الأقباط متحدون - الرابحون من إبعاد نجيب ساويرس الإخوان والسلفيين
  • ٠٣:١٠
  • الثلاثاء , ١٧ يناير ٢٠١٧
English version

الرابحون من إبعاد نجيب ساويرس الإخوان والسلفيين

سليمان شفيق

مساحة رأي

١٦: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٧ يناير ٢٠١٧

نجيب ساويرس
نجيب ساويرس

سليمان شفيق
فوجئ الرأى العام باجتماع للجمعية العمومية لحزب المصريين الأحرار، وقرار حل مجلس أمناء الحزب وفصل نجيب ساويرس الذى أسس الحزب، وكان الراعى الرسمى له ماليًا ومعنويًا، حتى حصل على الأغلبية فى المعارضة (65) نائبًا، والمثير للدهشة أن ساويرس كان يؤيد النظام والرئيس، ولو اطلعنا على حوار له فى المصرى اليوم فى 3/9/2016 سنجد نجيب ساويرس لا يخفى تأييده لحزب المصريين الأحرار وأداء نوابه، وأيضًا ارتياحه لأداء مجلس النواب ورئيسه، وللأمن والرئيس السيسى، وبعد ثلاثة شهور من الحوار أطاحت الجمعية العمومية للحزب بمؤسسه؟!!

عن أداء مجلس النواب قال: «أرى أن الأداء جيد، وتمكن البرلمان من إخراج قوانين إصلاحية»، وعن على عبد العال قال: «مع الوقت أصبح الأداء أفضل»، وعن قانون بناء الكنائس أضاف: تقديم الحكومة للقانون، وإقرار المجلس له «خطوة تاريخية»، وعن المصالحة مع الإخوان أكد: «الكرة فى ملعب الإخوان، طالما استمروا فى قتل الأبرياء ومحاولة هدم البلد، وتنفيذ العمليات الإرهابية، لا حديث عن مصالحة»

وعن أداء نواب المصريين الأحرار أشار: «والله راضٍ بصراحة»، وأضاف: أول حاجة معندناش حد خارج السيطرة، ولو اعتقد نائب أنه خارج السيطرة «هيروّح من الحزب»، علشان نبقى واضحين، وأكثر من مرة تخرج تصريحات من هؤلاء النواب لا تتماشى مع مبادئ وأهداف وسياسات الحزب بيحصل اتصال من عصام خليل، رئيس الحزب، وساعات منى شخصيًا، والحقيقة كتير منهم بيرجع يقولى: «والله فعلاً كان عندك حق». وعن الرئيس السيسى قال: «لى كلمة معروفة أن لو الرئيس عبدالفتاح السيسى أخطأ أنا برضه مؤيد له، لأن البلد لن يحتمل الخلاف»

ترى هل يرى أى عاقل أن هناك أى خلاف سياسى بين نجيب ساويرس والحكومة ومجلس النواب أو الحزب تستدعى حل مجلس الأمناء وإقصاء مؤسس الحزب؟
أم أن دوائر بعينها هى التى كانت وراء هذه الخطوة؟

نجيب ساويرس لا ينكر أحد دوره الريادى فى التنوير والتحديث عبر رؤيته الاقتصادية عبر الصرح الوطنى الكبير أراسكوم، أو شعار موبينيل «المحمول فى يد الجميع» وكيف أحدث تغييرًا فى ثقافة الاتصال فى مصر، أو تأثيره فى الثقافة المصرية من حماية دور العرض السينمائى وغيرها من توغل المال الوهابى والإخوانى، ثم دوره فى ثورة 25 يناير ومن بعدها موقفه الحاسم من الإخوان وأثر ذلك فى ثورة 30 يونيو، بالطبع الخطأ الأساسى لهذا العبقرى الاقتصادى أنه خلق الآلية التى أطاحت به، وذلك لمساندته إحدى الشخصيات غير المعروفة بتاريخها السياسى حتى مكنها من قيادة الحزب، ودعمه الكامل لمنهجية هذا الرجل كما لو كان «العضو المنتدب» من جهته لإدارة الحزب فقام هذا «التاجر» بجلب مرشحين مثلما يتم شراء الأسهم فى البورصة، وارتبطت السياسة عند العضو المنتدب بسعر الصرف، وأقبل على تشكيل جمعية عمومية ترتبط به عبر ولاءات غير سياسية، ولمزيد من الإفلاس السياسى قام بارتهان الحزب لبعض الدوائر الرسمية.. ومن ثم صار الحزب ذراعًا سياسيًا لتلك الجهات.

هكذا خسرت الحركة الوطنية حزبًا ليبراليًا كان يمكن أن يقوم بعملية سياسية مهمة لدمج الأقباط فى الحياة السياسية، الداعمين الأساسيين للحزب معنويًا وتصويتيًا، سيتراجع دور المواطنين المصريين الأقباط لأنهم يكنون تقديرًا خاصًا لنجيب ساويرس ولبعض القيادات التى هجرت الحزب بالاستقالة أو الفصل مثل النواب نادية هنرى وهانى نجيب ود.عماد جاد، وجون طلعت، ومن قبلهم أسماء مرموقة ابتعدت مثل د.نجيب أبادير أو د.إبراهيم نجيب، وقيادات شبابية مثل د.كريم أبادير وعدلى توما، د.عايدة نصيف، كما خسر الحزب من قبل أسماء كبيرة مثل النواب أحمد سعيد الرئيس السابق للحزب والنائبة مى محمود وآخرين.

لاشك أن الخاسرين هم الحركة الليبرالية والأقباط والحياة الحزبية، والنظام السياسى الذى يغلق الآن بعض دوائر الأجهزة نوافذ السياسة، أما الرابحون بالتأكيد الإخوان والسلفيين الذين يسعون دائمًا لإبعاد نجيب ساويرس والأقباط والليبراليين عن المشهد.

ولا يهمك يا عم نجيب الرهان على المستقبل ليس فى صالح من يقفون ضد التقدم.

وأدعو الله أن يحفظ الرئيس عبدالفتاح السيسى وأكرر دعائى: «اللهم احم السيسى من بعض أجهزته أما أعداؤه فهو كفيل بهم.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع