الأقباط متحدون - في عيد الغطاس ..... نأكل القلقاس
  • ٠٠:٠٣
  • الاربعاء , ١٨ يناير ٢٠١٧
English version

في عيد الغطاس ..... نأكل القلقاس

نبيل المقدس

مساحة رأي

٢٧: ١٠ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٨ يناير ٢٠١٧

عيد الغطاس
عيد الغطاس

نبيل المقدس

يقول أحد الكهنة :
     في عيد الغطاس تعودنا أن  نمليء بيوتنا "بالقلقاس" .. والكثير من مسيحي الشرق , يظنون أن أكل القلقاس في هذا اليوم المبارك  هو نوع من العادات الموروثة من السلف ، لكن أكيد أن أكل القلقاس في هذا اليوم ليس من العبث , بل  وضعه الأباء عن غرض معين ..

     ** فنحن نأكل القلقاس بالرغم أنه يحتوي علي مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلي مادة نافعة، مغذية، وهذا يقربنا في إستيعاب فكرة المعمودية .. فنحن من خلال الماء نتطهر من سموم الخطية كما يتطهر "القلقاس" من مادته السامة بواسطةالماء!

   ** كما أن زراعة القلقاس عن طريق دفنه في الأرض ثم يصعد ليصير طعاماً،  كذلك  المعمودية هي دفن الشخص في الماء  أو بالتعبير اللآهوتي " موته  وقيامتة مع المسيح" ، ولهذا يقول معلمنا بولس الرسول في روميا 6 : 4 " فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟ 

 ** والقلقاس لا يؤكل إلا بعد خلع القشرة الخارجية، فبدون تعريته يصير عديم الفائدة، فلابد أولاً من خلع القشرةالصلدة قبل أكله، ونحن في المعمودية نخلع ثياب الخطية لكي نلبس بالمعمودية الثياب الجديدة الفاخرة، ثياب الطهارة والنقاوة، لنصير أبناء الله.

   ** آدم أخطأ، ولم يطلب التوبة، ولا سعى إليها..  وإذا بالسيد المسيح، القدوس الذي هو وحده بلاخطية،يقف أمام المعمدان، كتائب، نائبًا عن آدم وذريته، مقدمًا عنهم جميعًا معمودية توبة في أسمى صوره.

**حمل خطاياهم، ليس فقط أثناء صلبه، وإنما في حياته أيضًا كابن للبشر.  ولذلك سر الرب وقال: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"..

 **إن الله لا يسر بتدبير الإنسان لذاته، وبأن يلتمس لنفسه الأعذار كما فعل آدم وحواء، اللذين بدلًا من أن يدينا نفسيهما أمام الله، أخذ كل منهما يلقى بالذنب على غيره.

**أما السيد المسيح، فلم يلق ذنبًا على غيره، وإنما أخذ ذنب الغير، وحمله نيابة عنه، وقدم عنه معمودية توبة، وأفرح بكل هذا قلب الآب، فقال: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت".

الذي بلا خطية، صار حامل خطية، من أجلنا..
لم يخجل من أن يتقدم وسط صفوف الخطاة، ليطلب العماد من يد عبده يوحنا.  ولما استحى منه هذا النبي العظيم، أجابه في وداعة "اسمح الآن، لأنه يليق بنا أن نكمل كل بر"..  وأعطانًا بهذا درسًا عمليًا في حياتنا وأعطانًا درسًا أن نحمل خطايا الغير..  وأن ندفع الثمن نيابة عنهم، بكل رضى..  وأن لا نقف مبررين لذواتنا، مهما كنا أبرياء ..  وأننا بهذا نكمل كل بر..  هل تستطيع أن تدرب نفسك على هذه الفضيلة؟ يقول يوحنا ذهبي الفم " إن لم تستطع أن تحمل خطايا غيرك وتنسبها إلى نفسك، فعلى الأقل لا تجلس وتدين غيرك وتحمله خطاياك..

   إن لم نستطع أن نحمل خطايا الناس، فعلى الأقل فلنحتمل خطايا الناس من نحونا، ولنغفر لهم..  بهذا نشبه المسيح، بهذا نستحق أن ندعى أولاد الله.  وبالحنان الذي نعامل الناس، يعاملنا الله..

  وكل سنة وانتم طيبين .....ّ!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع