الأقباط متحدون - مصر أكبر من الخونة!
  • ٠٠:٤٥
  • الاربعاء , ١١ يناير ٢٠١٧
English version

مصر أكبر من الخونة!

مقالات مختارة | محمد امين

١٥: ١٠ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٠ يناير ٢٠١٧

محمد امين
محمد امين

لا أتفق مع النائب الصديق مصطفى بكرى فى طلب إسقاط الجنسية عن البرادعى، أو سحب قلادة النيل منه.. ولا أتفق مع غيره من النواب فى هذا الشأن.. مجلس النواب عنده ما يشغله من القضايا.. ومصر أكبر من أى شىء.. فلا تشغلونا بأى شىء غير بناء مصر .. وأظن أننا أعطينا البرادعى أكثر مما يتمناه من التعاطف، كما فعلنا الشىء نفسه مع فيلم «العساكر»، وهى دعاية مجانية لا يستحقها!

وعلى فكرة، الدولة المصرية لا تسقط بنقد، ولا تسقط بتحريض.. افتحوا الشبابيك لكل الآراء المخالفة، فهى مهمة للحاكم قبل المحكومين.. ادعموا حرية الآراء.. ادعموا أحزاب المعارضة، ولا تُغلقوها.. عندما سقطت المعارضة، أو أسقطت، خلت الساحة للتيار المتطرف.. وأصبحنا نشاهد مباراة بين فريقين لا ثالث لهما.. ومازالت المباراة عرضاً مستمراً حتى الآن.. بين الإخوان والحزب الوطنى المنحل!

فالثورة لا تندلع فى مصر بحوار للبرادعى.. اتركوه يتكلم.. اتركوا الأحزاب المعارضة تتنفس.. المعارضة ليست خيانة.. لا تُسقطوا جنسية البرادعى، ولا تسحبوا منه قلادة النيل.. لا تقعوا فى الفخ، ولا تنصبوا المشانق لكل رأى مخالف.. كثيرون لا يتابعون البرادعى.. لكنهم سمعوا عنه فى فضائيات مصر.. كما حدث بالضبط مع فيلم العساكر.. يومها حقق فيلم العساكر أعلى نسبة مشاهدة فى التاريخ!

أكرر، لا أدافع عن البرادعى.. ولكن يبقى السؤال: ما الخيانة التى سقط فيها البرادعى بالضبط؟.. بهذا المفهوم هناك خونة بالآلاف غير البرادعى.. خيانة البرادعى «إن ثبتت» لا تستحق إسقاط الجنسية أو سحب القلادة.. خيانة البرادعى تستحق المحاكمة والإعدام فى ميدان عام.. معناه بالعربى الفصيح، لا يمكن توزيع صكوك الخيانة بهذا الشكل.. ولا يمكن أيضاً توزيع صكوك الوطنية هنا وهناك!

فهل هناك معلومات لدى أجهزة الدولة عن خيانة البرادعى؟.. وهل هى معلومات حديثة، لم تكن متاحة من قبل؟.. ما قاله مصطفى بكرى لا ينطوى على وقائع محددة.. وما كشفته التسريبات، مع تحفظى عليها، لا تؤكد خيانة البرادعى.. أين الخيانة؟.. الرجل شتم كل أصدقائه.. وصفهم بالحمير والأفاقين والزبالة.. فليدافعوا عن أنفسهم.. وليصدروا البيانات ضد البرادعى، وتبقى الدولة فى مكانتها الرفيعة!

أتصور أن الكلام عن سحب الجنسية للتغطية على التسريبات، ليلتفت الناس عن «الفضيحة».. التسريبات جريمة كبرى، تسىء إلى سمعة مصر ومؤسساتها، أكثر من تحريض البرادعى.. كما أن التحريض كلمة مطاطة.. وبناء عليه، أى معارضة يمكن اعتبارها تحريضاً.. فهل نسقط جنسية كل المعارضين مثلاً؟.. نحن لم نسقط جنسية المرشد ومرسى، مع أن الخيانة قائمة، والتخابر بالوثائق الرسمية!

أختلف مع البرادعى، لكننى لا أتسامح مع التسجيلات والتسريبات.. وإذا كان البرادعى يرى أصدقاءه زبالة وحميراً، فمن المؤكد أن رأيهم فيه لا يختلف.. لكن ستبقى التسريبات فضيحة، وستبقى التسجيلات انتهاكاً للدستور.. فلا تُغطوا على هذه القيم الكبرى بكلام عن إسقاط الجنسية وسحب قلادة النيل!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع