الأقباط متحدون - وكان الرب في 2016 كما سيكون في 2017
  • ٠٨:٤٢
  • الاربعاء , ٤ يناير ٢٠١٧
English version

وكان الرب في 2016 كما سيكون في 2017

د. رأفت فهيم جندي

مساحة رأي

١٥: ٠٩ ص +02:00 EET

الاربعاء ٤ يناير ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. رافت فهيم جندي
سنوات الغربة على الأرض تتناقص سنة بعد سنة، والبعض يحتفل بقدوم عام جديد ولكنه لا يضع في اعتباره أن عاما من عمره قد انقضى وولى ولن يعود، وهذه ليست ثقافة الموت ولكنها الحقيقة الغير مرة لنا ولكنها مرة للبعض الآخر ويودون ان يتجاهلوها.

كل من ينظر إلى جسامة احداث 2016 من قتل وترويع شيطانى في اوروبا وامريكا وأفريقيا والشرق الأوسط والكنيسة البطرسية بمصر يظن ان 2016 كان عاما كئيبا لم يكن الرب فيه، ولكنها طريقة الرب أنه يخرج من الآكل اكلا ومن الجافي حلاوة.

لأنه بنظرة أخري نرى انه هذه الاعمال الغير إنسانية قد تسببت عن فتح اعين الكثير والكثير من البشر على تعاليمهم الشيطانية، فأتى للرب اعدادا غفيرة من كل الأمم والقبائل والشعوب والالسنة.

في ولادة يسوع المسيح قالت الملائكة للرعاة، "وعلى الأرض السلام" فكيف يكون هذا مع هذه الحروب الطاحنة؟ وهذه العبارة من بين أسباب اخري جعلت البعض يتشكك في ان يسوع هو المسيا المنتظر، غير فاهمين أن السلام الذي قصدته الملائكة هو بداية سلام بين الأرضيين والسمائيين بعد ان تم طرد جنس البشر من حضرة الرب منذ زمن ابينا آدم بفعل الخطيئة.

وعندما دفع يسوع المسيح ثمن الخطيئة على الصليب عاد المؤمنون به للفردوس الأرضي (الكنيسة) وللأحضان السمائية فصار على الأرض السلام بعد ان كانت العبادة القديمة تتلخص في تذكرة أصحاب العهد القديم -أي ما قبل المسيح- انهم مفصولين عن الحضور الإلهي، فكان من يلمس أو حتى ينظر لتابوت العهد يموت ومن يلمس جبل سيناء اثناء حلول الرب عليه  يموت، ومن يأكل هذا او ذاك نجس، والمرأة الطامث نجسة، ومن يلمس ميتا نجس....الخ،  وتم الإعلان النهائي لهذا السلام بين الأرض والسماء وانتهاء نجاسة الجنس البشرى بانشقاق حجاب الهيكل الفاصل بين حضور الله والبشر عند موت المسيح على الصليب.

ولكن هذا السلام بين السماء والأرض الذي أعلنت عنه الملائكة كان أيضا بداية اخرى لحروب جديدة للشيطان لإنكار لاهوت المسيح وصلبه وقيامته لكي يستمر البعض في الانفصال عن الذات الإلهية.

وعيد ميلاد "المسيح عيسى بن مريم" هو تذكار ان كلمة الله الأزلي "المسيح" ولد انسانا من العذراء مريم وكلمة كريسماس مكونة من مقطعين "كريس + ماس" وتعنى عندما اتخذ المسيح جسدا اى عندما صار المسيح "عيسى بن مريم" فصرنا غير نجسين وغير مفصولين عن الذات الإلهية.

افرحوا وترنموا بعام وعيد سعيد ولا تكتئبوا من احداث دامية مهما كانت، لأن الرب أتى لنا فمن يكون هذا الذي علينا، وكما كان الرب في عام 2016 كذلك سيكون في عام 2017 وأيضا كل عام.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع