بقلم: عزت بولس
قبل أن يتطرق إلى أفكاركم إنني أقصد الطريق الذى تسلكه السياسية المصرية التي لكي اعتبر نفسي منصفًا للحكم عليها، يجب أن أكون في المطبخ السياسي، أو قريب منه، مما يتيح لي الإطلاع على تفاصيل، الأمر الذي يؤهلني للحكم عليها، وبدون ذلك لا يمكن لي أو لأى شخص آخر ـفي اعتقادي ـ أن يُصدر أحكامًا على سياستها دون الإلمام الكامل بكافة الملابسات والتفاصيل والصعوبات التي تواجهها.
بالطبع هذا لا يمنع مَن يمتلك دلائل على تقصير سياسات الحكومة أن يدلى برأيه، حتى لا يكون هناك أحادية في الرأي ذلك الأمر الذي أرفضه.
هنا أود التطرق إلى ما أراه وألمسه بصفة يومية من"ولولة" الكثيرين الذين لا يجيدون سوى "الولولة" والحسرة على ما وصلت إليه مصر وما وصل إليه حالهم نظير الإجراءات الاقتصادية الأخيرة.
والملفت للنظر أن "الولولة" لا تأتى فقط من الطبقات الفقيرة والمتوسطة الدخل فحسب، ولكنها تأتي من الطبقات القادرة أيضًا، حتي بات لديَّ يقين أنها أصبحت نهج حياة، وأصبح حديثنا اليومي الممتع للبعض هو الحديث عن انفجار الأسعار وغلاء السلع الجنوني والذي أصبح يأخذ وقتًا كبيرًا من قوّتنا وتفكيرنا.
ماذا لو تم توجيه هذا الجهد في أن نأقلم أنفسنا على ذلك الوضع القاسي ونتخلى عن بعض متطلباتنا؟ ونقتصد في الاستهلاك "الشره" الذي أصبح سمة من سماتنا؟ أنها فرصة للجميع للتكاتف من أجل أن تجتاز مصر هذه الفترة القاسية التي تتعرض فيها لمؤامرات داخلية مرعبة مموّلة من جهات أجنبية، وذلك حتى نفوّت أي فرصة على هؤلاء الخونة من أن يغزوا بلادنا بأفكارهم الهادمة والتي تقودنا إلى طريق الفشل.
إن من يمتلك خلفية تاريخية يدرك أن شعوب أوروبا بلا استثناء قد مرّت بصعوبات أكبر كثيرًا مما تمر به مصر الآن، وكيف كانت بنيتها الأساسية مُحطمة، ومواردها التموينية والاقتصادية موجهة لمجهودها الحربي، وكان الإنسان الأوروبي المرفّه حاليًا لا يجد إلا البطاطس وغيرها من المواد البسيطة التي تبقيه على قيد الحياة، ولكنه صبر!
تلك الشعوب وشجاعتها ووقوفها بجانب حكوماتها، متفهمة ضرورة التضحية بالحاضر حتى يضمن مستقبل أفضل، وقد كان.
الطريق إلى الفشل هو أن نترك أنفسنا للاستسلام لرغباتنا التي تعوّدنا عليها باعتبارنا أناس نعشق الاستهلاك بشراهة، ولا نرغب أو نحاول في ترشيده.
وطريق النجاح في أيدينا إذا قررنا الابتعاد عن استهلاك الوقت بـ "الولولة" التي لا تفيد، والتركيز في استثمار الوقت في عمل منتج.
والمتتبع للعقلية الفاشلة التي تدفعنا إلى الحسرة على الماضي، إذ بدأت أصوات تردد: "ولا يوم من أيامك يا مبارك"!! متناسين أن استمرار مبارك كان سيقودنا إلى الأسوأ دون بصيص أمل لمستقبل أفضل.
ولا أتعجب إذا سمعت يومًا البعض يردد "ولا يوم من أيامك يا مرسى"!.
خارج النص
**لو السيسى فكر في الكرسى وليس في المستقبل لأتبع نهج السابقين وابتعد عن اتخاذ قرارات جريئة قد تكون مؤلمة في الوقت الحاضر لكنها ضرورية لمستقبل أفضل.
**مفيش حاجة اسمها أنا صح وأنت غلط.. الصح والغلط نسبي وليس مطلق.. وده اللي يثرى النقاش وتبادل الأفكار.