الأقباط متحدون - إدارة التحول من اليأس إلى البأس
  • ٠٨:٠٧
  • السبت , ١٤ يناير ٢٠١٧
English version

إدارة التحول من اليأس إلى البأس

مدحت بشاي

بشائيات

٣١: ١١ ص +02:00 EET

السبت ١٤ يناير ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مدحت بشاي
لاشك أن " الدولة الفاشلة " لم توجد هكذا " قضاء وقدراً " و أن نصيب شعبها في الدنيا لم يكتب على جبينها ، بل أرى أنه يمكنها تدارك الأخطاء بتحديد مواقع الفشل ومعالجتها لتصبح كنموذج إيجابي عبر اتباع سياسات ديمقراطية ، وأساليب علمية ، وإصلاحات مطلوبة تُشعر المواطن بأنها حريصة على مصالحه.

لقد جاء تقرير عام 2014 - الذي غير المسمى إلى دول هشّة - ليضع عددا كبيرا من الدول العربية والإسلامية ضمن قائمة الأكثر فشلا وهشاشة.

و تم تصنيف مؤشر الدول الفاشلة 178 دولة في العالم مستخدما 12 معيارا رئيسيا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا لقياس مدى فشلها، من تلك المعايير شرعية الدولة، واحترام حقوق الإنسان، وسيادة حكم القانون، ومظالم المجموعات، والتنمية غير المتوازنة.

في مجتمع رجال الاقتصاد من الأساتذة ورجال الأعمال يؤكد الاقتصاديون علي أن مشكلتنا في مصر وفي أي مجتمع نام هي مشكلة اقتصادية في المقام الأول، وأن أزمة الأمة تكمن في إنتاج ضئيل يقابله استهلاك واستيراد بشكل هائل، ومن جانب آخر زيادة في السكان يقابلها ثبات بل وتقلص في مساحات الأراضي المزروعة.. فهم يرون أن الحياة والتقدم في النهاية ترتكز علي ثلاثة مقومات رئيسية: الإنسان والمال والأرض (والأرض هنا بكل ما تحمل من ثروات فوقها وتحتها) وهو ثالوث تتفاعل بين عناصره كل عوامل بناء الاقتصاد المؤثر في تحقيق نهضة الأمم.. وبينما يعلي بعضهم من قيمة أن يكون لدينا احتياطي نقدي كبير في خزائن البنك المركزي ، يري الآخرون في ذلك التضخم دلالة علي الفشل، إذ أن تضخم ثروة راكدة لاتتدفق في عروق الاقتصاد وشرايين مواقع الانتاج لتتحول إلي فرص عمل وخير عميم للوطن والمواطن يعد دلالة إخفاق ..

وفي دنيا الإدارة يملأ الدنيا علماء الإدارة كلاما رصينا ستفهم منه أن منطلق البدء في الإصلاح والتطوير هو الاستفادة بعلمهم وإعمال نظم الإدارة الحديثة وأن التحسين والتمكين والتجويد وتحقيق القيم المضافة والإدارة المثلي والموارد البشرية وحتمية وجود رؤية ورسالة هي عناوين ومفاتيح يمتلكون فنونها وأسرار إبداعها.. وأما إذا ألمت بالوطن الملمات فإن فنون وعلوم إدارة الأزمات والكوارث هي الملاذ والوادي الأمين الذي يتلاشي أو علي الأقل تتصاغر عنده الآثار السلبية المحتملة للكوارث مثل غرق العبارات واحتراق القطارات ومسارح قصور الثقافة!!..

 إننا نحتاج إلي فكر جديد يطرح عنا قتامة مشاعر اليأس إلي منطلقات التمكن من كل أسباب القوة والبأس.. فإن النجاح مثلاً في التغلب علي الأمية وسلبياتها لن يصنعه إنشاء هيئة لمحو الأمية فقط ، وتحقيق طفرة في التعليم لن يتحقق بإنشاء هيئة للجودة فقط .. وحقوق الناس لن ينالوها ويتمكنوا منها بإنشاء مجلس قومي لحقوق الإنسان فقط .. والمرأة في مصر لن تصل إلي حقوقها ( التي لا أعرف مابقي منها ) بمجرد إنشاء مجلس قومي للمرأة فقط ....

لقد تجاوزنا مراحل التعرف علي أعراض أمراض المجتمع ، وتشخيص وتوصيف مناطق الداء تحديداً وأوجاعها.. ومن يخالفني الرأي عليه الاطلاع علي المراجع الفكرية والعلمية التي أصدرتها  المجالس القومية المتخصصة في عهد العبقري الدكتور عبد القادر حاتم .. وكذلك الدراسات العلمية للجان مجلس الشوري الراحل .. بالإضافة للحصيلة الهائلة لإنتاج كل مراكز البحوث في جامعاتنا وغيرها .

أخيرا أري أنه بدلاً من اللوم وإلقاء التهم على أي أخر والحديث عن المؤامرات ، علينا أن نحشد كل قوانا حتي يتم سد كل الثقوب .. فلم يعد هناك مجال لأن نقول ملك ولاٌ كتابة.. أقصد حكومة ولاٌ شعب.. وصدق الخليفة عمر بن الخطاب عندما قال ' إذا أراد بقوم سوء سلط عليهم الجدل، ومنعهم العمل ' .
medhatbeshay9@gmail.com