الأقباط متحدون - إن كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضا معه
  • ٠٩:٤٤
  • السبت , ١٤ يناير ٢٠١٧
English version

إن كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضا معه

سامية عياد

مع الكرازة

٥٨: ١١ ص +02:00 EET

السبت ١٤ يناير ٢٠١٧

الانبا شنودة الثالث
الانبا شنودة الثالث

عرض/ سامية عياد
عملية بذل الذات ، تعبير عن العطاء والحب ، التمسك بالإيمان ، معمودية الدم ، هكذا هو الاستشهاد الذى تحول الى شهوة عند المسيحيين ، شهوة للانطلاق من سجن الجسد واللقاء مع الله ..

المتنيح الانبا شنودة الثالث فى مقاله عن "الاستشهاد" حدثنا عن ما يحمله الاستشهاد من معانى ، أولا يعبر الاستشهاد عن بذل الذات إذ قال الرب يسوع "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" ، ثانيا الاستشهاد يرتبط بالإيمان بالله والحياة معه بعد الموت مما جعلهم يعترفون باسم الرب ويموتون من أجله "لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ، ذاك أفضل جدا" ، ثالثا الاستشهاد يرتبط بالعطاء والحب فالشهيد هو إنسان أحب الله فوهب حياته من أجله ، رابعا الاستشهاد هو معمودية الدم "مدفونين معه فى المعمودية" فهناك من دخل الإيمان الى قلبه من الوثنيين ونالوا الشهادة قبل أن ينالوا معمودية الماء والروح ، هؤلاء استشهادهم معمودية دم إى سفكوا دماءهم لأجل السيد المسيح .

وتتمثل عظمة الشهداء أن لهم مكانة فى الكنيسة تذكرهم قبل جميع القديسين فالقديس اسطفانوس الشماس مثلا تذكره الكنيسة قبل جميع الآباء البطاركة ، كما تحتفل بذكراهم وتنشر لهم المدائح والتراتيل والذكصولوجيات وتستشفع بهم فى صلواتها وتبنى بأسمائهم الكنائس والمذابح والأديرة فضلا عن توقير الكنيسة لعظامهم وتطيبها ، كما أن الله يمنحهم كرامة معينة بإرسالهم وبإجراء معجزات بأسمائهم مثل القديس مارجرجس ومارمينا والأمير تادرس وأبى سيفين وغيرهم ، 

وهناك من سعى الى الاستشهاد بفرح وترتيل نذكر القديس أغناطيوس الأنطاكى والقديس يوليوس الأقفهصى كاتب سير الشهداء وشهداء أخميم وتلك العجوز التى  لم يراها مندوبو الوالى حينما هجموا على المسيحيين وقتلوهم فصاحت بصوت عال حتى يسمعوها ويقتلوها هى ايضا ضمن الشهداء ، كما أن الرب لم يمنعه عن أحبائه فالقديس يوحنا المعمدان قبض عليه وسجن وقطع هيردوس رأسه .

بالاستشهاد انتشر الإيمان ولم ينقص عدد المؤمنين ، بل زادوا ، وقد أعدت الكنيسة أبناءها للاستشهاد بأنواع وطرق مختلفة منها عدم الخوف من الموت ومن العذاب وقدمت لهم القدوة الصالحة فى الآلام مثال ما قيل عن الآباء الرسل بعد جلدهم وسجنهم أنهم "ذهبوا فرحين .. لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه" ، كما اعدتهم بالنسك وقولها "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التى فى العالم والعالم يمضى وشهوته" وعمقت فيهم محبة الله وملكوته .

الزهد الكامل وعدم التصاق القلب بأى شىء و المحبة الكاملة لله والقدرة على الاحتمال يساوى الاستشهاد كما قال القديس اوغسطينوس "الذى تكون له نفسية الشهيد ، يحسبه الله مع الشهداء" ..