الأقباط متحدون - ختان المسيح و ختان الوطن
  • ١٤:٢٠
  • الاثنين , ١٦ يناير ٢٠١٧
English version

ختان المسيح و ختان الوطن

أوليفر

مساحة رأي

١٥: ١٠ م +02:00 EET

الأحد ١٥ يناير ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

Oliver كتبها
بدأ طقس الختان بأمر إلهى لأبينا إبراهيم.و ختن إبنه إسحق في اليوم الثامن كما أمره الله تك 211 .كان الأمر غامضا لكن رجلاً باراً مثل أبينا إبراهيم تعلم و مارس الطاعة الكاملة مع الله دون مجادلة. و إستمرت في العهد القديم طقوس و رموز كثيرة.لكن طقساً وحيداً لا يمكن بدونه أن يصير الرجل يهودياً هو الختان.كان غير المختتن يدعى أجنبياً و لا يحق له المشاركة في أي طقس أو عيد يهودي أو تقدمة .بالختان وحده يصير الإنسان من شعب الله و يدعى يهودى من أهل الختان و ينال كل إستحقاقات و وعود و بركات الله التي وعد بها الرب شعبه في القديم.

ثم إنكشف أمر الختان
إنكشف معني الختان جزئياً حين صار روحياً وسيلة خلاص  و فداء من الموت . تعلمنا المعني الجديد من حادثة تعرض لها إبن موسى النبي العظيم خر 4 . إذ كان محكوما عليه بالموت لأنه لم يختتن و جاء الرب ليقتله لكي يعرف موسي أنه لا خلاص بدون سفك دم علمت زوجته صفورة بروح النبوة أن إنقاذ إبنها من الموت لن يكون إلا بسفك دمه رمزياً فأخذت قطعة من حجر مدببة و ختنت إبنها و هي واثقة أن إنتزاع جزءاَ حياً من جسد إبنها سوف يفتديه كله من الموت.بل و يصير عريساً لها بالدم .بالدم صار لها عهداً جديداً مع عريسها و بدم الإبن الرب يسوع المسيح صارعريساً للكنيسة و عهداً جديداً للبشرية كلها. و هي نبوة أن المسيح الذى إنتزعوه من أرض الأحياء بقساوة الحجر ذاته خطب البشرية بسفك دمه و بذل جسده الحى لكي لا يجوز علينا الموت و صار عريساً بدمه للكنيسة كلها .لهذا لما دخل بالطفل يسوع أبواه إلي الهيكل لم يكن فقط ليتمما الناموس بل أيضاً ليتمم المسيح ما هو أعظم من الناموس و ختان الناموس. وإذ إقتطع جسد المسيح و نزف من دمه هتف سمعان الشيخ قائلاً (عيني قد أبصرتا خلاصك) فما الخلاص إلا سفك دم و بذل جسد مخلصنا من أجلنا.هذا ما رآه سمعان الشيخ و تهلل و كان الختان عملاً خلاصياً قدم به المسيح نفسه عهداً جديداً لنا.خر 4 لو2: 30 . ختان المسيح بداية خلاص و عند الصليب وصل بالموت إلي كماله لذا قال قد أكمل و نكس الرأس  .فالدم المسكوب في ختانه هو بعينه المسكوب علي الصليب و الجسد المبذول في ختانه هو ذات الجسد المبذول علي الصليب أيضاً .من صليب الطفولة إلي كمال الخلاص بقي الفداء هدفاً للتجسد.لذلك يعتبر الختان عندنا مبتدأ الفداء و الصليب تمام الفداء.لكن الختان كطقس ناموسى صاربلا جدوى لأنه بالمعمودية ننال إنسان المسيح الجديد و بالمسحة المقدسة ننال ختان كل الجسد كل الروح كل النفس ننال إنساناً غير قابل للموت.عروس للعريس بدم المسيح و روحه القدوس.

خادم الختان العظيم
 الكنيسة التي إختتنت بالروح القدس صارت عروس لإله الأحياء الذين لا موت فيهم.تعلمت خدمة الختان من المسيح له المجد و من بعده آباءنا الرسل القديسين.الذين كانت خدمتهم من أجل ربح النفوس لخلاص المسيح الكامل.بدأوا بالروح و أكملوا بالروح و صبروا حتي المنتهى فصاروا يجلسون علي كراسي تدين الذين لا زالوا يخدمون الغرلة.الغرلة هي الجزء الغير مقتطع من الإنسان غير المختون.لكنه رمزياً يعني الإنسان غير المستعد للموت مع المسيح.ذاته أهم من خلاصه.لذلك يقول بولس الرسول لكل خادم للختان (ولكنني لست احتسب لشيء، ولا نفسي ثمينة عندي، حتى اتمم بفرح سعيي والخدمة التي اخذتها من الرب يسوع، لاشهد ببشارة نعمة الله اع 20: 24. فليتذكر جميع الخدام بكل رتبهم أن يتوقفوا عن خدمة الغرلة.حيث يقيمون الناس بالشكل و اللون و الغني و الصيت.هذه خدمة تدين الخدام و لا تخلص المخدومين.أما خدمة الختان فهي التي تضع خلاص النفوس فوق كل إهتمام.يموت فيها الخادم حباً و بذلاً و إتضاعاً من أجل كل نفس بغير تفرقة.خدمة الختان هي خدمة تهيئة العروس للعريس.خدمة الختان تضعف في الكنيسة التي تهتم بالأنشطة ,الأنشطة و المهرجانات خدمة الغرلة لا العمل الروحي.خدمة الغرلة تحول الكنيسة إلي هيئة خيرية و خدمة الختان تجعل الكنيسة مصحة سماوية.


يا خدام الرب القدوس إعلموا (إِنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ قَدْ صَارَ خَادِمَ الْخِتَانِ) رو 15: 88 أفعلوا مثله و خلصوا النفوس أو إفعلوا حتي مثل صفورة.أنقذوا النفوس من الموت.صالحوهم علي الرب.حتي لو إضطررتم لإستعمال حجر صوان.

 يا كنيسة المسيح إستيقظي و ألبسي الروح المعطي حياة و رجاء و ليتبع خدامك و كهنتك خادم الختان العظيم .أرتحلي من الكلام إلي الفعل لأن صفورة لم تقل شيئاً بل فعلت ما أنقذ عريسها.شبع الناس كلاماً لكن الآذان لا زالت علي غرلتها.لن يختنها سوى روح الله نستدعيه بالدموع و الإنسحاق و نكف عن الصراعات.يا كنيسة المسيح القلوب مقفلة علي غرلتها و لن تنفتح سوى بالإنسحاق و الإنكسار قدام الرب.لا تقدمي ذبائح بل كوني أنت ذبيحة فلينذبح الخدام و الكهنة و الأساقفة علي مذبح الحب لأن خدمة مثل هذه تقيم الموتى.عودوا يا أساقفتنا الأجلاء إلي إفتقاد الشعب مع الكهنة.فالرئاسة عندكم ليست إلا لختان القلوب .أتركوا كراسيكم و تحلحلوا عن مواطن التكريم فالضائعين سيتسببون في هلاككم.و من يدكم سيطلب السيد نفوس الذين لم تختنونهم روحياً.طوفوا في الشوارع بغير مواكب فلن يضركم أن تموتوا من أجل المسيح.أنتم يا خدام الختان الأتقياء كونوا بلا ثوبين كما أمر السيد .جولوا تصنعون خيراً بغير أن يكون لكم موضع تسندون فيه الراس.فليكن الراس الوحيد مسيحكم الذي تستندون علي صدره و يستند بإرتياح في قلوبكم.يا كنيسة المسيح خدمة الختان تنتظرك. يا خدامنا بهذا فقط تتكللون.أما بالغرلة فلا مصير سوى الهلاك.فإذهبوا لأجل الهالكين.بناتنا كثيرات هناك و رجالنا متزاحمون على طاولة الموت.يتشاجرون على زانية و يتقامرون على التقدمات و هم لا يفيقون من سكرهم فإستيقظوا يا خدام الحياة لا يغلبكم النوم.أسماء المهددين بالموت كثيرة و القائمة السوداء طويلة فكيف يأتيكم النوم؟ كيف تتذوقون اللقمة ؟كيف تجدون وقتاً لتكريم زائف و تمجيد باطل.اليوم يوم بذل و إنسحاق و إماتة.يا خدام الختان تسمنوا بالفضائل لكي تُذبحوا للخلاص.

ختان الوطن
 الوطن الذى لا يختتن تسحقه الأقدام. الوطن الذى ينقاد بالغلف قلوبهم لا ير النور.الوطن الذي لا ينفتح قلبه لكل مواطنيه هو وطن تحكمه الغرلة لا الختان.فليستأصل الغرلة لأن الحياة في بتر الفساد.الحياة في الأوطان كالحياة في الإنسان يلزمها التجديد .تحتاج الأوطان كياناً خالياً من التحزبات و الإنقسامات.كياناً لا أفضلية لأحد فيه علي أحد.كياناً تتكامل أعضاءه على البناء و أما الذين يريدون الهدم فهم الغرلة التى يجب أن تموت.الوطن الذي يختتن ينتسب للحياة لا للموت.يعشق الحياة و يجتهد ويصنعها.فالثقافة و الحضارة و الآداب و التقدم في كل شيء هو صناعة إالحياة.هذا هو ختان الوطن.و إذا كان الختان بالحجرو بالألم ملئ بالمعاناة فليعرف الجميع أن الإنجازات يسبقها الدم و النجاحات تستحق التعب و أن عاقبة الختان حياة و الإستكانة إلي القديم موت حاضر. المواهب و الطاقات غير المستغلة و الأموال غير المستثمرة هي وزنات تدفنها الأوطان ثم تتباكي علي تأخرها وفقرها.هذه سياسات العقل الأغلف. الأراضى غير المستغلة هي أراضي غلفاء لا19: 23 تجعل الوطن مستباحاً للموت.ختان الوطن هو توظيف المستنيرين و دفعهم إلي مراكز القيادة ليصنعوا لوطنهم حضارته الجديثة و إنسانها الجديد.فالأوطان كالإنسان تحتاج الإنسان الجديد.

إليك يا خادم الختان أصلى
 العقل أغلف و القلب أغلف فإفتح الطريق لخلاصى يا خادم الختان.و كما نزعت من الهيكل موائد الصيارفة و أطلقت الطيور الاسيرة هكذا إنزع غرلة القلب و حرر روحى من كل قيد وأطرد عني كل تجارة خاسرة.

يا خادم الختان كن عريس دم لى فلا يموت إبني  الذى هو إنسانى الداخلى في الطريق .يا خادم الختان أنتظر منك حرية الممسوحين بروحك.المختومين بختم سماوى كمقتنيات للملك.يا خادم الختان أزل كل ما يزيد عن حبك في قلبى.يا خادم الختان أزل كل فكر يخرج عن فكرك. يا خادم الختان أشتاق لختان فكرى .يا خادم الختان قل لى كيف يغطي الدم كل الكيان فأصبح مثلك أبيض و أحمر.و لا يفلت عنك بقعة من وجودى إلا و تكون قد سترتها بدمك.فأذهب إليك يا عريس النفس لابساً دمك ثوباً .مستتراً في شخصك وقت الدينونة. يا خادم الختان إنضح على بزفاك أو بحجر صوان أو بصليبك فأطهر و لا تلتفت إلى صرخاتى الكاذبة التي تتملص من تأديباتك.يا خادم الختان أمح كل ماضي الغرلة.فتباد ذكريات الموت.و أعيش ما بعد القيامة إذ بالصليب تختتن إنسانى الجديد و تحفظه مسمراً في ختانك العجيب.يا خادم الختان أصنع منى خادماً للختان أنا أيضاً.يا خادم الختان إجعل كنيستك محتفظة بختانها الروحى فلا تشترك في أعمال الغرلة.يا خادم الختان أنقذ النفوس الغُلف.خذ كل الأسماء المهددة بالعقم و أعمل فيها ختانك فتعود لتنتسب لشخصك دون غيرك و يكون فيها و منها ثمرا عظيماً.أشفق على من مُت عنهم حتى لو عادوا يصلبونك.إفتح العيون الغلفاء و الآذان غير المختونة لأن العالم يحتاج إلي فعل كلمتك.أيقظ الحراس فالذئاب تقترب و النار تدنو و دخان لا أعرف من أين يكسو المسير بين الغرلة و الختان.يا خادم الختان لا تغلق الأبواب الآن فالذين هم خارجاً أكثر ممن يستمتعون بختانك.أتركها هذه السنة و التي تليها و التي بعدها أيضاً لأن القساوة تحتاج طول أناتك لتلين و تستجب.يا خادم الختان أحبك حين تعرف خبايا القلب و تدرك أين تختبئ الغلفة و تستأصلها بروحك القدوس ثم تسكن هناك حيث تجد راحتك فيَ و أجد أنا راحتى فيك إلي الأبد.