الأقباط متحدون - تصفية «إبراهيم عيسى» إعلاميا
  • ٠٤:١٤
  • الاربعاء , ٤ يناير ٢٠١٧
English version

تصفية «إبراهيم عيسى» إعلاميا

مقالات مختارة | سحر الجعارة

٤٤: ١٠ ص +02:00 EET

الاربعاء ٤ يناير ٢٠١٧

سحر الجعارة
سحر الجعارة

لا يكفى أن تكون من أنصار 30 يونية ومن المحسوبين على الرئيس «عبدالفتاح السيسى» لتستمر في «مفرمة الإعلام».. ليس شرطا أن تكون عاشقا لمصر، أو مؤمنا بأفكارك مثل الكاتب «إبراهيم عيسى».. لكن المهم أن تتوافر فيك «صفات القواد» الذي يتاجر بلحم الشعب وأرض الوطن متمتعا بالحصانة، (وأشكالها متعددة)، والثروة والمكانة الاجتماعية!.

لابد أن تمتلك من «الفجور» ما يجعلك تطل على جمهور الشاشة فتقول «الكلام وعكسه»، وتبرر الفساد وأخطاء الحكومة وتهلل للبرلمان، وتقسم بـ «شرف أمك» أن «تيران وصنافير» سعودية، وأن «الأزهر الشريف» ينشر الوسطية وسماحة الإسلام، وأن الأسعار في متناول المواطن «المهمش» لكننا شعب مترف!.

أنتم تعرفون هذه النماذج بالاسم، من يأكلون على كل الموائد، ويعملون لحساب كل «الأجهزة»، ويتولون تهيئة الرأى العام لتصفية إعلامى أو سياسى أو رجل أعمال من خلال صحفهم وبرامجهم النجسة.. تعرفون لماذا تم ذبح «إبراهيم عيسى»، وكيف، ولمصلحة من لكنكم لا تغضبون!.

اغضب: حتى لو كان قانون التظاهر من خلفك، ورصاص الخرطوش من أمامك.

اغضب: لأن «الساكت عن الحق شيطان أخرس»، وقد تابعت بنفسك محاربة الإعلامى «طارق نور» مالك قناة «القاهرة والناس»، لإيقاف برنامج «إبراهيم عيسى».

أصرخ، قبل أن يبتروا لسانك ويطعمونه لكلاب الطريق من «أصدقاء النظام»!.

لقد كتبت في نفس المكان بعنوان «عدو النظام الأول»، وذكرت كلمة «عيسى» في حضور الرئيس: (مفيش دولة في الدنيا بتسجن في جرائم النشر غير 3 أو 4 دول، للأسف كلها دول مستبدة وديكتاتورية، ويجب ألا تكون مصر التي نحلم أن تكون دولة دستورية ديمقراطية من ضمن هذه الدول التي تسجن في جرائم النشر).. ولأن في هذه الدولة من هم ملكيون أكثر من الملك.. لم يضق صدر الرئيس بكلمات «عيسى» ولكن المؤامرات تحاك من فترة لإسكات أي صوت معارض لسياسات الحكومة والبرلمان!.

قاد رئيس مجلس النواب دكتور «على عبدالعال» الحملة ضد «عيسى»، وتطوع «كذابين الزفة» بتكييل اتهامات من عينة: (نشر أكاذيب تهدف لهدم الدولة، والإساءة للبرلمان)، لأن «إبراهيم» تجاسر وسأل: هل يستعد البرلمان لتعديل مادة رئيس الجمهورية في الدستور، وشكك في ولاء البعض موضحا أنهم من أعضاء «الحزب الوطنى» ).

إذن أحل البرلمان «دم إبراهيم»، بعدما فشل رجال الأزهر في ذلك، وعُلقت المشانق في «قاعة خوفو» وتم تقديم «رقبة إبراهيم» قربانا لأصنام الديكتاتورية.
صورة كئيبة ومشينه، بل هي «عار على النظام» الذي ساندناه بأرواحنا، وأصبحنا على قوائم إغتيال جماعة «الإخوان» لأننا آمنا وشاركنا في كل خطوة مهدت لثورة 30 يونية.

المطلوب إذن أن يبدأ عصر إعلام «الصوت الواحد»، رجال أعمال يتطوعون لشراء الفضائيات، وآخرون يمولون فضائيات جديدة، و«نجوم الشاشة» مجرد «كومبارس» يرددون ما يتلى عليهم.. والمواطن ينعم بمشاهدة كرة القدم والبرامج الترفيهية!.

ولكن هل هذا المشهد المخيف يرضى الرئيس؟.. هل هذا هو مناخ «الديمقراطية» التي وعد بها الرئيس؟.. الديمقراطية ليست منحة من الحاكم للمحكومين، إنها «حق» ننتزعه بأنفسنا حتى لو كان الثمن ما حدث مع «إبراهيم» عيسى من غلق لجريدته الأولى «الدستور» ثم الحكم عليه بالسجن بتهمة إهانة «مبارك» ثم المنع من الظهور على الشاشة.

كيف يقبل الرئيس «السيسى» أن يتم هذا العبث في عهده وتحت بصره ؟.. إنه رجل «مخابرات» بالأساس، وما حدث يسىء لعهده ويستخدم ضد مصر خارجيا فأقل ما يوصف به منع إعلامى هو «الاستبداد».. إنها سقطة سياسية وغباء ممن يتطوعون لخدمة الرئيس على طريقة «الدب».

أحيانا لا أصدق أننى أكتب هذه الكلمات في عهد «السيسى»، ثم أهمس لنفسى: سأقول كلمتى وأمضى قبل أن أُمنع.. فما لا يفهمه «المرتزقة» من الإعلاميين والسياسيين أن من يحب الرئيس عليه أن ينتقد الممارسات الخاطئة، ومن يخاف على البلد عليه أن ينبه القيادة السياسية لمواطن الخطر.

منتهى الخطورة– ياسيادة الرئيس- أن تسلم دفة الإعلام لربان أعمى، وأن ترفع النخبة السياسية– فى عهدك- شعار: (لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم)!.

أما الحكم بالإعدام المعنوى على «عيسى» فمحسوب له.. مخصوم من رصيد فترة حكمكم، هذا ما سيكتبه التاريخ!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع