«قنديل»: «السيسى» يبنى النهضة فى مصر على طريقة «أيزنهاور»
أخبار مصرية | الوطن
٢٧:
٠٨
م +02:00 EET
الاثنين ٩ يناير ٢٠١٧
قال المهندس محمد مختار قنديل، الخبير فى مجال التنمية العمرانية والبنية التحتية، إن المشروعات القومية الكبرى التى تعمل عليها الدولة منذ عامين هى محاولة للخروج من «الخنقة»، لافتاً إلى أن المصريين يزيدون بمعدل 2 مليون نسمة كل عام فيما تبقى نفس المنطقة السكانية والموارد ثابتة.
خبير «تنمية عمرانية»: «معركة البناء» تحتاج 6 سنوات أخرى لاستكمال المشروعات القومية
وأضاف «قنديل»، فى حوار لـ«الوطن»، أن المشروعات سيتم البدء فى جنى ثمارها خلال عامين، وذلك بعد ربطها ببعضها، لافتاً إلى أن المشروع وحده من الممكن أن يحقق فائدة واحدة، فى حين أن خطط الدولة لربط المشروعات ببعضها تحقق 10 فوائد.. وإلى نص الحوار:
■ كيف تقيّم المشروعات القومية التى شهدتها مصر مؤخراً؟
- «أيزنهاور»، وهو الرئيس الأمريكى بعد الحرب العالمية الثانية، حينما تولى منصبه عمد لإنشاء شبكات طرق لربط الولايات المتحدة فيما بينها، فشبكة الطرق والسكة الحديد كانت أساس النهضة فى أمريكا، وهو ما فكر فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى أيضاً، فالطرق التى تُنشأ فى مصر حالياً تربط شرقها بغربها، وشمالها بجنوبها، مما سيمكن من إقامة قرى جديدة، وصناعات، ومشروعات، واستصلاح أراض، ولذا كانت البداية بـ«الشبكة القومية للطرق» منطقية ومفيدة على المدى البعيد، وليس حالياً.
الكثافة السكانية تضاعفت 5 مرات على نفس المساحة.. و«خنقة المحافظات» رفعت متر الأرض بأسيوط لسعر 20 ألف جنيه
■ أحد المشروعات الرئيسية التى تقوم عليها الدولة هو إنشاء مدن جديدة.. لماذا لجأت الدولة لذلك؟
- لأن المدن القديمة «مخنوقة»، ففى احتفالية حضرها الرئيس السيسى مؤخراً، وشهد خلالها افتتاح عدد من المشروعات بـ«الفيديو كونفرانس»، جرى الإعلان عن إنشاء مدينة «ناصر» غرب أسيوط، وهو أمر كان مطلوباً بشدة، فلك أن تعلم أن متر المبانى فى أسيوط وصل 20 ألف جنيه، وأصبح أكثر من سعر المتر فى مدينة 6 أكتوبر أو فى القاهرة الجديدة، فالمدن تنشأ بطرق ومواصلات لربطها بباقى محافظات الجمهورية، مع العمل على التخطيط العمرانى الجيد، بما يمكن الدولة من التوسع الأفقى السريع، لأننا نعيش على 7% فقط من مساحتنا، والمواليد يزيدون كل عام 2 مليون مصرى، وكل طفل يحتاج لأكل، وشرب، وتعليم، وسكن، والمواطنون يزيدون ويسكنون فى المناطق التى نعيش فيها والتى لا تتغير مساحتها، والقاهرة والدلتا «اختنقت»، فمن يعيشون فى المنطقة نفسها حالياً 5 أضعاف من كانوا يعيشون فيها سابقاً، ما يدفع المواطنين للتعدى على الأراضى الزراعية لإقامة مسكن لهم، فمن ثم من الطبيعى أن تلجأ الدولة لإقامة مشروعات للإسكان الاجتماعى، ومدن جديدة.
■ وأين الدولة من التعدى على الأراضى الزراعية؟
- الأمر يتم خلسة فى الظلام، ويصبح أمراً واقعاً، كما أن هناك مواطنين يعيشون فى تلك البيوت المخالفة، ولو أزلتها، فما البديل لهم، هل سيتم تركهم ينامون ويعيشون فى الفراغ؟
■ وماذا عن مشروعات «الاستصلاح الزراعى»؟
- مشروع طموح، وسيُروى بالمياه الجوفية لأن التوسع الزراعى يسهم فى توفير الاحتياجات الغذائية للمواطنين بدلاً من التوسع فى استيرادها، فضلاً عن إمكانية تصدير بعض الأطعمة ذات المكسب الجيد، بما سيعود بالنفع على المواطنين.
■ هناك شريحة من المواطنين تقول إنهم لا يريدون تلك المشروعات ويريدون «الأكل والشرب»، فما تعليقك؟
- ذلك حقهم الطبيعى أن يحصلوا على طعام وشراب جيد، ولكن تلك المشروعات لا بد منها بدلاً من المزيد من الاختناق داخل المدن، فعامة الشعب لا يعرفون التحديات الكثيرة التى تواجه الدولة، وسر ضخ استثمارات كبيرة بتلك المشروعات، فمثلاً تعجبت من مطالب البعض بعدم تحسين الخدمة فى خطوط السكك الحديدية مع عدم رفع تذكرة الركوب، وأعتقد أن أى شعب سيطلب تحسين الخدمة مع رفع التذكرة، وأتعجب من الغضب الكبير من رفع سعر تذكرة ركوب المترو جنيهاً، فالجنيه يساوى واحد على 20 من الدولار، فلماذا الغضب؟ فحينما ستتوفر أموال ستُستغل فى تحسين الخدمة بدلاً من أن تتكدس المديونيات، ويعجز المترو عن العمل، أو يحمّل كاهل الدولة المزيد من الضغوط.
■ وكيف تقيّم اتجاه الدولة للتوسع فى خطوط مترو الأنفاق فى العاصمة؟
- أرى أن الأمر يحتاج إعادة نظر، فلا أرى حاجة للخطوط الجديدة للمترو داخل القاهرة، فحينما ستقدم خدمات فى القاهرة، ستجذب مواطنين، وتزيد من الاختناق، فـ«الفراشة بتيجى على الضوء وبتنتحر فى الضوء ده»، ولذا أرى أن توجه تلك الاستثمارات إلى محافظات الصعيد على سبيل المثال، فالفقر لديهم كبير، ويجب أن نرفع مستوى معيشة المواطنين، فمثلاً من أقدموا على تفجير الكنيسة البطرسية مقبلون من الفيوم، وهى إحدى أفقر محافظات الجمهورية، لذا يجب الاهتمام بـ«الغلابة» فى تلك المناطق بدلاً من تركهم فريسة لأعداء الوطن، أو من لهم مصالح خاصة يسعون لتحقيقها.
■ كيف تستفيد الدولة من المشروعات القومية على أرض الواقع؟
- هناك خطط كثيرة جداً لدى الدولة لربط المشروعات التنموية ببعضها لنحقق أكبر استفادة، فبدلاً من أن تكون التنمية مقتصرة على هدف واحد يتم ربط المشروعات ببعضها لتحقيق 10 أهداف، فعلى سبيل المثال هناك مطار تم إنشاؤه بالقرب من مقر العاصمة الإدارية الجديدة، فهذا المطار سينقل السائحين والمسئولين وقت السفر، وكذلك سيأتى بسائحين يكونون على قرب من المتحف المصرى الكبير، فمع إقامة منشآت فندقية ستجذب أعداداً كبيرة للغاية من السائحين، وغيرها.
■ ومتى سيجنى المواطن ثمار تلك المشروعات؟
- بالتأكيد ثمارها «مش هتبان بكرة»، ولكن من الممكن أن نبدأ جنى ثمارها خلال عامين، فكما تعهّد الرئيس السيسى فإنه يسعى لإكمال المشروعات التى بدأها فى مدته الرئاسية قبل انتهائها بقدر الإمكان، لأنه حين تنتهى فترته الرئاسية فى منتصف 2018، سيكون ترك أشياء على الأرض تُستغل لصالح الوطن، وهنا إما أن يظل ويكمل المشوار، ليواصل البناء على ما تحقق لـ4 سنوات أخرى، ما يعنى 6 سنوات من العمل، ليكون «بنى نهضة فى مصر»، أو يترك تلك المشروعات للرئيس الذى يليه ليكمل مسيرة الوطن.
الكلمات المتعلقة