الأقباط متحدون - اختطاف أفراح شوقي نسخة من اغتصاب صابرين؟
  • ٢٢:١٩
  • السبت , ٧ يناير ٢٠١٧
English version

اختطاف أفراح شوقي نسخة من اغتصاب صابرين؟

د. عبد الخالق حسين

مساحة رأي

٤٩: ١٢ م +02:00 EET

السبت ٧ يناير ٢٠١٧

 د.عبدالخالق حسين

 
منذ أسبوعين والإعلام العراقي والعربي وحتى العالمي مشغول بجريمة ("اختطاف" الصحفية العراقية أفراح شوقي، من قبل مسلحين مجهولين بملابس عسكرية، اقتحموا منزلها في منطقة السيدية جنوبي العاصمة بغداد في 26 من الشهر الماضي، واخذوها الى جهة مجهولة، مع سرقة مبالغ مالية وحلي ذهبية من منزلها). وبعد تسعة أيام من اختطافها، وكل هذه الضجة الإعلامية، وإشغال الأجهزة الأمنية في البحث عنها، ظهرت السيدة أفراح شوقي سالمة وبصحة جيدة، وكأن شيئاً لم يكن، و عمت الإفراح، وحتى السيد رئيس الوزراء اتصل بها هاتفيا للاطمئنان بعد الافراج عنها.
 
نحن هنا أمام مسرحية كتبت بعناية لتحقيق عدة أغراض، وضرب عدة عصافير بحجر واحد. فالكل يعرف أن من يتعرض لعملية الاختطاف الحقيقية، من قبل الإرهابيين البعثيين الدواعش، أو عصابات الجريمة المنظمة من أجل المال، أو المليشيات الشيعية، لا يمكن أن يخرج منها سالماً، بل إما جثة هامدة ممزقة بالرصاص أو بالسكاكين، أو بدون العثور عليه. إلا إن السيدة أفراح شوقي خرجت سالمة وعقدت مؤتمراً صحفياً، ولم تظهر عليها أية علامة أنها تعرضت للخطف أو التعذيب.
 
إن حكاية أفراح شوقي تذكرنا بحكاية صابرين الجنابي عام 2008 في عهد حكومة السيد نوري المالكي، وكانت واحدة من صنع طارق الهاشمي، الهارب من وجه العدالة(1)، ولمن يريد أن يعرف من هي صابرين الجنابي، فما عليه إلا أن يضع اسمها (صابرين الجنابي)، في مساحة البحث في غوغل. ادعت صابرين أنها تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل الجنود في السجن، الإدعاء الذي تناولته وسائل الإعلام العربية وفي مقدمتها الجزيرة، للتشنيع بالحكومة العراقية والجيش العراقي على عدم حماية الماجدات العربيات. ولإسكات هذه الأبواق تم الفحص الطبي على صابرين، وكشف الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف، آنذاك، ان التقارير الطبية اكدت ان «صابرين لم تتعرض لعملية اغتصاب» وقال ان التقرير الأول الصادر من مستشفى ابن سينا أكد ان الفحوصات التي أجرتها طبيبة في المستشفى المذكور على الجنابي أظهرت بطلان ادعائها وأضاف ان التقرير الآخر الذي أشرف عليه أطباء اميركيون اكدوا النتيجة نفسها التي أقرها التقرير الاول..." (نفس المصدر رقم 1 في الهامش)
 
