الأقباط متحدون - كنيسة ما بعد الثورات
  • ٠١:٠٠
  • الثلاثاء , ١٧ يناير ٢٠١٧
English version

كنيسة ما بعد الثورات

أوليفر

مساحة رأي

٥٣: ٠١ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٧ يناير ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

Oliver كتبها
الثورات مثل أمواج البحر تظل تهدر و تتوسع و تؤثر .تقوم الثورة في أيام و يتبقي أثرها لسنوات طويلة لذا يجدر بنا أن ندرك بعض الدروس المستفادة من ثورتي مصر.و أهم آثارها على الكنيسة.

معالم التغيير في الشخصية المصرية
1-أخذت الثورة معنى الجرأة علي أى نظام و أي منصب و اى رئيس  و هدم هذا الحائل بين السلطة و الشعب.سقط كل تقديس للأشخاص و تبدل الخوف بالشك في كل المناصب و أصبحنا نسمع عن الرؤساء المرتعشة التي تخشي أن تتخذ قراراً .

هذا الشك إنتقل ليسود المجتمع, و مع توالى أخبار سقوط الفاسدين و المرتشين تأكد للمتشككين أنه لا أحد محل ثقة في هذا الوطن و هذه مغالطة ليس أكثرها صحيح و لا ينبغي أن نعممها.من هنا فإن نقل هذه الشكوك إلي ذمم القادة في الكنائس هو عمل هدام.لا أعني أنهم فوق المسائلة لكن يجب أن نبدأ بالشك .و من لديه دليل يدين أحد فليقدمه أما بناء الأحكام على الظنون فهو يهدم ولا يبني بل يلغى المحبة و يقاوم وحدة الكنيسة لأن الشكوك تجعل الناس منقسمة بين مصدق و مكذب للإتهامات.وسط هؤلاء و اولئك تضيع كرامة الكهنوت و تتوقف الخدمة و يلتهى كل فريق في ما يؤيد ظنونه و يُنسي المسيح بل يختفي من الوسط.

2- لا تنتظروا خضوعاً من هذا الجيل و لا  من يليه.بمعني الخضوع للكاهن و الأسقف و حتي للبطريرك.فالثورة زرعت شعوراً في الكثيرين جعلهم يرفضون كل رئاسة.فلا مفر إلا بالحب و التصادق مع المخدومين.لا تنتظروا نفس التقديس الذي عشناه في أجيالنا.فقد سقطت أقنعة كثيرة لأشخاص كنا نبجلها و هذا الجيل إكتشف كم كان مخدوعاً في كثيرين.فيكفيكم يا خدام هذا الزمان أن يكون لكم بعضاً من رصيد الحب و بعضاً من إحترام أما التعامل بهيبة الماضى القديم فقد ذهبت و لن تعود و هذا أيضاً يفيدكم كخدام إذ تعودوا إلي ما يجب أن تعيشوه من إتضاع و خدمة بغير تفخيم و عظمة.

3-الثوررات تبدأ بحادث صغير لا يتم إحتواءه فتتسع الموجات تشمل الجميع.فإنتبهوا يا خدام المسيح لكل صغير و لا تهملوا أحداً لئلا يتسع التمرد و يصبح خارج نطاق الإحتواء و المداواة.لا تظنوا أن طفلاً صغيراً لن يغير الأحداث؟ لا تظنوا أن فتاة تتجاهلونها ستمضي بريئة إلي حال سبيلها. إنه جيل عرف معني الحق . فلا تتجاهلوا حق الصغار لأن من عند أحلام الصغار تبرز الثورات العظام.إحترسوا من تجاهل المشاكل الصغيرة التي تحترق بها الكنائس الكبيرة.أحترسوا من التكاسل لأن المخدوم المجهول قليل الحيلة  قد يفاجئكم بثورة أقوى منكم جميعاً تطيح بالكل .فقوموا بواجبكم مع الصغير قبل الكبير.ليس عن خوف بل حب و مسئولية.

4- الثورات تمحو التابوهات.فما كان قبل الثورة لا يصلح الآن.و محاولة إعادة نفس الأوضاع لن تجدى بل ستضيف مزيداً من النار لتشتعل المزيد من المقاومات و التمرد.فالكنيسة الواعية لا تعيش في قالب أصم.لا تستخدم نفس الأفكار و السياسات القديمة.لا تعيش علي ذكريات الماضى.الكنيسة ولودة ليست ولودة بالأشخاص فقط بل بالأفكار و بالأساليب و بالسياسات المبتكرة أيضاً. ولودة بالإتجاه إلي مواطن لم تلتفت إليها و خدمات لم تقم بها و كرازة لم تعملها.

