الحمَّلات التي أُسقِطت
ماجد سوس
الاربعاء ١٨ يناير ٢٠١٧
ماجد سوس
ينتابني شعور بالقلق لا استطيع أن أخفيه بعد إقصاء الإعلامي القدير الأستاذ إبراهيم عيسى من مكانته كإعلامي بارز عرف عنه جرأته و شجاعته منذ بداياته من السنة الولى في كلية الإعلام.
إبراهيم عيسى أحد أبرز الصحفيين المصريين نشاطاً واحتجاجاً على ممارسات السلطة السياسية في مصر،
ففي عهد نظام الرئيس السابق مبارك، كان معارضاً شرسا لذلك قامت السلطات بإغلاق ثلاث صحف كان يرأس تحريرها، كما تم مصادرة رواية له بعنوان “مقتل الرجل الكبير” .
و قد إتُّهِمَ بالسّب والقذف والتحريض والإهانة والتطاول على رئيس الجمهورية هو والصحفية سحر زكي والمحامي سعيد عبد الله وذلك عندما كتبت الصحفية سحر مقالاً بجريدة الدستور تحت عنوان «مواطن من وراق العرب يطالب بمحاكمة مبارك وأسرته وردّ مبلغ ٥٠٠ مليار جنيه قيمة
القطاع العام والمعونات الخارجية
وفي 26 يونيو 2006 حكم عليه بالسجن لمدة عام وكفالة ١٠ آلاف جنيه، غير أن محكمة الاستئناف خففت الحكم إلى غرامة تصل إلى 4000 جنيه.
ثم حاكمته أجهزة الأمن المصرية بتهمة نشر أخبار كاذبة عن صحة الرئيس مبارك وصدر يوم 13 سبتمبر 2007 حكم ضده بالسجن سنة، وتمت إعادة محاكمته أمام دائرة أخرى والتي أصدرت في 28 سبتمبر 2008 حكمها عليه بالحبس لمدة شهرين، وكان الحكم مشمولاً بوجوبية النفاذ فسلّم نفسه للسلطات في نفس اليوم، ولكن الرئيس حسني مبارك أصدر قراراً جمهورياً بالعفو عنه في 6 أكتوبر 2008.
و رغم معارضته الشديد لنظام مبارك الا انه يؤخذ له ان رفض ان يركب الموجه في الهجوم على مبارك بعد ثورة 25 يناير و قال انه لن يهاجم نظام سقط لئلا يتصور البعض انه يشمت فيه و يرفض ان يهاجم شخصا ضعيفا.
أما دفاعه عن الأقليات فس الشرق الأوسط فلع اراء جريئة جدا لنصرة الشيعة والأقباط و يكفي ما قاله عن الأقباط بعد حادث الكنيسة البطرسية الأليم ، فقد صرح بأن الأقباط وحدهم يتحملون أوزار ومشكلات وخطايا الدولة المصرية، كما أنهم يدفعون ثمن مصريتهم باعتبارهم المصريين الأصلاء الأوائل والحقيقيين، فيدفعون ثمنًا غاليًا من قلوبهم الممزقة وأشلائهم المتناثرة وجلودهم المحروقة.
وأكد عيسى في حلقة جريئة من برنامجه مع ابراهيم عيسى الذي كان يذاع على قناة القاهرة و الناس ، أن الأقباط لا يتقاضون من الدولة المصرية سوى التعازي والكلام المكرر الممل الذي يُقال في كل مناسبة، قائلا: "كل يوم قتيل وجريح وكنيسة منكوبة، ولا شيء يشفي الغليل أو يرد الحق بل التجاهل والتواطؤ واللف والدوران والكذب مع كل مذبحة".
وأوضح أن مصر أمام مشهد لا يصح معه الاستمرار في حفلات الكذب، قائلا: "أصبح لا أمان في الكنائس، ومحدش يقولي الإرهاب لا يفرق بين المسلم والمسيحي، لا هو بيفرق، وبيستهدف الأقباط ويستضعفهم ويفجر دور عبادتهم أكثر من المسلم، زي ما بيستهدف الشيعي أكثر من السني.. انتم بتكذبوا على مين؟".
أما هجومه الحاد على المملكة السعودية و ملكها و وزير خارجيتها كان حادا جدا حتى ان وسائل الإعلام السعودية شنت جوما لاذعا عليه بعد تصريحاته أن المملكة العربية السعودية «منبع الإرهاب والتطرف»، وأن تمويل المتطرفين في سوريا والعراق كان على يد السعودية وقطر.وأن الفكر الوهابي هو أصل الإرهاب و ان يد السعودية مغموسة في الدم بسوريا والعراق واليمن و أن الأزهر يسمح بتمدُّد الفكر الوهابي خشية من السعودية وشيوخها، الذين يصدرون الإرهاب بفكرهم الوهابي”.. هكذا تتخلص مواقف الإعلامي إبراهيم عيسى إزاء السعودية.
ظلَّ عيسى يهاجم السعودية عبر برنامجه “مع إبراهيم عيسى” على فضائية “القاهرة والناس”، إلى أنَّ توقف.. لم يتوقف عيسى في هجومه بل توقف برنامجه، فبات التساؤل المطروح “هل تدخلت الرياض لوقف برنامج عيسى؟”.
أما هجومه الدائم على الأزهر و مناهجه و تخريجه للمتطرفين فكان عنيفا ايضا و قد ساير التنويري إسلام بحيري في هجومه على كتب الفقه و التراث الاسلامي و اللذان تسببا في ترسيخ مباديء الارهاب في العالم
و لا يمكن ان ننسى هجوم الدائم على السلفيين و فتاويهم المضللة و التي تتسبب في إشعال الفتنة الطائفية في مصر و انتقد الحكومة في طريقة تعاملها مع السلفيين و عدم تقديمهم للمحاكمة بإذدراء الدين المسيحي.
أما القشة التي قصمت ظهر العير هي هجومه المباشر على رئيس الوزراء و التهكم عليه هو رئيس مجلس النواب حتى أنه قبل غلق برنامجه بأيم قليلة شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب هجوما برلمانيا حادا على إبراهيم عيسى قاده في البداية النائب مصطفى بكري ثم علق رئيس مجلس النواب بهجوم شديد اللهجة على عيسى بعدها قال المستشار مجدى العجاتى، وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب، إن الحكومة لن تقف متفرجة أمام إهانة مجلس النواب فى أحد وسائل الإعلام ، لقد شاهدنا جميعاً الإهانه التى لحقت بالمجلس من قبل هذا الصحفى الذى تحدثتم عنه، وإن شاء الله فإن الحكومة ستتخذ ما سيلقى قبولاً منكم".
من جانبه قال محمد خضر، رئيس هيئة الاستثمار، أن هناك شكوى رسمية قدمت من خلال عضو مجلس النواب، وجارى النظر فيها فى ضوء القانون والدستور، وهو ما علق عليه رئيس مجلس النواب بقوله : "البرلمان لا يتقدم بشكاوى إنما يطلب".
بعده بساعات تم وقف البرنامج و أصدر إبراهيم عيسى بياناً إعلامياً يوضح فيه حقيقة وقف برنامجه على قناة "القاهرة والناس قال فيه ، حلقات البرنامج كانت على درجة من التأثير الذى عبر حدود تأثير مجرد برنامج تليفزيونى مما ألقى عليه أعباء وتعرض معه لأنواء وأحيط بالضغوط، ففى الوقت الذى ساهم فيه فى اتساع عقول، تسبب كذلك فى ضيق صدور، وبكل حب لمن أحب البرنامج ولمن اختلف مع صاحبه.
اليوم و قد أسدل الستار عن واحد من أجرأ رجال الإعلام في مصر في زمن توسمنا فيه إعلاما حرا نزيها لا يعرف قصف الاقلام و كتم الكلمات الأمر الذي يجعلنا ننتظر الإجابة على التساؤل الذي يدور في خلدنا دون إجابة شافية ، من أسقط حمالات الرجل الذي كان يحمل هموم الضعفاء.