كتب: هانى سمير
إتهم د. "مفيد شهاب"- وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية- النائب الأمريكي عن الحزب الجمهوري "فرانك وولف"، بأنه يقف وراء محاولات تحريض الكونجرس الأمريكي على استصدار قانون لحماية الأقباط بخصوص الحريات الدينية في "مصر".

وقال "شهاب"- وفق ما جاء بموقع الأهرام الإلكتروني: إن "وولف" من أكثر أعضاء الكونجرس المناوئين لـ"مصر"، وأنه كان من الطبيعي أن يسعى، من خلال الحادث الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديسين بـ"الإسكندرية"، إلي إحياء مشروع قانونه ضد "مصر" وعقد جلسات اجتماع حوله، إلا أن الكونجرس لا يعير مشروع قانونه أدنى اهتمام.
وأوضح "شهاب" أن ما شهده الكونجرس الأمريكي في الأيام القليلة الماضية، حول مناقشة أوضاع المسيحيين في "مصر"، كان مجرد جلسة استماع عقدتها لجنة حقوق الإنسان التابعة لمجلس النواب الأمريكي. مشيرًا إلى أن المناقشات التي دارت في هذا الاجتماع شهدت كمًا هائلاً من المغالطات حول أحوال الأقباط في "مصر"، وكان رد الكنيسة القبطية المصرية هو أبلغ رد على جلسة الاستماع هذه، وعلى منْ يختلق الذرائع للتدخل في الشأن الداخلي المصري.

وأشار "شهاب" إلى أن البعض يعتقد أنه في عصر العولمة، من المُباح أن يتم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى. مؤكِّدًا أنه لم ولن يكن بمقتضى هذه العولمة، السماح بالتدخل في الشئون الداخلية للدول، حتى بالنسبة للأمم المتحدة. وقال: "انظروا لما جرى في العراق وأفغانستان من تدخل خارجي ووصاية.. عهد الوصاية الدولية علي الشعوب انتهي".
هذا وكانت جلسة مجلس الشعب الصباحية، قد شهدت هجومًا حادًا على الأمريكان. حيث ألقى "سعد الجمال" بيانًا للجنة الشئون العربية، انتقد فيه جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة تابعة لمجلس النواب الأمريكي حول شئون الأقباط في "مصر"، معتبرًا إياها تدخلاً صريحًا في الشأن الداخلي المصري.

من جانبه، أشار الناشط الحقوقي "رفيق حبيب" في حديث خاص لـ"الأقباط متحدون"، إلى وجود تناقض من قبل الحكومة المصرية التي تقبل تدخل الإدارة الأمريكية في قضايا وترفضها في قضايا أخرى على حد تعبيره. موضحًا أن هناك العديد من القضايا تخضع فيها الحكومة المصرية لنظيرتها الأمريكية، منها الإصلاح المالي والاقتصادي والتعليم، وهي قضايا غاية في الأهمية. مؤكِّدًا أن الحكومة المصرية لا يجب أن تتذرع برفضها التدخل الأجنبي.

وأوضح "حبيب" أن التدخُّل الأجنبي مرفوض بكل أشكاله، إلا أن آثار التدخل في الشئون الاجتماعية يكون أضعاف الآثار السلبية التي تنتج عن التدخل في الشئون السياسية. ومن المعروف تاريخيًا أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين تفشل عند حدث تدخل؛ لأنه سيزيد المشكلة ويعمِّق الخلاف بين الطرفين. مضيفًا أن التدخل الخارجي فيما يعرف بقضايا الأقليات تُستخدم كأوراق ضغط، وأن النظام المصري يقايض الإدارة الأمريكية بحيث يترك الأهم، والإدارة الأمريكية تقبل ذلك.

وقال "حبيب": إن الأقباط يتم استخدامهم كورقة ضغط بصورة لم تحقق أي مكاسب لهم، في الوقت الذي يتم فيه توريطهم، بحيث يكونون كمن يتحالف مع الغرب ضد الوطن أو ضد الإسلام والمسلمين، مما يجعل المسلمين ينظرون لهم كما لو كانوا يتبعون الغرب. مناشدًا الأقباط بأن يكون لديهم حس وطني، وألا يرفضوا التدخل الأجنبي فقط من خلال التصريحات، بل أن يكون ذلك نابعًا منهم عن قناعة راسخة داخلهم.