بقلم: مايكل مجدي
إن حال المسيحيين فى مصر هذه الأيام لا يسر عدو ولا حبيب فقد أختفى الكثير منهم بين ثنايا الأسره وهو يتابع شاشة الجزيرة من أسفل البطانية أسفل وبيده كوب الشاى ، وهو فى حاله ترقب لما سوف يحدث وينشغل باله فى ما هى الخطط المتبعه فى كل الظروف وماذا سوف يهتف لو أنتصرت الثورة وكيف سوف يشجب الثورة لو ماتت تحت يد الحكومة ، هكذا أعتاد الموظف القبطى الضعيف ، تربى على الجبن الهرب الذى ليس من طبيعته كمصرى ولا من روحه كمسيحى ولكنها روح ضعف لبسته ، وهى مستعده للبس كل طفل مسيحى يولد.

 تربى المسيحى منذ طفولته على الخوف وأسماها حكمة والهرب وأسماها صنع سلام والتخازل وأسماها وداعة وتناقلتها الأجيال ثم الأجيال روح مصاحبة لتعليم روحى من نفس النوع وفى النهاية أصدر لنا هذا المنتج الشيك ، والذى تختم عليه الحكومة بكل سرور بخاتم الجودة المصرية وينال قلادة المواطن المثالى للسياسة المثالية ، لا يصيح ولا ينيح فقط يطيع.

 ومع الأسف من آن لأخر تقتحم هذا الهدوء والأستقرار قطرات الحريات فينهرها الحكام مرة بالتجاهل ومرة بالمقاومة ولكن تتلذذ الأدارة بإستخدام الفلسفة برعوا رجال الحكومة فى الفلسفة والكذب الشيك ، وبرعت القيادات الدينية هى الأخرى فى تمثيل دور ( المضحوك عليهم ) وكأنهم صدقوها مع أنهم يعرفوا كل صغير وكبيرة ولكنهم ليسوا بشجاعة المواجهة ولا حتى الأعتراض فيستخدمون الطريق ( الشيك ) أى بتقبل الوضع بالترحاب والقبلات ويكتفوا بالصلاة الغير جهارية فحتى هذه يخافون منها.

 وفى بعض الأحيان يخرج قله قليله وتفكر فى مصر كبلد ووطن وتفتح ملفات الأنتخابات والدستور والحريات وغيرها من الشئون الوطنية ، ولكن تخرج عليه العاصفة الهوجاء من أخواته بأقوال مثل : اسكت هتودينا فداهيه ، الباب اللى يجيلك منه الرب سده واستريح، الحيطان ليها ودان ، اللى يتجوز امى اقوله يا عمى ، احنا هنعرف اكتر من الحكومة ‘ يا عم أحنا مالنا ، احنا لينا السما ، سيب السياسة لأهلها ، لو مشيناه هيمسكوها الأخوان وأحنا مش قد الجزيه والأرهاب.

 ولا أعلم هل هم عميان عما يحدث أم يضحكون على أنفسهم ، ألم يقتل أبرياء الكشح فى ظل النظام القائم ؟!   ألم يحارب أقباط العمرانية ومن صلاتهم فى الكنيسة فى ظل النظام القائم ؟!   ألم تحدث تفجيرات الأسكندرية فى ظل النظام القائم ؟!   هل الأخوان هم السبب ؟!   هل كانت الحكومة من الأخوان ؟!   هل الأخوان من عطلوا صدور قانون دور العبادة الموحد؟!   هل الأخوان هم من ضرب المتظاهرين المسيحيين بعد احداث الأسكندرية ، هل نظام الأخوان هو من يعطى مصروفات للمساجد من أموال الدولة أى اموال المسيحى والمسلم ولا يعطى للكنائس ؟!   المأذن التى نسمع بها الأهانه والتهديد والوعيد أليس من داخل الوطن وتحت إشراف الأزهر والحكومة؟!
 
كفانا خوف من ( خيال المأته ) المدعوا أخوان أو القاعدة أو الجماعات الجهادية ، هى موجدة بالفعل وتقوم بعمليات وتنج فلماذا الخوف ، لماذا الخوف من التهديد ما دام فى جميع الأحوال يتحقق المهدد به ؟!   إن ما أراه يحدث الأن فى الواقع العملى أنما هو أجندة الأخوان والسلفيين بحزافيرها وتحدث بيد الحزب الحاكم فلماذا الخوف ؟ ولماذا الخوف؟ اللى خافوا ماتوا فى بيوتهم وهم نايمين ومنجيوش واللى خافوا وعايشين ماتوا برده فى قلوبهم بس مستريحوش فضلوا متعذبين فى الضمير عذاب الخزى والعار. رحم الله بلدنا وجنبها الدمار وريحها من الطغيان والجوع والفقر ، وأعطاها سلام وحرية