- أيها السادة.. كلنا هذا المختل
- الأنبا أغاثون: محافظ المنيا لا يُريد أن يكون للكنيسة أي دور وطني،ولا يراعي المشاعر القبطية
- رفعت السعيد: كبار الأغنياء في مصر جهزوا طائراتهم وجوازات سفرهم
- أسرة فتاة "كفر الجزار" تستغيث بوزير الداخلية لعودة ابنتهم
- الكنيسة الأرثوذكسية تطالب الأقباط بالتواجد في منازلهم غدًا وغلق محالهم التجارية
عذراً يا موت.. الحب أقوى لأن الله محبة
بقلم: كارولين كامل
عندما يسمع المصريون عن حالة وفاة، يسرعون بنشر الخبر كالبرق لتقديم التعازي والمواساة والوقوف بجانب أسرة المتوفي بشتى الطرق، وتختفي الفوارق الإجتماعية والدينية، ولا يميز أحد ديانة الأخر فالكل يكسوه الحزن والدموع، ويتوجه الجميع إما للجامع أو للكنيسة للصلاة على المتوفي ويتسابق الجميع للجلوس بجوار الأسرة المنكوبة.. مشهد ليس غريب أو جديد؛ فهو من أهم ما يميزنا كمصريين .. المشاركة فى الأحزان والأفراح.. ولعل الأحزان أكثر حيث يلتف الجميع لإحتضان الحزين والتخفيف عنه.
ولكن ما كان جديد على المصريين هو حالة الفراق التى حدثت بين عدد كبير من أبنائه عقب حادث تفجير كنيسة القديسين، وهو رفض الطرف المنكوب التعزية أو المواساة من أخيه ناسيا أنه منكوب هو الأخر لتلك الحادثة البشعة، وما لمسته من تجربتي الشخصية كان حالة من عدم التوازن فى ردود الأفعال من جانب الطرفين.
كان المسيحي حزين ومتألم رافضا أى مشاركة من أخيه المسلم ويعاتبه بنظرات لوم وكأنه المتسبب أو حتى راضي عما حدث، وكان المسلم يحاول بشتى الطرق التبرير أو حتى الدفاع عن نفسه – رغم عدم حاجاته لذلك – ولكن فقط ليحاول التخفيف عن أخيه الملكوم وليثبت له أنه متألم مثله تماما إن لم يكن أكثر منه لأنه يشعر بأنه مظلوم لما يراود أخيه المسيحي من شكوك تجاهه.
أصبح الأمر صراع لإثبات حق الضحية والثأر من الجاني، نسى فيها كلا الطرفين ما يكنه للأخر وتحول النسيج الواحد لفريقين يتبادلان الحرب الباردة بالكلمات والتلميحات، حتى أن مكان العمل الواحد الذى يجمعنا شهور تحول كمعسكر لفريقين ينظر كل منهما للأخر بتربص فى انتظار خروج كلمة ما ليرد عليها هو الأخر بسيل من الكلمات التى كلما خرجت كلما زاد الجرح والفراق.
نسى كل منا ما تقسمناه سويا من أفراح وأحزان، وأن الهم مشترك، ولن يحصل الجاني على جزاءه بتجريح كل منا فى الأخر، رحل شهداء الحادث – حادث كنيسة القديسين – وتركوا المصريين فى صراع، أرتاحوا من هموم العالم الفانى، وبقينا نحن نطاحن، هل يشعر هؤلاء بسعادة ونحن فى حالة التمزيق تلك..؟ لا أظن.
تجاهلنا حقيقة أن الموت هو النهاية الحتمية لكل ذى نفس حي، وإن كان رحيل هؤلاء أفجعنا وآلمنا لبشاعة ما حدث لهم، ولكن الاستسلام للأحزان لن يعيد الراحلين، وما كان يحتاجه المسيحي من أخيه المسلم هو الإحتواء، احتواء للغضب والحزن، وكان من حق المسلم على أخيه المسيحي، ألا يصب جام غضبه عليه وهو غير متأكد من الجاني، لأنه تبقى فى النهاية سنوات العشرة والحب والمودة واقفة صامدة أمام تلك الأحداث التى لن تمنعها فرقتنا وتمزيقنا لأوصال الترابط والأنقسام لفريقين.
لا أنكر أنى كنت من ضمن الفريق الرافض لكلمات المواساة وجرحت كلماتى أصدقائى ومن أحبهم، وجرحتنى قسوة ردود أفعال البعض، ولكن جاء عيد الميلاد بعد أسبوع على الحادث فوجدت الاتصالات تنهال علي ورسائل المعايدة، حتى أن كثيرون ممن انقطعت صلتي بهم لظروف ما، وجدتهم يتصلون بي ويهنئوني بالعيد بل ويستأذنونني لتعزيتي فلم أستطع كبت دموعي أبكي لشعوري بدفيء حبهم وأخبرهم بأني حزينة.
ولكن اتصالاتهم أعطتني تعزية لأن الحب أقوى من الموت، ولأن الله محبة كما أخبرنا الكتاب المقدس، ومن لم يتصلوا بى من أقرب أصدقائي اتصلت أنا بهم أعاتبهم فأخبروني بأنهم كانوا يخشون رد فعلي تجاه اتصالهم لما كنت فيه من حالة غضب، فأخبرتهم بأنى لن أتصل بهم فى عيد الفطر القادم وسأنتظر أن يتصلوا هم بي بما أنني أنا من قمت بالاتصال بهم فى عيد الميلاد.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :