الأقباط متحدون - مجدى أحمد على: «مولانا» يواجه الفاشية الدينية.. وعمرو سعد خيارى الوحيد لدور «حاتم»
  • ٢٣:٣٢
  • الجمعة , ٦ يناير ٢٠١٧
English version

مجدى أحمد على: «مولانا» يواجه الفاشية الدينية.. وعمرو سعد خيارى الوحيد لدور «حاتم»

أخبار مصرية | الوطن

٤٣: ٠٩ ص +02:00 EET

الجمعة ٦ يناير ٢٠١٧

مجدى أحمد على مع أبطال فيلم «مولانا» أثناء عرضه فى «دبى السينمائى»
مجدى أحمد على مع أبطال فيلم «مولانا» أثناء عرضه فى «دبى السينمائى»

بعد ابتعاده عن السينما لما يقرب من 10 سنوات، لم يجد المخرج مجدى أحمد على رواية أقل إثارة للجدل من «مولانا» ليعود بها مرة أخرى فى مشروع سينمائى يحمل توليفة فنية مميزة تعبر عن همه الأساسى فى مواجهة الفاشية الدينية، حيث شارك أحمد على بالفيلم فى الدورة الـ13 من مهرجان دبى السينمائى الدولى ضمن مسابقة «المهر الطويل»، ليراهن على عودته مرة أخرى بمنافسة 17 فيلماً من مختلف دول العالم. «إننى لا أستطيع قول الحقيقة كلها، ولكننى أبذل طاقتى كى لا أنطق بغيرها» جملة يقولها الشيخ حاتم المنشاوى بطل الفيلم والرواية تفسر الكثير حول الشيخ الذى يتحول إلى داعية مشهور، يرصد أحمد على من خلاله مجموعة من الظواهر والقضايا فى المجتمع المصرى، خاصة فى العلاقة بين الدين والسياسة، الفيلم بطولة عمرو سعد، درة، ريهام حجاج وأحمد مجدى.

ضعف كُتاب السينما سبب تقديمى أفلاماً عن أعمال روائية.. والخطاب الدينى همى الأصلى
■ حققت رواية «مولانا» للكاتب إبراهيم عيسى جدلاً كبيراً فى المجتمع، لماذا اخترتها لتبنى عليها مشروعك السينمائى؟

- «مولانا» رواية ناجحة جداً حققت أكثر من 12 طبعة، ووصلت إلى القائمة القصيرة لمسابقة البوكر، كما حققت صدى أدبياً قوياً فى مصر والوطن العربى، وعلى الجانب الآخر أعتبر إبراهيم عيسى صديقاً وهناك حالة من التقارب فى الأفكار بيننا خاصة فيما يتعلق بالخطاب الدينى، الذى يعد همى الأصلى الذى أحرص على التعبير عنه فى كل أعمالى السينمائية، أنا أخشى على الوطن من الفاشية الدينية التى تعد أخطر من الفاشية العنصرية، فهم الذين سطروا تاريخ الدم فى العالم كله، لأن النسبة العظمى من الحروب حول العالم ترجع لأسباب دينية أو عنصرية، نتيجة إقحام الدين فى السياسة، خاصة أنها تعتمد عى فكرة العقيدة والتقرب إلى الله عن طريق القتل باسمه لدخول الجنة، كما يعتقدون امتلاكهم للحقيقة المطلقة وعدم تقبل الآخر المختلف على الإطلاق، ووصلت إلى درجة هائلة من التعصب، ولذلك أجد أن السلفيين فى مصر أخطر من الإخوان، بسبب ما يشيعونه فى المجتمع من فاشية، مما يزيد حاجتنا إلى هذا الفيلم وأعمال سينمائية أخرى.

■ ألم تقلق أن ينتقل الجدل المثار حول الرواية إلى الفيلم، خاصة بعد اعتراضات بعض الأزهريين؟

- لا أعتقد أن من اعترض على مضمون الفيلم قرأ الرواية من الأساس، السيناريو حصل على إجازة من الرقابة ثم وافقت على الفيلم، وبالتالى لم نواجه أى مشاكل على العمل فى شكله النهائى، إضافة إلى أن الفيلم كعمل سينمائى يختلف عن الرواية كعمل أدبى، ففى الفيلم راعينا أن يقدم لمستويات ثقافية وعمرية مختلفة من الجمهور، ويضم رسالة مباشرة، فهناك أشياء كثيرة موجودة فى الرواية ولكن ليست موجودة فى الفيلم، وإن كانت روح الحكاية نفسها موجودة، وهو ما يعكس الفرق بين التوجه الأدبى الذى يكون عادة لقارئ متميز وبين السينما كفن مقدم للعامة، لذلك يجب أن نعيد صياغة القصة بشكل يؤهلها للوصول لأكبر قدر ممكن من الجمهور دون ابتذال.

■ ما القصة التى يدور حولها الفيلم؟

- يرصد الفيلم رحلة صعود شيخ صغير فى مسجد حكومى، إلى داعية شهير يقدم برنامجاً دينياً على إحدى القنوات الفضائية، يجد نفسه متورطاً فى مجموعة من الصراعات بينه وبين نفسه، إضافة إلى التورط مع بعض الجهات والمؤسسات العليا.

■ ما الذى جذبك فى عمرو سعد ليقدم دور الشيخ حاتم المنشاوى؟

- الفيلم يعد التعاون السينمائى الأول مع عمرو سعد ولكنه الثانى، حيث قدمنا مسلسلاً درامياً معاً سابقاً، وهو كان الاختيار الوحيد بالنسبة لى، فهو ممثل من طراز فريد من النادر تكراره، كنت أريد تقديم الشيخ الذى يمتلك درجة من الثقافة ويمتلك درجة من الاقتناع والفهم بما يقول، وكل تلك العناصر موجودة فى عمرو، فهو ممثل من طراز أحمد زكى الملىء بالموهبة ولديه نوع من الثقافة المهنية التى تجعله مؤهلاً ليعتلى عرش التمثيل فى مصر.

■ الرواية تلقى الضوء على شيوخ الفضائيات وعلاقتهم بالسلطة، هل يسلك الفيلم نفس الخط؟

- الفيلم يتعاطف مع الداعية ولسنا ضده، ولكن نقدم قدراً من التناقضات والتنازلات التى يقدمها لكن يسعى جاهداً ألا تمس تلك التنازلات كرامته أو دينه، وفى الوقت نفسه يعلم أنه يلعب فى منطقة شائكة ويتعامل مع أجهزة شديدة السطوة والجبروت، وهذا ما نحاول تقديمه، حيث إن مهنة الدعوة شائكة جداً خاصة فى ظل وجود نظام أمنى قمعى ونظام اجتماعى شديد الصرامة، فيكون «زى اللى ماشى على الحبل» وتحيط به النيران، والفيلم يعد إهداء للداعية الطالب للإخلاص والحقيقة.

■ لماذا اخترت المشاركة بـ«مولانا» فى الدورة الـ13 من مهرجان دبى السينمائى بدلاً من «القاهرة»؟

- عرضنا الفيلم لأول مرة على إدارة مهرجان دبى وأعجبوا بالفيلم جداً وتمسكوا بعرضه فى الدورة الـ 13 قبل أن عرضه على إدارة مهرجان القاهرة، وأنا كنت أعلم أن المسابقة الدولية فى مهرجان القاهرة بها 3 أفلام مصرية على مستوى فنى عال، وبالتالى غير منطقى أن نضع كل إنتاجنا السينمائى فى مكان واحد، وعلى الجانب الآخر الفيلم يمثل مصر فى محفل سينمائى مهم يضيف لسمعتها السينمائية، كما يحظى بتسليط إعلامى وفرص أقوى للتوزيع، فموزع الفيلم هو موزع لمنطقة الخليج والمنطقة العربية، ويهتم بالصدى الذى يحققه الفيلم حتى يستطيع توزيعه فى منطقة أوروبا والأمريكتين.

من اعترض على الفيلم لم يقرأ الرواية.. ووجود الفيلم فى «مهرجان دبى» لمصلحة السينما المصرية
■ ما ردك على اتهام البعض لك بعدم الوطنية بسبب عرض الفيلم فى دبى؟

- المسألة لا تقاس بهذه الطريقة إطلاقاً، ومن غير المنطقى تفضيل مهرجان على آخر، ولا يمكن الحكم على وطنية المخرجين أو المنتجين بعرض أفلامهم فى مهرجانات عربية أو دولية، حظى مهرجان القاهرة بفيلمين مصريين على مستوى فنى عال، ومن غير المنطقى أن نضع كل إنتاجنا السينمائى فى منطقة واحدة، خاصة عرض فيلم فى أى مهرجان حول العالم شرف لبلده، ويقدم دعاية ووجوداً قوياً للسينما المصرية فى المحافل الدولية، لذلك وجود أفلام مصرية فى مهرجانات أخرى يعد شيئاً إيجابياً، وفى النهاية عندما نجد فى دبى أكثر من سبعة أفلام مصرية هذا يعد شرفا لنا وإثبات أننا نملك صناعة لم تنقرض بعد، ويرى الحضور أن مصر ممثلة سينمائياً بشكل جيد.

■ ما المدة التى استغرقتها فى العمل على مراحل الفيلم؟

- فى البداية كانت هناك فترة مناوشات مع الكاتب إبراهيم عيسى حتى تم الاستقرار على بدء العمل، ولكن الجانب المتعلق بالكتابة والإخراج استغرق ما يقرب من عام وهى لا تعد مدة طويلة بالنسبة للفيلم.

■ هل واجهت صعوبات فى تحويل «مولانا» من عمل أدبى إلى سينمائى؟

- الصفاء الروحى فى العلاقة التى تجمعنى بالكاتب إبراهيم عيسى جعلنا نجتمع على هدف واحد لنقدمه معاً، فنحن نعلم جيداً التاريخ الذى يقف خلف تلك الشخصيات المرسومة فى الرواية، وبالتالى لم تكن هناك أى صعوبات فى نقلها من الأدب إلى السينما، خاصة أنى لست مجرد مخرج قرأ الرواية ورغب فى تقديمها سينمائياً، ولكن أنا أسير مع إبراهيم على نفس النهج والمبدأ.

■ قدمت فى عام 2010 آخر أعمالك السينمائية «عصافير النيل» المأخوذ عن رواية للكاتب إبراهيم أصلان، هل لديك شغف خاص بالأعمال الروائية؟

- آخر عملين مأخوذين بالفعل عن أعمال أدبية، وهو ما يعكس بالفعل ضعف الكتاب الذين يكتبون للسينما مباشرة وليس على نفس مستوى الأدباء الذين يمتلكون فكرة قوية عن فكرة البناء الدرامى، لذلك معظم من يكتب مباشرة للسينما إما يقتبس من أعمال أجنبية أو يلجأ إلى مشروع روائى وهو أيضاً قليل جداً، وأنا أفضل أن آخذ من الأدب إلى السينما، فلم أجد أمامى إلا عالم الرواية الذى يعد الأفضل بالنسبة للسينما، وهو أيضاً ما دفعنى للعمل على السيناريو والحوار الخاص بالفيلم دون الاستعانة بسيناريست، خاصة أن موضوع الفيلم قريب منى جداً، وأعتبره همى الرئيسى لذلك كان من الضرورى أن أكون مسئولاً عن كل حرف فيه.

■ هل واجهت صعوبات فى إنتاج الفيلم، من حيث اعتباره عملاً يناقش قضايا خاصة فى ظل وجود أعمال سينمائية ذات صبغة تجارية بحتة؟

- أنا من المؤمنين بأن مصر بها كل الأنواع، ولا يصح التعامل مع الجمهور باعتباره متلقياً جاهلاً أو قليل الثقافة والوعى، بالعكس نحن نتعامل مع جمهور ذواق شديد الوعى والقدرة على التمييز، ونفس الحكاية بالنسبة للمنتجين، فهناك من يلجأ للنوع البسيط التجارى، وهناك آخرون لديهم جرأة ورغبة فى تغيير المجتمع إلى الأفضل، واقتحام الأماكن الشائكة، وبالرغم من قلة أعدادهم نسبياً إلا أنهم موجودون على الساحة، وفى الوقت الذى كنت فيه حريصاً على تقديم فيلم جيد كان هناك منتجون وموزعون وفريق عمل كامل حريصون على مساعدتى ومتحمسون لقضية الفيلم.

الكلمات المتعلقة
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.