بداية أؤكد أنني لا أتحدث في مسائل أو أمور فقهية حول مسألة النقاب ومدي مشروعيته أو الاتفاق والاختلاف حول ارتدائه. بل إن هذا المقال يتناول السلوكيات والتصرفات المرتبطة بهذا الزي وللمرتديات له.
وليس هناك مجال للشك أن الالتزام والاحتشام من السلوكيات الحميدة والمرجوة بالنسبة للمرأة خاصة بعد انتشار العديد من الجرائم والقضايا والتي أصبحت المرأة ركنا أساسيا بها سواء كان ذلك بإرادتها أو رغما عنها. حيث إن المتتبع لكم جرائم الاغتصاب وانتهاك العرض خاصة في السنوات العشر الأخيرة يلاحظ مدي ازدياد تلك الجرائم وتنوعها. والتي لم تعد تقتصر علي شريحة معينة من النساء بل تطور الأمر ليشمل الفتيات الصغيرات الأقل من عشر سنوات والأمهات الطاعنات في السن مثل جريمة اغتصاب رجل متزوج لسيدة بلغت من العمر 95 عاماً مثلا.. الامر الذي يدفع المرء إلي ضرورة البحث عن أسباب التحول في سلوكيات المجتمع والآثار المترتبة علي ذلك.
وإذا نظرنا إلي النساء المرتديات للنقاب. فإنهن لا يخرجن عن أربع فئات. الأولي هن نساء ارتدين النقاب عن التزام ديني حقيقي وشعور ورغبة في التقرب من الخالق سبحانه. إلي جانب بعض الشعور بالحياء من الآخرين وهو سلوك محمود وأمر لا يمكن اعتراضه. بل إن كافة أطياف المجتمع ترحب بالتزام المرأة سواء كان ذلك من خلال ارتداء النقاب أو من خلال ارتداء زي محتشم.
أما الفئة الثانية ممن يرتدين النقاب. فهن نساء ارتدينه غصبا عنهن وفرضا عليهن. حيث يتم ذلك في المعتاد من خلال الأب أو الزوج والذي يفرض عليهن ارتداءه. وبالطبع فلا يمكن حصر التداعيات الاجتماعية والنفسية التي تقع علي المرأة التي فرض عليها زي معين لا ترغب فيه.
وفيما يتعلق بالفئة الثالثة فهي نساء ترتدين النقاب بقصد المحاكاة أو التجربة وذلك بالنظر إلي أقارب أو جيران. وتكون المنتقبات في تلك الحالة بعيدات إلي حد كبير عن مسألة الالتزام أو الجانب الديني.
وأخيراً نصل إلي الفئة الرابعة والأخطر علي الاطلاق لمن ترتدي النقاب وهن نساء يرتدين النقاب لمجرد الاختفاء وذلك للقيام بأعمال مشروعة مثل اعمال الدعارة والسرقة والنصب والتحايل باسم الدين. وليس هناك مجال للشك أن هؤلاء لا علاقة لهن من قريب أو بعيد بالدين أو الالتزام. بل إن الأمر كله مجرد مقتضيات للعمل والذي وجد في النقاب ضالته المفقودة.
نقلا عن جريدة الجمهورية |