شكراً محمد صلاح..
مقالات مختارة | حمدي رزق
الاربعاء ١١ يناير ٢٠١٧
كتبت فى هذه المساحة يوم 11 نوفمبر الماضى ما نصه: «نجيب منين ناس لمعناة الكلام يتلوه ويفهموه، أخشى أن معلومات كثيرة تلزمنى فى الحقل الكروى، أهل الرياضة أدرى بشعابها ونجومها، ولكن فى حدود علمى لم نسمع من أحدهم مبادرة فى حب مصر، ولم يعلن عن تبرع أحدهم لصندوق (تحيا مصر)، ولا عن مباراة دولية أو حتى (بطانية) لصالح فقراء الصعيد، أو ضحايا السيول، أو أطفال السرطان».
ولُمت على كتيبة نجوم الكرة المحترفين فى أوروبا غيبة الدور الاجتماعى الوطنى، وسلخت وجوههم، وفضحت بخلهم، وقلت معاتباً من أحبهم ملتمساً لهم العذر: «أخشى أنه دور غائب تماما، هم فى وادٍ يلعبون، ليس عن فقر أو بخل، بل ربما عن عدم دراية، ولربما لعدم فهم لطبيعة المرحلة الصعبة التى تمر بها البلاد، وإذا التفت هؤلاء الشباب الرائع إلى مثل هذه المبادرات الوطنية الطيبة يقينا لن يتأخروا، ستفرق كثيراً مع محبيهم وهم بالملايين، وينتظرون منهم الكثير فى الملعب وخارجه».
والجملة الأخيرة قصدت بها تماما عقل وقلب المحبوب الموهوب محمد صلاح ، نجم المنتخب الوطنى، مخاطبا «أبو صلاح» بالمبادرة الأولى نصاً: «مطلوب من محمد صلاح»، قصدت أبو صلاح باعتباره معبود جماهير الكرة، ويهتف البسطاء باسمه فى الثالثة شمال.
لماذا أبوصلاح، لأنى توسمت فيه صلاحاً، وأعلم أنه حبيب الملايين، والمهووسون كروياً يتسمرون أمام شاشات المقاهى لرؤية طلة «صلاح» فى الملعب، ويغبطهم أهدافه، ويحزنون لإخفاقاته، وتتخطف قلوبهم لو سقط مصابا، وحبى لأبوصلاح مثل حب الملايين، وأجتهد فى متابعة أخباره ونخبة المحترفين، وكلما زادت أسعارهم فى البورصة زاد رصيدهم فى بنك الحب المصرى، نحبهم فعلا ونتمنى لهم كل الخير.
ولم يخيّب أبوصلاح ظنى، وعلمت بتبرعه الكريم لصندوق «تحيا مصر» قبلا، ولم أشأ حرق التبرع صحفياً، أو الإعلان عنه، حتى يعلن عنه أبوصلاح نفسه، أثبت أبوصلاح أنه ابن أصول، ويعرف الأصول، ولا يفاخر أو يباهى ولم يعلن عن تبرعه أو قيمته، حتى التقى الرئيس، وخرج الإعلان عن التبرع الكريم دون تفصيل من المكتب الإعلامى الرئاسى، مع صورة نادرة تجمع الرئيس بأبوصلاح فى حضور وزير الشباب المحترم خالد عبد العزيز، فى تقليد كريم من الرئيس، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل.
التبرع الشخصى من أبوصلاح على رمزيته الفاخرة أخشى ليس كافياً، أنا طماع، هذه لفتة أولى من الفرعون الطيب، ابن الناس الطيبين، إن شاء الله تتبعها لفتات ولفتات فى حب مصر، ليس فى حب جماعة أو تبرعا لجماعة، «صلاح» يتبرع حبا فى مصر وليس استخداما سياسيا من جماعة، واللبيب بالإشارة يفهم.
مطلوب من «صلاح» ما هو أكثر بكثير من تبرع فتكريم رئاسى، مطلوب تأسيس رابطة للاعبين المحترفين خارج مصر، يقوم عليها مؤتمنون، ورمزها العالمى محمد صلاح، تقبل مبادرات هؤلاء، النجوم وأفكارهم، وتبرعاتهم، وتوجهها إلى أهدافها الخيرية، رداً للجميل ووفاء.
مطلوب منهم وعلى وجه السرعة مد يد العون والمساعدة لفقراء المشجعين، يتبنون الموهوبين، ويوفرون بدل التدريب للمحتاجين، ويرعون أندية الفقراء فى القرى والكفور، وهم جميعا أولاد الفلاحين، ويعلمون أن الشباب يلعب الكرة حافياً، وقوائم المرمى عارية من الشباك، والأرض غير صالحة لرعى الأغنام حتى يلعب عليها الكرة.
كم من محترفى أفريقيا السمراء يعودون على بلادهم بكل الخير، ولا يلقون ببلادهم خلف الظهور، وكم من لاعب أفريقى فتح الله عليه من وسع تولى الإنفاق على منتخب بلاده، بل وفتح مدارس وأكاديميات لرعاية الموهوبين، وكم منهم عاد ليقف مع أطفال بلاده ويحملهم فوق السحاب، عود كريم يا أبوصلاح وشكراً للرئيس على التكريم.
نقلا عن المصري اليوم