يبدو أن حكاية اختطاف أفراح شوقي هي نسخة أخرى من حكاية اغتصاب صابرين. أفراح شوقي أيها السادة، لم تتعرض للاختطاف، إذ كما جاء في مقال وكالة أوروك نيوز أن (افراح شوقي مختبئة وليست مختطفة)(2)، وهي التي فبركت هذه المسرحية، وربما بمساعدة من آخرين لهم صلة بالإعلام المعادي للعملية السياسية، لتحقيق عدة أغراض منها ما يلي: 
1- تحقيق غرض شخصي، وهو اللجوء إلى فنلندا، حيث يقيم زوجها هناك منذ عام، وكانت قد قدمت طلباً لهذا الغرض إلا إن الحكومة الفنلندية تباطأت في ذلك. فبعد هذه المسرحية لا بد وأن الحكومة الفنلندية ستعجل بالأمر، وربما ستدفع حتى تكاليف نقلها ونقل أطفالها(2).
2- تشويه سمعة الحشد الشعبي. إذ كانت الصحفية أفراح شوقي قد كتبت عدة مقالات ضد الحشد. 
3- العزف على الوتر الطائفي لكسب الشارع السني العربي، وخاصة السعودي والقطري، إذ ادعت في مؤتمرها الصحفي بعد "الإفراج" عنها، أن سبب اختطافها هو التقرير الذي نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، الأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وما أثاره من غضب واسع في أوساط برلمانية وسياسية ورسمية عراقية؛ حيث نسب إلى مسؤول في منظمة الصحة العالمية تصريحاً بشأن حدوث العشرات من حالات الحمل غير الشرعي في مدينة كربلاء، التي تعتبر مقدسة لدى الشيعة، إثر زيارات دينية العام الماضي.(3)
4- منح المبررات لتشويه سمعة الحكومة العراقية من قبل خصومها وتحميلها المسؤولية(4)، بأن حكومة العبادي ضعيفة لا تستطيع حماية مواطنيها. وفي هذا الخصوص أبلى السيد عدنان حسين في المدى بلاءً حسناً، إذ كتب عدة مقالات عن "إختطاف" أفراح شوقي، واتهم الحكومة بالضعف والتقصير. وحتى بعد الإفراج عنها، راح يعد بالمزيد من الهجمات! 
5- والغرض الآخر من هذه المسرحية، هو إشغال الرأي العام العراقي والعربي عن الدور الذي تلعبه القوات العراقية المشتركة الباسلة في حربها على الإرهاب الداعشي، وما تحققه من انتصارات، وإبعاد الانتباه عما ترتكبه عصابات داعش من جرائم حرب إبادة ضد المدنيين في بغداد والمحافظات الأخرى.
 
خلاصة القول، إن لعبة اختطاف أفراح شوقي قد كشفت المستور، فأبطلت الأسطورة أن العراقيين مفتحين باللبن، ويقرؤون الممحي، وما بين الأسطر، وأثبتت أن بإمكان أي واحد أن يمرر عليهم أية كذبة أو لعبة مثل كذبة اغتصاب الماجدة صابرين الجنابي، أو اللعبة الجديدة "اختطاف" أفراح شوقي، لينطلق صحفيون من أمثال عدنان حسين وغيره من جوقة فخري كريم بالنفخ في الطنبور، والصراخ وامعتصماه، و(على حس الطبل خفَّن يرجلية). فمتى ينتبه شعبنا للتمييز بين الغث والسمين، وبين الكذب والصدق.
يقول الفيلسوف الألماني هيغل: "أن شعباً يصدق بالأكاذيب يستحق أن يخسر حريته".
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com  
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــ
مصادر
1- هل تذكرون قصة صابرين الجنابي؟ كانت من صنع طارق الهاشمي!
http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=69133
 
2- تقرير أوروك نيوز: افراح شوقي مختبئة وليست مختطفة
http://uruknews.net/index.php/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/11555.html
 
3- أفراح شوقي تكشف (في مؤتمرها الصحفي) عن " السبب الرئيسي لاختطافها"
http://www.nrttv.com/AR/Detail.aspx?Jimare=38208
 
4- بي بي سي: صحفيون يتهمون السلطات العراقية بالمسؤولية عن اختطاف افراح شوقي
http://www.bbc.com/arabic/media-38443439
 
رابط ذو صلة 
د. شيرين سباهي: أخطفوني ...عليكم العباس وهذا رقم حسابي البنكي
http://www.akhbaar.org/home/2017/1/222544.html
 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع