الأقباط متحدون | المسيحيين وأحداث 25 يناير
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٥٨ | الخميس ٢٧ يناير ٢٠١١ | ١٩ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

المسيحيين وأحداث 25 يناير

الخميس ٢٧ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: القس. أيمن لويس
تضاربت الأقوال وتطايرت الأحاديث عن سلبية موقف المسيحيين فى المشاركة ومدى التلاحم الشعبى فى يوم الغضب ولاسيما بعد ما نشر فى بعض وسائل الأعلام عن تصريحات لقادة الكنيسة يحمل إشارة لعدم تجاوبهم مع المظاهرات ، مما جعل القاعدة العريضة من الجماهير تحمل لوماً للمسيحيين كيف خرجوا بالأمس وخرجت معهم جماهير مصر تشاركهم خزنهم وتعبيرهم عن ضيقهم لما يواجهون من تعنت وأهمال ومضايقات فى أحوالهم المعيشية فى البلد بينما كانوا فى موقف السلبية عند هبوب العاصفة الشعبية المنادية بالإصلاح والتغيير ؟ أننى أكتب هذا المقال فى محاولة لتوضيح الصورة وتصحيح الخطأ بخصوص هذا الأمر.
    اولاً : يحزن قلوبنا أن نفكر بهذا المنطق وبهذا التقسيم الطائفى فى يوم كهذا ، فعلينا أن نكف عن هذا الأسلوب وتقسيم المجتمع على أسس طائفية ، ففى إعتقادى إن أنتفاضة 25 يناير 2011 من أهدافها تصحيح موقف سلبية النظام وتهاونه فى مواجهة الطائفية بل وقد يكون له دور فى إذكاء روح الطائفية ونشرها ، علينا أن نصر أنها إنتفاضة شعبية للمصريين للتغيير ولتصحيح المسار ورفض الفساد والقمع والطائفية والبطالة ... إلخ ، فهى ليست إسلامية ولا مسيحية ولا بهائية ولا شيعية ولا علمانية هى صرخة مصرية.
    ثانياً : إن منادات بعض القادة المسيحيين ينبع من توجه شخصى فردى وليس من خلال سلطة كنسية ، والكنيسة ليس لها علاقة بالسياسة وبعض التصريحات تخرج بسبب ما يمارس عليها من ضغوط من الجهات الرسمية او من قبيل ما يعتقدون أنه نوع من الحكمة بغيتاً فى تجنب القلاقل والأضطرابات ، لكن لا يوجد وصاية على المسيحيين وهم جزء من نسيج مصر ومن يرى من المسيحيين أنه على قناعة وإقتناع بأن ما ينادى به فى المظاهرات صحيح وهو حقيقة يكون مخطأ إن لم يشارك طالما المشاركة سلمية وبعيده عن العنف والتخريب .
    ثالثاً : حسناً فعلت الكنيسة أن تقيم يوم صلاة أثناء يوم الغضب فكما نرفع صوتنا فى حشد جماهيرى يجب أن نرفع أصواتنا إلى السماء أيضاً حتى يظهر الله الحق ويغير الأمور وحسناً فعلت الكنيسة أن ترفع صلاة حتى يحفظ الرب البلاد من الشر ومن الخراب فصلاتنا إحدى وسائل الأحتجاج ولكنها ليست بديل للإنتفاضة الشعبية ومن حق كل مسيحى أن يختار بكل حرية وضمير صالح ما يراه فمن يريد أن يقدم إحتجاجه إلى الله فليذهب إلى الكنيسة ويصلى ، ومن يريد أن يخرج للشارع مشاركاً ابناء وطنه فليذهب وهو ليس خطيئة.
    رابعاً : الرسالة الروحية المغلوطة ، نعم يحدثنا الكتاب المقدس عن الخضوع للقاده وللرياسات ويعلمنا أن صنع القلاقل والأضطرابات خطيئة لكنه يحدثنا أيضاً على أن ظلم الفقير والأضطهاد والفساد وعدم العدل خطيئة أكبر فيقول الكتاب المقدس " إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف " ( رومية 8 : 15 ) ، " ولا تشتركوا فى إعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحرى وبخوها. لأن الأمور الحادثة منهم سراً ذكرها أيضاً قبيح . ولكن الكل إذا توبخ يظهر بالنور. لذلك يقول : استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح" ( أفسس 5 : 11 – 14 ) ، وكما يقول يعقوب فى رسالته " فمن يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطية له. " ( يعقوب 4 : 17) ، والسيد المسيح نفسه لم يسلم الخد الآخر عندما لطمه احد الحراس كما أمرنا فى الوصيه الشهيره بل أجابه قائلاً " إن كنت قد تكلمت ردياً فأشهد على الردى، وإن حسناً فلماذا تضربنى ؟ !!" ( يوحنا 18 : 23 ) ومن يقرأ أسفار الأنبياء عاموس وهوشع وصفنيا وحبقوق يعرف أنها كانت صرخة نبوية يصارعون بها الفساد والإنحلال والظلم الإجتماعى والإستغلال والطبقية والفشل السياسى والإقتصادى وكما أن الصلاة هى طريقنا الأول للنجاه لكنها ليست طريقنا الوحيد بل الممارسة العملية السلمية المقننة جزء من منظومة حياتنا الروحية .
    خامساً : همسة لحضرات القسوس أليس من تعاليمنا ومن أسس عقيدتنا قول الحق فى غير خوف ؟ أنا أعلم وسمعت من كثير من رجال الكنيسة فى مصر ما لديهم من ضيق وضجر من تصرفات وتصريحات المسئولين وما لديهم من رغبة حقيقية فى تغيير الدستور وما يشعرون به من تعنت ؟ ألم يفقد يوحنا المعمدان رأسه بسبب رفضه موافقة هيرودس على الباطل ؟!
    أخيراً : إن رسالتى كقسيس  تقف عند حد تعليم الشعب أن يسعى لعمل الخير ويبتعد عن الظلم وفعل الشر وأن يكون أداه إيجابية فى عمل الخير وأن يدرك أن ما يفعله هو وفق مشيئة الرب وصلاحه لتتميم خلاصه عند هذا الحد تنتهى رسالتى فرسالتى تعليميه روحية وليست سياسية أو تسلطية ، وإن خرجُت أنا مشاركاً فى المظاهرات ليس هو ندائاً لشعب الكنيسة أن يفعل هذا وإن لم أخرج فليس هو أيضاً تصريحاً بمنعهم من المشاركة ، فالشعب مخير وليس مُصير ، وعودة لما بدأنا به المقال ، لم يكن المسيحيون سلبيون يوجد من خرج مشاركاً الشعب عن قناعة وعن راحة ضميريه ويوجد من ألتجأ للصلاة ويوجد من أكتفى بأن يكون متفرجاً ومتابعاً للأحداث وكذلك فعل بعض المسلمين أيضاً ، وحتى أثناء مظاهرات الحزن والأحتجاج للمسيحيين بعد أحداث القديسين ، هناك من خرج وشارك الجماهير وهناك من ألتزم بحزن فى مسكنه ، فمن تعود أن يعبر عن نفسه بصوت مسموع وبمشاركه إيجابيه فعل حسب عادته وطبيعته ومن لم يفعل فكعادته ولكن ما هو ظاهر ومعلن أن هناك كثيرين ممن كانوا يتسمون بالسلبية بدأوا يتحركوا تاركين حالة الصمت وهى ظاهرة إيجابية فى صالح الشعب المصرى  وعلى القيادة السياسية الواعية أن تقبلها بفرح وليس بغضب فهى إعلان عن إتساع رقعة الوعى وإدراك المسئولية الوطنية. ومن كل قلوبنا نصلى أن لا يتعدى الأمر أن يكون إحتجاجاً سلمياً وتوصيل رسالة وأن يحفظ الرب بلادنا من القلاقل والأضطرابات والخراب والدمار.  




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :