للكرمة حق الرد
أوليفر
الاربعاء ١١ يناير ٢٠١٧
أوليفر
من الكرمة إلي إبني الغالي
إبني الغالي .قرأت دموعك وسط دموعي.أ غُصة قلبك تؤلمني بأكثر مما تؤلمك.لم أنساك و لا يمكنني أن أنساك.فأنا أنت.أنا أنت و هم و هن و كلكم أنا.لا يوجد لي وجود بغيركم.أنتم أنا.
حزين أنت و حزينة أنا.فأنا يا إبني لا أملك مشاعر غير مشاعرك .و لا أحس إلا بما تحسه.أما قلت لك أنا أنت و أنت أنا.
إبني الغالي.أعرفلا تنصدم في أولادي الكبار.أعرف أنك عثرت من عثراتهم.أعرف أن صوت شجارهم يأتيك ممزقاً قلبك كالسيوف و يمزق قلبي أنا معك.أعرف ذلك.أنا أسمع ما تسمعه و جدران قلبى ترتج هنا.
أعرف أنك لم تجد راحة في أقوالهم و لا أفعالهم.حسناً يا إبني .أنصحك الآن بالحب. إحتملهم كما أنا أحتملهم و أطيل أناتى مثلما اسسنى ربى على محبته..هم ذاهبون و أنا باقية.كن صبوراً .لا تستصعب الصبر بل فليكن الرجاء ملجأك.كلهم ذاهبون يا إبني كلهم ذاهبون و أنا أمك سأنتظر لن أغادر الأرض حتي يعبر آخر عضو فىَ إلى نصفي الآخر في السماء..
أنين و حنين
لا تتنكر لأمك لأن بعضاً من صغارها قد أغضبك؟ حق الأمومة يبقي لي لا تجرحه.إذا رأيتني ضعفت فلا تتخل عني؟ أنا قوية متي كنت قوياً في رجاؤك. سأنهض يا إبني سأنهض و أنفض هذا الغبار الذي وصفتني به.لأنك طفلى أعذرك في وصفك و أعذرك في حزنك لكنني سأبقي أمك و لي قلب يرق دوماً لك.أنا ساكنة فيك يا من تسكنني قلباً و جسداً.لا يمكن أن تحبني بأكثر ما أحبك أحبك أكثر مما يعني القول أنى أحبك.. أنا أحبك حُبَيْن لأني كنيسة هنا تحبك و كنيسة في السماء تحبك لذلك أحبك أكثر منك. لن تفوقني حباً و لهذا يا صغيرى أتفهم غضبك و ألمك فلا تغادر حضن أمك فما من حنان مثل حناني لأني حضن المسيح لك.
الكرمة و الذئاب
عندى قصة لك يا طفلى فأنصت لى بقلبك.ذات يوم رأي بعض الذئاب فريسة وديعة تتمشي آمنة بين الحقول.فتشاورا عليها لكن لأنهم ذئاباً إختلفوا معاً علي أنصبتهم و نجوت أنا. جرحتنى مخالبهم و نجوت.آلمتني أنيابهم و نجوت. سبعة ايام في الأسبوع كانوا يعذبوننى بغير راحة و نجوت.أخذوا أطفالى من بين يداي و دفنوهم أحياء قدام عيني و نجوت.فأنا أم مجروحة من هنا و هناك .لم تكن الذئاب تحصد الحقول بل تتربص لي في الحقول . فماذا يا إبن قلبي هل تدعني و تكتفي بدموعك تنساب علي أعتابى كأنني تلاشيت من واقعك و أصبحت ذكري؟
يظن الذئاب أنني فريسة فإطمئن لست أنا الفريسة بل هم يظنون.لقد عبرت علي كثير من سنين الظلمة و كنت بالنور ملتحفة.لست أتذكر كم من السنين عبر لكنني أتذكر أنني قضيت كل العمر في حضن الفادي.لست أتذكر الظلمة لأننى منشغلة بعجائب مخلصي معي .إفعل أنت هكذا يا إبني و لتكن يد المخلص الرفيعة في يدك و حياتك و أمورك فهذه هي اليد الوحيدة التي تحكم الكل.
أنا الوديعة لكن لست أنا الفريسة. لأن كل من حاوطني ليأكلني حاصره تأديب الرب .فاجأته عجائب القدير فإنحني تحت اليد العالية نادماً في توبة أو نائحاً في نقمة.
فلترمقني قليلاً و ستري بنفسك كيف أن راعي الرعاة لا يكف عن رعايتي.لن تنتظر طويلاً .سيشرق الصبح .السحابة الآن كما تراها قدر كف اليد لا تستر أحداً . لكن الفيض سينهمر علي كل الأرض بركات و خيرات.أسرع و إتضع لكى ترى عجائب.
لا يعوزني شيء حقاً يا إبني أنا لا يعوزني شيء.لذلك لا أنتظر كثيراً أو قليلاً من أولادي .فأنا منذ حداثتي مجروحة بأيدي أحبائي مثل صخرتي مؤسسي.مثل سيدى فمن جنبه أخذت الحياة و من جنبه أخذت الألم.من يخونه يخونني و من يخوننى يخون سيدى.
سيكتشف الطامعون في أنني لا يعوزني شيء.لست أنقص بدونهم و لا أزيد أيضاً لأن كل خيراتي من حبيبي .هو يكفيني.لقد جعلني سماءاً فهل تعوزني الأرض و ما فيها.ليتك تنظر هكذا كما أنظر.ثبت عيناك إلى حيث لا عثرة و لا هَم أو صراع.ثبت عيناك حيث الكل سلام و وداعة و حب.ثبت عيناك حيث تزداد المحبة تألقاً و لا تنقص .ثبت عيناك نحو المسيح المريح .هؤلاء الذين يتصارعون لا يثبتون أعينهم إلي فوق ذواتهم مرتفعة لكن رؤوسهم مطأطأة من ثقل الكبرياء.فلا تصارع أحداً لئلا تفقد كنزك
مسئولية المؤمنين
تسألني هل أستسلم ؟ و هل إستسلمت أنا يا إبني .أنا أنهيك عن الصراع و ليس عن الجهاد.جاهد مثلي يا إبني .لكن جاهد لتكسب المسيح و ليس لتكسب أنت.أما الذين يصارعون بعضهم البعض فهؤلاء باحثون عن مكاسب ضد المسيح.لقد إئتمن المسيح بعضاً من عبيده و أقامهم حراساً علي أسواري .كل أسلحتهم صلاة و دموع و عرق .و بهم أنا أفتخر .فهل أنت منهم.لا يلزمك منصباً لأفتخر بك و لا زياً لكي تصبح حارساً .لا يلزمك معرفة الناس و لا الشهرة.فحراسي الحقيقيون لا يعرفهم الناس بل يعرفهم قائدهم و ربهم الفادي العظيم.
جاهد و إعلن أمانتك أمام الكل و أمامي و أمام مخلصنا الصالح ثم ثق أن صوتك صعد إلي فوق.و سيستجيب لك يا إبني صدقني سيستجيب .أنا أعرف المسيح جداً و أعرف أنه لن يخيب رجاء البنين فيه.
التأديب قادم
هل تظنني أدع هؤلاء دون تأديب .أنا أمهم و سأؤدبهم.كل من تجاسر سأؤدبه.كل من لم يطع تعاليم رسل إلهي و مسيحي سأؤدبه.كل من يتفاخر متعظماً متعاجباً علي شعبي سأؤدبه.كل من يستغلني لأصغر أنا و يكبر هو سأؤدبه.كل من يحصد المكاسب من خسارتي سأؤدبه.كل من يستغل مكانته فيَ للطمع سأؤدبه.ليس عندي محاباة يا ولدي لست أنا أم ظالمة .سيبقي جميع أولادي تحت التأديب لأن هذا عملي أنا الأم التي ربت البنين .أنا نشأتهم و ليسوا هم.أنا أعطيتهم ما وصلوا إليه و الجميع أخذوا مني و أنا آخذ من مخلصي.و مخلصي أعطاني السلطان علي أولادي.ليسوا هم أعظم .ليسوا هم أكثر مني مجداً.كل سلطان أولادي هو من أجلي .أنا لي سلطان عليهم .و سأؤدبهم.
ألا تعرف يا إبني أن لي أولاد كثر في السماء.ينتظرون مني إشارة فيأتي العون .يرمقون دموعي و يتحفزون .لكنني أخذت من قلب المسيح رحمة و بها أصبر علي هؤلاء الأرضيين.هم يحسبونني جدراناً و صحن و لا يدكون أننى كيان حى ممتلئ بالأحياء.
الكنيسة السمائية
لا تنظر لأولادي الأرضيين يا إبني .فأولادي الحقيقيين سمائيون.إنظر لمن أتمموا سيرتهم و تشجع.هؤلاء بهم أنا أفتخر .مسيحي فيهم واضح تراهم كأنك تري المسيح.هؤلاء ذخيرتي في شدائدي.لذلك أنا أنتظر لأن شفعائى أقوياء و مؤسسي صخرة.
إفعل مثلي يا إبني .أنظر للكنيسة السمائية فيرتاح قلبك.ستجد بينهم ثمار الروح الحقيقي بغير غش.
أنا أمك الكنيسة .ليسوا هؤلاء الذن أعثروك هم الكنيسة .بل هم فقط بعض أولادي.فلا تنظر لي كما تنظر إلي ملكة تجردت من مجدها.فأنا بكل مجدي لم أزل.لأنني في المسيح يسوع.قم يا بني و إنضم للرُكَب الخاشعة.كن حارساً لأمك بالصلاة و الإنسحاق
إنتبهوا يا أساقفة هذا الزمان
و أنتم يا بني الذين أعثر صيتهم الصغار فيَ.لا تنخدعوا في أنفسكم. أنا ولدتكم و ليس أنتم. أنا ربيتكم .و علمتكم الثالوث الأقدس. لم تتعلموا سوي لأنني أقتني معرفة القدوس و قد منحتكم معارفي. فأنا لست محتاجة إليكم.أنتم المحتاجون إلي رضاي و حضني.لقد ربيتكم علي مذبحي.و غذيتكم من طعامي.حاوطتكم كرضيع بين يدي من ولدته.و جعلت جسدي ستاراً لكم.و في حضن المسيح إحتضنتكم.ما صنعتموني أنتم بل المسيح ولا بنيتموني أنتم بل المسيح.لا فخر لأحدكم علي .أنتم تأخذون من المجد الذي آخذه من المسيح مجدي.كونوا متأدبون و إتضعوا أمام البطن الذي ولدكم.و الثديين اللذين أرضعانكم.لماذا تجرحونني كصبيان تتشاجرون معاً. كفوا عن أفعال الصغار .ليس لكم عندي شيء سوي أن تأخذوا ركناً في محرابي للتوبة.لست آذن لكم بالمزيد من العثرات.بل آأمركم بالسكون و الإتضاع.فأنا مثل سيدكم لا أقبل التشامخ و المجد الباطل. تاريخي سيتجاهلكم و لن تأت سيرتكم في كتبي.إقضوا أيامكم في خشية و لياليكم في الهذيذ ليصفح سيدى الرب عنكم.
إحترسوا من غضبي فإنه كالعلقم.و من رفضي فإنه أثقل من الجبال.إحترسوا يا أساقفة هذا الزمان.و تعلموا من بنيَ في السماء
و أعود إليك
ليس لي ملجأ إلا أنت.صباي قد ولي.و شبابي غاب منذ سنين.و أتي ختام زماني فأتيت إليك.
لا أريد أن تعوضني في الأرض فأنا أريدك أنت لي في السماء
متي وقفت أمامك فليسترني عملك علي الصليب و يغطيني دمك الزكي.
إذا ناديني فليكن إسمي أنني عبدك.أرجوك لا تنطق إسمي إلا منتسباً إليك.لا تحاكمني دون وساطة إسمك
سآتيك لألتقي بك وجهاً لوجه و أرجو أن أبقي هكذا إلي الأبد وجهاً لوجه.فأنا طلبت وجهك إياه ألتمس .أبديتي تفيض مسرة حين تتثبت عيناي علي عينيك أنسى كل شيء بل يتلاشي كل الوجود و أرى من عينيك وجودى الأبدى معك.
سأعود إليك .مشتاق أنا للعودة سريعاً.فقد طالت بي الدنيا و ما لذذتني.اللذة التي ذقتها فيك أسرتني.لذلك مشتاق أنا أن أعود إليك.الروح التي في داخلي من روحك.و في كل لحظة تحن إليك.أنت من الداخل تجذبني إليك.في تكويني حنين إليك لا أملك أن أقاومه.فكيف يشبع الحنين إلا بعودتي إليك.أعدنى إليك سريعاً.
مشتاق أن أنضم لكنيسة السماء و أكون حارساً لأمي من هناك.أقف علي أعلي أسوارها هذه الممتدة حتي عندك.إجعلني هناك من أجلها.فأنا أحببت كرمتك.أحببتها حتي يكاد قلبي ينخلع لأجلها.إرتخت مفاصلي خوفاً عليها.فهل تطمئنني.لقد خاطبتني عن مجدك و مجدها.لهذا أشتاق إلي الرحيل إلي هناك.ماذا في الأرض حلو إلا أنت و من في السماء سواك.فلماذا أنا أطوف البلاد بغير جدوى إن كنت أنت مصيري الوحيد فمتي أسافر وطنى.
حية هي نفسي حين تملكها.حية هي كنيستك حين تحرسها.حية كلمتك فأحيا بها و تبق لنا وعودك للكنيسة بالنجاة.