5-لابد أن يعرف الكبار أنهم ليسوا آلهة. و ليس الحق دائماً معهم. قد يكون الحق و الصواب مع أصغر مرؤوس. قد يكون مع أبسط نفس تتعامل معها. قد يكون الحق منزوياً في عقل طفل بينما أنك يا من تعتبر نفسك ملهماً تكون أبعد البعيدين عن الحق. فلنكف عن تصور أنفسنا أننا نفهم أكثر منهم و أننا أحكم منهم. و ننزل عن ذوات تشامخت كالآلهة.و لنتعامل كما يحق بإنجيل المسيح .لنضع الطفولة و الشباب هدفاً أصيلاً لبناء مستقبل الكنيسة.لنضع بجوار كل أسقف شيخ جليل خورى إيبسكوبوس يتعلم من خبرته و ينقل إليه أفكار جيله.فالكنيسة التي تشيخ تضعف.و التي تجتذب الصغار تنمو معهم.ليتها تكون منهجاً روحياً يا آباءنا المباركين.

6- من المهم جداً أن يقدم الباحثين في المعاهد القبطية و المتخصصين في علوم الإحتماع في الكنيسة أبحاثاً تؤصل تأثير الثورة على مستقبل الخدمة في الكنيسة و كيفية ترويضها لصالح خلاص النفوس.يجب أن نحترم المنهج العلمى في تفسير تاثير هذه الظواهر و لا نتجاهلها أو نحتسبها شأناً روحياً خالصاً لأنها ليست كذلك.

7 – المصالحات مطلب حتمي و كنسي و إجتماعى.مصالحات بين الجميع علي مختلف رتبهم.فالخلافات شاعت حتي عند الذين كنا نحتسبهم قديسين.لابد أن تكون في المجمع المقدس لجنة للمصالحات و هي أهم لجنة ستفرح قلب المسيح.لجنة تدفن الخصومة في مهدها عند الصخرة.تحل منازعات بين كهنة الكنيسة الواحدة.أو بين كهنة و شعب.أو بين اسقف و كهنة أو شعب.نريد صفحة نقية نكتب عليها أحلي كلمات المحبة و الغفران و الإنجيل المعاش.بل يتعدي الأمر لعمل مصالحتا بين شخصيات عامة من الأقباط  و بين الكنيسة.فالمصالحة أفضل و أهم من المحاكمات.عيب علينا أن توجد في كنيستنا لجنة للمحاكمات دون أن توجد لجنة للمصالحات.بل حتي الذين إستحقوا المحاكمات ذات يوم علي لجنة المصالحات إعدادهم للإنخراط من جديد في كنيسة المسيح.

 8- بدأت الثورة حين إنتشرت نوايا توريث الحكم فأدرك الشعب أنه رهينة لنفس الأشخاص حتي يزول آخر فرد في سلالتهم. لذا في الكنيسة كفوا عن أفكار التوريث إمنعوا رسامة أسقف لأن أخيه أو عمه أسقف . إمنعوا توريث الكهنوت لأن شبهة السيمونية فيه ليس لأنها مقابل مال لكنها مقابل خدمة آخر يريد أن ينال مكافأة عنها برسامة إبن أو قريب له.إنها سيمونية مقنعة. توقفوا عن توظيف المعارف في عمل هو أقدس الوظائف في الأرض.فلتكن التزكية مستندة علي الأمانة و الحق و ليس الثقة و الصداقات الشخصية.لا تسدوا الطريق أمام المؤهلين لأنهم لا ينعمون برضاكم الشخصي. لا تتعاملوا بسلطان كمن إمتلك الكنيسة و شعبها.

9-المساءلة حق من حقوق المرؤسين فى زمن لم يعد أحد  فوق الشبهات.فإقبلوا أيها الآباء الأساقفة مساءلة الشعب. فهم أصحاب الحق. أنتم لا تكدوا أو تكدحوا لكي تملأوا خزائن بيت الرب . لكنه الشعب  يكد و يقدم بحب للرب ما تأخذونه في أيديكم. و من يعطي له الحق أن يراقب و يتحقق. المساءلة ليست  تطاولاً أو نكراناً للأبوة أو تشكيك. قدموا للشعب كشف حساب عملكم . و ميزانيتكم. فأنتم لا تعملون في منشآت سرية بل في كرم الرب . لا تتسلطوا على لجان الكنائس  أو ترهبونهم بسلطانكم الكهنوتى فتكون  لجاناً شكلية  بل إعتبروها واسطتكم التي تثبت أمانتكم قدام المخدومين فيتعلمون منكم الأمانة أيضاً فيخرج من بينهم إستفانوس آخر .

 10- الذين قاموا بالتغيير في مصر؟ هم الطاقة المهدرة. التي إهملت من الجميع. لذا يا أباءنا إهتموا بالطاقات المهدرة. إجمعوا الذين أغضبتموهم في ثورة غضبكم و تصالحوا. إذهبوا إلي نفوس من أعثرتموهم فتشتتوا.الشباب القابع في ساحات الكنائس و أمام أبوابها أهم  عند المسيح من الرافعين أياديهم بإنسحاق قدام المذبح.إستخدموا الشعب في الكنيسة و لا يكونوا مجرد متلقين بل فاعلين.الكاهن و الأسقف الروحاني هو الذى بشفافية الروح يدرك كيف يوظف المواهب التي في رعية المسيح جيداً.

مدن الملجأ لمصر
ستة مدن للجوء أعطاها السيد الرب للإنسان المخلوق في اليوم السادس

يشوع بن نون قسم المدن أما الرب فقسم النجاة فيها.يهرب إليها طالبي النجاة ثم يعودون أحراراً عند موت رئيس الكهنة.

قادش التي هي القداسة و شكيم التي هي السند و حبرون التي هي الشركة..ثلاثة عبر الأردن حيث بركات المعمودية

باصر أي الحصن و راموت أي إرتفاع و جولان هي بهجة و فرح. ثلاثة أرض كنعان حيث بركات الخلاص

أيها الساتر من السيل و ظل الصخرة العظيمة في أرض معيبة أناديك لتستل سيفك و تعلن ملكوتك وتشهد بمجدك لمجدك.شعبنا ضربه البرص و صارت إليه عدوى أولاد العالم. يسيرون منبوذين من كثيرين.دعهم يهربون إليك فيستردون كرامتهم المفقودة.

فيك وحدك حصننا و منه أيها الرب تمنح حق الحماية حتي للخطاة . بقداستك ينجو الزناة .المنهارين علي يديك يحملون. يستند المتهالكون بجوار الخشبة هناك نزيف الحياة المجيد . على أسوارك يقف الفارون بغير خوف من مطاردينهم. بيدك يرتفعون علي المظالم و بنعمتك  يفرحون بالنجاة.أنت كل مدن الملجا أيها الرب يسوع. أنت النجاة لكل مصر و أوجاعها أنت النصيرلبيعتك من كل ظلم من سطو الذئاب و إفتراس الجهلاء.أنت الحضن الذي لا يصد  أحداً و الحصن الذي لا يرفض أحداً.

يسوعنا هو العلي الذي لا يصمد قدام هيبته أعدائنا. روحك القدوس هو الفرح غير الموصوف لمن ملأت لياليهم الأحزان.

أنت مدينة الملجأ التي للغرباء أيها الرب يسوع .للخارجين عن الحظيرة تفتح صدرك..يستريحون فيك حين يعرفونك و يؤمنون . يتركون أرض الشقاء و المطاردة . بلمسة حانية يا مخلصنا يقبلونك مخلصاً و شافياً لهم. حينئذ ترن ألحان الفرح في أرض النوح. تتغير ألوان الحياة من عينيك تبرز من مصر كوكبة شهداء مثل كتيبة طيبة.سحابة شهود تهيم ترنيماتها كالتي سمعها الرعاة من الملائكة و ذبائح بيت لحم ترنم كثيراً . يصير على الأرض السلام و تصير التلال سهلاً و كل الهضاب تمهد تحت قدميك الباحثتين عن الخائفين و المتعبين و المظلومين.مهد الطريق أمام الفارين إليك القادمين من خلف ظلام الجهل و الحماقة. دع أبوابك مفتوحة حتى للقلوب المغلقة.

و كما وضع شعب إسرائيل اللاويين ليرشدوا الفارين إلي مدن لملجأ تحنن أيها السيد الرب و ضع أنت مرشدين حكماء عند مفارق الطرق ليقودوا شعبك إلي قلبك الحنون. فلتكن العلامات واضحة و اللغة سماوية لكي لا نتوه في الطريق.فلتعين لنا من يشيرون عليك من كل الإتجاهات  لكي يجدك من أضناهم التعب و مزقهم الطغيان. نعم كنت و ما زلت لنا ملجأ من دور فدور.

 ها أنا أقف عند مدخل المدينة المقدسة . لا أتجرأ علي الدخول إلا أن تدعونني . أري حياتي بداخلها و ليس عندى أمنية أخري سواها فيا حمايتي هل أظل هكذا واقفاً  و هل تظل أنت هكذا مرهوباً علي كرسيك أم أن تحننك يرق لي و ينتشلني. الآن أريد أن أدخل إلي حجالك.لا يشبعني  الوقوف عند باب المدينة فقل لي تعال و أنا أيضاً أقول لك تعال أيها الرب يسوع آمين.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع