الأقباط متحدون | قراءة فى خطاب عرش الشرطة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٥٦ | الاربعاء ٢٦ يناير ٢٠١١ | ١٨ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

قراءة فى خطاب عرش الشرطة

الاربعاء ٢٦ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم نسيم عبيد عوض
      عدت مساء الأحد من إجتماع الصلاة المسكونية لأجل اقباط مصر بحضور أقباط أميركا بالساحل الشرقى , بكتدرائية سانت باتريك بنيويورك , وقد حضره مالا يقل عن 3 الاف قبطى , ملئوا الكتدرائية , وتميزت الصلاة لأرواح شهداء كنيسة القديسين بالأسكندرية , بتجمع مسيحى شمل أغلب الطوائف من كاثوليك وأرمن وسوريان , وضمت أستاذا أكاديميا فى علوم الشرق الأوسط وحضاراتها , كما تميزت بعلاقة كنيستنا القبطية وإحترامها بين الطوائف المسيحية التى قدمت للمشاركة , وأيضا تلاحظ   تحوط قوات أمن نيويورك على جميع مداخل ومخارج الكتدرائية وسط جو البرد الصقيع , مما دعى الآباء لشكر قيادات أمن  المدينة الكبرى , أقول عدت لرحلة استمرت ساعتين حتى أصل لبيتى وفى طريق عودتنا كلل الشعب اللقاء الروحى بالتراتيل الروحية التى تناجى كنيستنا القبطية وإيماننا المسيحى القويم.

     عدت لأجد خطاب الرئيس مبارك فى إحتفالات الشرطة الذى هو أصلا  يوم باكر , وبعد مشاهدت خطاب الرئيس وقبله وزير داخليته , رجع ذهنى مباشرة الى الأمبراطور نبوخذنصر الملك وأعظم أباطرة التاريخ , حتى قيل ان أدولف هتلر كان  يعتبره مثله الأعلى, كان ملك بابل له أمبراطورية مترامية الأطراف , حتى ان الله إستخدمة فى عقاب شعب إسرائيل والسماح له بحرق أورشليم وهيكلها وسبى شعبها لمدة سبعين سنة ببابل وأشور , والذى أعاد ذهنى الى نبوخذناصر ,قول الكتاب عنه " انه تعظم وتكبر حتى قال يوما , أليست هذه بابل العظيمة التى بنيتها لبيت الملك بقوة اقتدارى ولجلال مجدى , ويقول الكتاب (سفر دانيال -4) والكلمة بعد فى فم الملك وقع صوت من السماء قائلا لك يقولون يانبوخذناصر ان الملك قد زال عنك, ويطردونك من بين الناس وتكون سكناك مع حيوان البر ويطعمونك العشب كالثيران فتمضى عليك سبعة أزمنة حتى تعلم ان العلى متسلط فى مملكة الناس وانه يعطيها من يشاء. , فى تلك الساعة تم الأمر على نبوخذنصر فطرد من بين الناس واكل العشب كالثيران وابتل جسمه بندى السماء حتى طال شعره مثل النسور واظفاره مثل الطيور, ثم بعد عفو الله عنه رجع الي عقله وقال " انا نبوخذنصر اسبح واعظم واحمد ملك السماء الذى كل أعماله حق وطرقه عدل ومن يسلك بالكبرياء فهو قادر على ان يذله."

          هذه قصة الأمبراطور العظيم بين الأباطره , والتى أوردها دانيال النبى , خرجت الى فكرى عندما رأيت خطاب رئيس مصر وهو يزيد فى الإشادة برجال الشرطة لكشف جريمة الأسكندرية , وانا لا أعلم هل كشفوا الجريمة أو قذفوا بها فى المجهول , فليس هناك إلا شخص قاد خلية إرهابية نفذت العملية ولكن أين المجرم الحقيقى , وسيقولون فى غزة ,  وأحترت فى تسمية هذا الخطاب أو أعطيه عنوانا هل هو خطاب إنتهاء خدمة فكال لنا ألأكاذيب نلوها التهيئات , هل نسمية خطاب وداع العرش فتمادى فى تجميل فترة حكمة , هل هو شهادة خلو طرف من فترة خدمة فشل فى القيام بواجباتها , فيعدد لنا كل مراحل السقوط والدمار , او يقال عنة تقرير 30 سنة من الكبرياء والسيطرة والعجرفة على مطالب الشعب , او خطاب لشعب مصر دفاعا عن نفسه  كآخر محاولة قبل النطق و الحكم عليه , لا أعلم فقد أفاقنى من ساعتين صلاة على أرواح أهالينا شهداء بلدنا المصرية تحت حكم سيادته , واعادنى لذكرى دمائهم وأشلائهم والتى أحاول تناسيها ولكن هيهات لا تفارق أبدا خيالى  , وياليتنا نتأمل معا ما تضمنه خطاب الوداع الأخير:

   لقد أعدتنا الى مذبحة الكشح اول عام 2000 والتى ذبح فيها 21 قبطيا , يداك ملوثتان بدمهما , لأن مجرمى الإرهاب فى سوهاج قتلوا ومثلوا بالجثث أبشع تمثيل لدرجة أن أعضاء الكونجرس الأميركى طلبوا منا فى ذلك الوقت عندما ذهبنا لهم بصور الشهداء  بعدم نشرهذه الصور المفزعه لجثث الضحايا خوفا من إحداث صدمات للأبرياء وصغار السن, وهؤلاء ثمن دمائهم يطلب منك شخصيا لأن قضاءك المسلم لم يدين أحد فى هذه المذبحة وكأن شياطين نزلوا وقتلوا الاقباط فى الكشح , لن ننسى ذلك وهذه مكدسة فى ملف الكشح على أرفف العدال الدولية , ويومها لم يقل أحد ان هناك  تدخلا أجنبيا أىمن الموساد اليهودى , بل قدموا المجرمين للمحاكمة وخرجوا منها أبرياء وسجنوا أهالى المذبحون , هل تذكر ذلك سيادتك , وان نسيت لن ننساها طوال العمر حتى يأخذ منك الله  القصاص لأرواح هؤلاء الشهداء الأبرياء , والوقت قريب.

     لقد قلت " هزمنا الإرهاب من قبل وسنقضى عليه ونقطع يده " هل هزمت إرهاب نجع حمادى الذى أخفيتم قتل سبعة ابرياء فى دم شخص واحد , وهربتم  المحرضين على المذبحة , الم يكن هذا إرهاب إسلامى , قل هزمت أو هزمتنا نحن الأقباط بالإرهاب , قد يكون هذا هو المعنى الصحيح , ولكننا لن نهزم لأن إلهنا إله عادل له وحده النقمة والجزاء, وسيجئ اليوم.

   قلتم سيادتكم " ان العملية الأخيرة بالأسكندرية تمثل محاولات يائسة للإرهاب بمدخل جديد .. ونهج وأسلوب جديد " ثم بعد ثلاثين عاما من إرهاب وإضطهاد وترويع وقتل الأقباط تقول سيادتك انهم يحاولون الوقيعة هذه المرة بين الأقباط والمسلمين .. يسعى إلى شق صفهم".. والنيل من تماسكهم ووحدتهم .. كأبناء وطن واحد.. " واقول لكاتب هذا الخطاب أضحكتنى يافتى .. هل بعد أن خربت مالطة تجئ اليوم وبعد ثلاثين عاما والنار مشتعلة فى قلوب الأقباط على قتلاهم والمخطوفين من بناتهم ,,و تقول هذا , آسف ياسيدى الرئيس هذا كلام غير صادق ومجرد كلام منمق ليس إلا وهم وخداع , وعقل الشعب المصرى لن تمحوه كل الآثام التى وقعت عليه , وكل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم , بل ان ملفات الأمن هى التى ستدين الحكم ذاته طوال السنين الماضية.
    " لن أتسامح مع دعاة الطائفية "وهذا مكتوب بخط يدك فى خطابك.. هذا قرار عادل فهل تضعه موضع التنفيذ وفى يدك قانون الطوارئ؟ , وغدا تلقى القبض على أحمد منصور من قناة الجزيرة , والدكتور سليم العوا , وفهمى هويدى , وكل من محافظ المنيا والأسكندرية والجيزة , وكل مشايخ الفضائيات الذين وضعوا فى القلوب قنابل ومتفجرات ضد المسيحيين..  هل تأمر بالقبض على ظباط البوليس قتلة مكاريوس وملاك فى أحداث العامرية , فياللعجب سليم العوا بعد أن أشعل البيت نارا , تتوجه السلطه وتضمه الى هيئة البيت المصرى , وهو الذى طلب الغوغاء ان يخرجوا للشوارع والفتك بالأقباط والكنيسة , نحن فى إنتظار وضع قرارك موضع التنفيذ, وإلا كان ذلك هو بند إتهام , وعندما يظهر فضيلة شيخ الأزهر على قناة النيل ويقول بالحرف أن الإنجيل محرف لأنه لم يرد به ذكر لنبى الإسلام, بل ان سيادته الآن هو وزير خارجية مصر او الحاكم بأمر الله , يمنع العلاقات مع دولة الفاتيكان , ومعه كارت أيبض يفعل ما يشاء, هل ستحمى مصر من الطائفيه , إفعلها واحمى تراب بلدك من دماء الأبرياء.فالمحرض شريك فى الجريمة.

    ثم تكلمت عن المواطنة كأساس وحيد لمساواة جميع المصريين فى الحقوق والواجبات .." وأقول بعبارات لا تحتمل الجدل أو التأويل إننى لن أتسامح مع من يحاول المساس بوحدة أبناء الشعب" , وأنا اكتم ضحكة او غيظ او رفض إستهزاء بعقل هذا الشعب , ماالذى تقوله سيادة الرئيس , لقد فقد الشعب كل مبادئ المواطنة , فمعيار المواطنة الآن ..   دين فى بطاقة الرقم القومى , من له لحيه , أو يلبس نقاب , او له علاقة بقوى النفوذ والمال , او من هو من أتباع السعودية , المواطنة تأصلت فى عصر سيادتكم لمعنى آخر تماما عما أصطلح عليه المناديين بحقوق الإنسان , ولو نزلت لحقيقة الشارع المصرى , ستجد الجميع منزويين على أنفسهم هربا من ذل المواطنة وإهدار كرامة المواطن الحر الأصيل , معنى المواطنة استهلك حتى من عمره الإفتراضى , فالمعنى الحقيقى للمواطنه أصبح شئ آخر تماما يبكى على أطلاله شعب مصر, وفى مظلة دستور مصر.
 
    قول آخر   "  مصر لا تقبل الوصاية أو الضغط الخارجى .. أقولها لدعاة ألأستقواء بالأجنبى " سيادة الرئيس أليس فرض الوهابية على شعب مصر وإخضاعهم بمال البترول لنبذ الآخر , وتكفير المسيحيين اليس هذا تدخلا فى شئون مصر سمحتم به منذ ثلاثة عقود حتى أصبح نفوذ العمائم سيفا على رقاب العباد , اليست أميركا هى سندك فى الحكم سياسيا وإقتصاديا , فلماذا عندما يطالبون بحقوق المواطن القبطى صاحب الأرض , تدعى انه إستقواء الأجنبى , هل هؤلاء أصبحوا أجانب , وهم أصحاب حقوق فى مصر , يسيرون عجلة إقتصاد مصر , ولو رفعوا أيديهم , سيسف الشعب التراب , الشئ الوحيد الذى يمتلكه.

     إن أمن مصر القومى .. يصونه مجتمع متماسك .., هذا اجمل فقرة فى الخطاب ولو أننا ننادى بالحفاظ على أمن مصر القومى من عشرات السنين , ولا مجيب , ولكننا اليوم يدنا فى يدك لحماية أمن مصر القومى , واقترحنا يومها إنشاء  وزارة لأمن مصر على غرار ماأنشأه الرئيس بوش بعد غارة سبتمبر 2001 , وليكن معلوما ان حماية الأمن القومى لا تفرق فى الحماية للمسلم وتسحبها من القبطى , بدليل ان قوات الأمن المخترق من الجماعات الإسلامية , رفعت الحماية من على الأقباط منذ تولى وزير داخلية مصر عرشه , فالشعب القبطى يعيش فى أرضه بدون حماية أمنية , وهذا مساس بالأمن القومى , لأنه قومى وليس إسلامى, هل يستطيع الأمن ان يعلل بما حدث فى كنيسة أبو قرقاص – كنيسة مار جرجس- هل قبضوا على الجناة , وهل حوكموا على جريمة قتل شباب الكنيسة , وهذا حادث له أكثر من 15 سنة ,ومثلها عشرات الجرائم التى تعامى فيها الأمن القومى عن أبنائه الأقباط حتى سفكت دمائهم,  وهو صحيفة جنائية ضد أمن مصر القومى .

    الحقيقة ان كل ما ورد فى هذا الخطاب هو صك إتهام فى وثيقة حكم مصر طوال هذه السنين , وصحيفة إدعاء موثقة بالأدلة تقدم امام محكمة شعب مصر , الذى وإن غاب العدل عنه سنينا طويلة قد يفوق يوما ويحكم بالعدل. بمعونة إلهنا الذى قال عنه نبوخذنصر أنه" الذى كل أعماله حق وطرقه عدل.."




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :