقة، وإلا ستفشل مشاريعكم.

وأحب أن أقول لكل إنسان إن لم تكن تعرف الطريق فكل الطرق توفي بالغرض، وهو الفشل لا قدر الله.