ماجى وأشرف زكى!
مقالات مختارة | أسامة الغزالي حرب
الاربعاء ٤ يناير ٢٠١٧
أرجو أن يسمح لى القراء المحترمون بأن أقدم اليوم تحية وتقديرا خاصا للدكتور أشرف زكى، عميد المعهد العالى للفنون المسرحية، على مبادرته الإنسانية، الرائعة والراقية،
فى أثناء اختتام الدورة 24 لمهرجان المسرح العربى، ضمن تكريم دفعة عام 2000. يقول الخبر الذى كتبه باسم صادق (الأهرام3/1) إن د. أشرف زكى فاجأ الجميع فى حفل الاختتام بقوله: «اعتدنا كل عام على تكريم أحد الفنانين الكبار الذين أثروا المشهد الفنى فى مصر، ولكننا هذا العام قررنا أن نعبر بأدواتنا التى نملكها عن حزننا وألمنا لمصاب الوطن الأليم، لذا نكرم رحلة لم تكتمل،
بعد أن اختطفها الإرهاب فى المهد، وهو تكريم للموهوبة الشهيدة ماجى مؤمن»!.. يا الله.. هل تعلمون من هى ماجى مؤمن؟ إنها الطفلة الرائعة ذات الأعوام العشرة التى اغتالت روحها الطاهرة يد الإرهاب الآثمة، فى تفجير الكنيسة البطرسية يوم 11 ديسمبر، حيث أصيبت بإصابات بالغة فى المخ والرئة، وتلقت العلاج بمستشفى الجلاء ولكن ماجى، التى كانت طالبة متفوقة بكلية رمسيس للبنات، والتى كانت أيضا موهوبة فى التمثيل الذى مارسته فى عدة عروض كنسية..
توفيت يوم 20 ديسمبر. لقد فاضت عيناى بالدموع، أمس، وأنا أشاهد فى الأهرام صور ماجى فى الأدوار المختلفة التى أدتها: صورتها فى دور أخت موسى، وثانية فى دور راشيل فى «ملك الأحلام»، وثالثة فى دور سالومى فى «مريم كما رواها الأطفال»، ورابعة فى مشهد من «الملكة ميكال». إننى أتذكر أننى تابعت بالذات أخبار ماجى بعد تفجير البطرسية، وما ذكرته والدتها نيرمين سمير عندما قالت فى روايتها للواقعة «أول ما قمت قعدت أدور على ماجى لإنها كانت على رجلى وواخداها فى حضنى... لقيتها مرمية جنبى ودماغها بتكب دم فى إيدى»!!.. وتابعت أيضا الروح المؤمنة الصابرة التى قابلت بها أم ماجى وأسرتها محنة وفاتها، عندما طالبوا بتزيين الكنيسة بالورود وألا يحضر المشاركون للصلاة على روح الشهيدة الصغيرة بملابس الحداد. إننى أكرر التحية لأشرف زكى، وأحيى أيضا د. أحلام يونس، رئيسة أكاديمية الفنون التى سلمت أسرة الشهيدة ماجى درع التكريم، وأقول إن تلك المشاعر الراقية والمرهفة التى عبرا عنها هى جوهر الفنان الحقيقى الأصيل.
نقلا عن المصري اليوم