الأقباط متحدون | ماذا يحمل يوم الغد لمصر وشعبها؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:١٤ | الخميس ٢٧ يناير ٢٠١١ | ١٩ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ماذا يحمل يوم الغد لمصر وشعبها؟

الخميس ٢٧ يناير ٢٠١١ - ٢٠: ١٢ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: صبحي فؤاد
 خرج مئات الالوف من شباب مصر الى شوارع المدن الكبرى مثل القاهرة والاسكندرية واسيوط والسويس والمحلة وغيرهم من المدن يطالبون برحيل النظام وعلى رأسه الرئيس مبارك لفشله فى توفير الوظائف لهم وتحسين مستوى الدخل والمعيشة لاسرهم .. ورغم تهديدات وزير الداخلية غير المحبوب حبيب العادلى باعتقال كل من تسوله نفسه بالخروج فى مظاهرات ضد النظام بدون تصريح منه الا ان الشباب المصرى الابطال خرجوا الى الشوارع غير خائفين على حياتهم او مبالين بما قد يحدث  لهم على يد رجال الشرطة والامن والمباحث من ضرب وتعذيب واهانات واعتقال وحبس وتلفيق تهم من كل نوع ولون وشكل.
وكما جرت العادة فى مصر من قبل تعامل رجال حبيب العادلى وزير الداخلية المصرى هذه المرة ايضا مع الشباب المتظاهر بعنف وقسوه مفرطة بلغت حد اطلاق الرصاص والضرب بالعصى واطلاق الغاز المسيل للدموع عليهم رغم انهم كانوا فى تظاهرات ومسيرات سلمية تطالب بالتغير ورحيل الرئيس مبارك مما ادى الى مقتل عدد غير معروف واصابة المئات باصابات مختلفة والقاء القبض على مئات من الشباب .
للاسف الشديد لقد تصور الشباب المصرى البرىء المحب لبلده ان فى مقدورهم تغير النظام واجباره على الرحيل اذا خرجوا فى مسيرات احتجاج ضخمة فى كل مدن مصر الكبرى .. تصوروا ان الرئيس مبارك سوف يهرب سريعا هو واسرته وكبار مساعديه خارج البلد مثلما حدث منذ ايام قليلة مع الرئيس التونسى السابق الذى فر هاربا الى السعودية على اثر تظاهرات ومسيرات الشعب التونسى ..تصوروا ان الرئيس سوف يستجيب لمطالبهم ويترك الحكم بهذه البساطة والسهولة رغم انهم سمعوه يقول بنفسه انه سوف يستمر رغم انف الشعب فى حكم مصر حتى اخر نبض فى صدره !!
وقبل مسيرات شباب مصر العظيم التى سارت فى شوارع مدن مصر خرج من قبل الوف وملايين من ابناء الشعب المصرى على مدار السنوات الماضية فى مسيرات سلمية مشابهة وكان نصيب المشاركين فيها نفس المعاملة القاسية المتعجرفة غير الانسانية والمحاكمات والسجن والتعذيب فى السجون المصرية من قبل رجال الشرطة والامن والمباحث والبلطجية.
والسؤال هنا : لماذا يصر النظام الذى يترأسه الرئيس مبارك منذ 30 عاما واكثر على البقاء والاستمرار رغم المطالب الشعبية المتكرره له بالرحيل ؟ لماذا يصر على عدم اعطاء الفرصة لمصرى اخر وليكن على سبيل المثال الدكتور محمد البرادعى من اجل تحقيق احلام وتطلعات وطموحات الانسان المصرى البسيط فى حياة انسانية حرة كريمة  ؟ لماذا الاصرار المجنون على البقاء رغم معارضة غالبية الشعب ؟ ماالذى يخشاه الرئيس مبارك من التقاعد رغم تقدمه فى السن ( 82 عاما ) ورغم الامراض التى يعانى منها بحكم الكبر والشيخوخة ؟ هل يخشى المساءلة والمحاسبة عن اخطاء السنوات التى حكم فيها البلد بيد من حديد ونار ؟ مالذى يخاف منه الرئيس اذا قدم استقالتة استجابة لمطلب الشعب واراح الجميع واستراح ؟ بالمناسبة الا يدرك الرئيس ان قيادة بلد اى بلد هى مجرد وظيفة مؤقتة تعطى بتفويض من الشعب مثل كل الوظائف الاخرى وليس تفويضا ابديا بالبقاء فى كرسى الحكم حتى اخر نبض فى العمر وتحويل هذا البلد الى عزبة واملاك خاصة وتوريث الحكم الى الاولاد والاحفاد ؟
خلال السنوات التى حكم فيها مبارك مصر مارس حقه الدستورى واستغنى عن خدمات عدد من روؤساء الوزارات والوزراء لتقصيرهم فى عملهم او لاى اسباب اخرى فلماذا لايمارس الشعب المصرى حقه الطبيعى والقانونى والدستورى فى الاستغناء عن خدماته بعد ان اصبح غير قادرا على اداء عمله على اكمل وجه لكبر سنه ومرضه وعجزه عن تلبية احتياجات الشعب المطحون المقهور؟
لقد ظل الرئيس فى الحكم اكثر من 30 عاما ولكن لاسف لم نرى انجازات ضخمة له فيما عدا دروشة المصريون ونشر سموم التطرف الدينى فى كل ركن من اركان مصر والهاء الشعب فى الصراعات الطائفية وكراهية المصريين لبعضهم البعض وافتعال الحوادث والجرائم العنصرية التى راح ضحيتها مئات الاقباط والمسلمين ايضا.
30 عاما والرئيس يستثمر جهده وطاقته ليس فى خلق الوظائف وتحسين مستوى معيشة الناس وتطوير مصر وانما فى الايقاع بين المسلمين والاقباط  حتى يسهل له التحكم فيهم والسيطرة عليهم والبقاء حتى اخر العمر.  لقد حول الرئيس مبارك مصر الى دولة بوليسة ديكتاتورية من الدرجة الاولى لاتحترم كرامة او انسانية او ادمية ابناءها ولذلك لاغرابة او عجب ان نجد الملايين بعد صبر وصمت السنين الطويلة تخرج الى الشوارع المصرية بلا خوف تطالبه بالرحيل. 
على اى حال اخشى ان اقول ان واقع مصر اليوم المؤلم الحزين الممزق واصرار النظام على البقاء بالقوة وقوانين الطوارىء رغم فشله وعجزه التام عن تحقيق الحد الادنى من مطالب واحتياجات الشعب الضرورية وتطلعات وطموحات غالبية المصريين ..يجعلنا نخاف من حلول يوم الغد على مصر وشعبها لانه سوف يكون مفتوحا لكل الاحتمالات والتوقعات التى قد تكون فى صالح البلد والشعب وتتلاقى مع احلام واماني الملايين من الفقراء والغلابة ولكن ايضا قد تكون مثل الزلازل المدمرة التى لاتجلب سوى الخراب والموت لمئات الالوف من البشر بدون تفرقة او تميز بين ظالم او مظلوم او غنى او فقير او طيب او شرير.
اخيرا انحنى تقديرا واحتراما لكل من ضحوا بحياتهم او اصيبوا نتيجة الاعتداءات البربرية الوحشية عليهم من قبل رجال العادلى والنظام .. انحنى لكل من شارك نيابة عنا جمعيا فى المسيرات السلمية فى كل المدن المصرية من اجل استراد مصر حريتها وكرامتها وابتسامتها من جديد.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :