الأقباط متحدون - المجـــــوس
  • ١٥:٣٤
  • السبت , ٣١ ديسمبر ٢٠١٦
English version

المجـــــوس

نبيل المقدس

مساحة رأي

٣٨: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ٣١ ديسمبر ٢٠١٦

المجـــــوس
المجـــــوس

نبيل المقدس
        وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ:«أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ . متي 2 : 1 – 2 .

نفهم من كتابات بعض مفسري الكتاب المقدس عن مَنْ هُم المجوس علي النحو التالي :  عندما وُلد يسوع في بيت لحم .. جاء حكماء من بلاد المشرق , ليقدموا فروض الولاء والطاعة له , ويُسمي هؤلاء الرجال " بالمجوس" .. وقد صَعُبَ ترجمتها .. ويقول الباحثون أنهم كانوا في الأصل إحدي قبائل مادي , وهم جزء من الإمبراطورية الفارسية , لكنهم حاولوا كثيرا وعدة مرات أن يقوموا بثورات ضد الأمبراطور الفارسي , لكي يستقلوا ويتخلصوا من الحكم الفارسي  .. لكن محاولاتهم باتت بالفشل .. ومن هذا الوقت إبتعدوا عن الطموح السياسي .. وتحولوا إلي كهنة للأمبراطورية الفارسية .. مثلما كان في ذلك الوقت .. اللأويين كهنة لدولة اليهود ... ووصلت نفوذ المجوس  الديني والروحي إلي الدرجة أن الذبيحة في بلاد الفرس لا تُقدم إلا في وجودهم  ككهنة ذوي الحكمة والقداسة .

    وعن طريق الدراسات والتأمل في الأشياء برع المجوس في كثير من العلوم مثل الفلسفة والطب وعلوم الفلك والطبيعة .. بالإضافة إلي نبوغهم في علوم التنبؤ بالمستقبل من خلال دراساتهم لمسارات الكواكب والشمس .. كذلك إشتهروا بتفسير الأحلام وتحليلها وتطبيقها في الحياة , مما أثر تفسير الأحلام إلي حد ما علي سمعتهم وأنقص الكثير من قيمتهم العلمية والأخلاقية .

    إرتبط إسم المجوس في ذكر أحداث ميلاد يسوع بالنجم الذي ظهر لهم في السماء .. ففي قديم الزمان كان الناس يؤمنون بالفلك وعلاقته بحياة الإنسان , فإعتقدوا أنهم يستطيعون أن يعرفوا المستقبل من تتبع مسارات النجوم , وشدة إضائتها ولمعانه .. فإذا حدث أن نجم ظهر جديدا وكان لامعا علي غير المتوقع , كان هذا دليلا من وجهة نظرهم علي أن أمر غير مألوف وغريبا قد حدث.

    ويقول الدارسون أن النجم اللأمع والمضيء الذي رآه المجوس غير معلوم حتي الأن .. ويقولون أن هناك بعض النجوم واللهب ظهرت بكيفية غير عادية عام 11 ق.م , 7 ق.م  ..  وفي عام مابين الخامس والثاني قبل الميلاد حدثت ظاهرة عجيبة حيث ظهر في أول يوم من شهر " ميزوري" المصري والذي يعني " مولد امير أو ملك " ظهر نجم عجيب شديد اللمعان  . وأطلق عليه إسم " سيريوس Sirius ". ويقول الفلكييون أن هذا النجم هو الذي ظهر للمجوس ليتبعوه إلي مكان المولود. 

    إن زيارة المجوس للمسيح في مهده وظهور النجم . ليست أسطورة جميلة , أو حكاية خيالية عجيبة .. بل هو حدث حقيقي يشهد بها التاريخ .. فعندما سمع هيرودس الأخبار عن هؤلاء المجوس الذين جاءوا خصيصا من الشرق يبحثون عن طفل وُلد لكي يكون ملكا علي اليهود .. إضطرب جدا .. وإضطربت معه أورشليم  فخاف أن يفقد عرشه وسلطانه .. وخصوصا كان يفتقر إلي الإتزان في شخصيته , ومُفعم بالشك حتي لأقرب الشخصيات له .. فقد قتل زوجته وأمها ولم يتورع في قتل إبنه خوفا من أن يأخذ منه العرش ..  

  7حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرًّا، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. 8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ:«اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي، لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ». 9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا. 12ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، انْصَرَفُوا فِي طَرِيق أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ. متي 2 : 7 – 12 .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع