رئيس «المترو»: تكلفة التذكرة 10 جنيهات.. ورفع السعر قرار سيادي

 

 

قال المهندس على فضالى، رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، إن الشركة تقدمت بالعديد من الطلبات إلى الحكومة لرفع سعر التذكرة للوفاء بالتزامات المترو والحفاظ على مستوى الخدمة، موضحًا أن قرار الزيادة وحجمها وتوقيتها قرار سيادى.

 

وأكد رئيس شركة المترو فى حواره لـ«الدستور» أن شركة إسبانية تدرس حاليًا تكييف باقى قطارات الخطين الأول والثانى، وقريبًا سيتم تركيب سلالم كهربائية ومشايات متحركة فى محطات جامعة القاهرة وفيصل والجيزة وضواحى الجيزة وساقية مكى بتكلفة 10 ملايين جنيه وتحويل محطة عزبة النخل إلى محطة علوية، ولفت إلى أن إغلاق محطتى مترو السادات أو الشهداء يكون لدواعٍ أمنية ليس للشركة دخل فيها، مطمئنًا مستخدمى المرفق بأن جميع قطارات ومحطات مترو الأنفاق آمنة تمامًا ومراقبة بأحدث الكاميرات.

 

وإلى نص الحوار:

 

■ ما آخر التطورات حول رفع سعر تذكرة المترو؟ وما حجم الزيادة المتوقعة؟

 

- المترو مؤسسة خدمية اقتصادية، ولكننا نعانى من فجوة بين المصروفات والإيرادات منذ سنوات، خاصة بعد ارتفاع أسعار المرافق والخدمات من مياه وكهرباء وصرف، بالإضافة لزيادة تكاليف الصيانة وقطع الغيار التى يتم استيرادها من الخارج، وفقًا لعقود مبرمة منذ سنوات. الأمر الذى تسبب فى مضاعفة خسائر الشركة. لذلك تقدمنا بالعديد من الطلبات للحكومة لرفع قيمة التذكرة، للوفاء بالتزامات المترو والحفاظ على مستوى الخدمة المقدمة للراكب، ولكن قرار الزيادة وحجمها وتوقيتها قرار سيادى، وعند إقراره سنقوم بتنفيذه. وقدمنا مقترحًا بأن تكون الزيادة إما عن طريق المراحل بعدد المحطات المستخدمة، كما كان من قبل أو توحيد سعر التذكرة بعد ارتفاع سعرها.

 

■ ما أسباب نزيف الخسائر التى يتعرض لها جهاز المترو؟

 

- التكلفة الفعلية للتذكرة تتعدى 10 جنيهات وذلك فى حال رفع الدعم نهائيًا ولكن سعر التذكرة ثابت بجنيه واحد لم تطرأ عليه أى زيادة منذ عام 2006، فى ظل ما نعيشه من زيادة فى أسعار الكهرباء وقطع الغيار وارتفاع الدولار وزيادة الإهلاك فى المعدات، ومنها قطارات الخط الأول «حلوان – المرج» التى تعمل منذ 30 عامًا، ومتطلبات الأمن، كل ذلك من أبرز أسباب الخسائر التى وصلت إلى 22 مليون جنيه فى الشهر.

 

■ كم يبلغ حجم مديونيات المرفق؟

 

- مديونياتنا تزيد على 300 مليون جنيه، وتتمثل فى مستحقات لشركات الكهرباء والمياه والأمن والنظافة والرعاية الصحية وبعض عقود قطع الغيار.

 

■ متى سيتم تكييف جميع قطارات خطوط المترو بالكامل؟

 

- الخط الثالث «العتبة - مصر الجديدة» كل قطاراته مكيفة. أما الخط الأول «حلوان - المرج» الذى يعمل منذ عام 1987 كانت كل قطاراته غير مكيفة، وعددها 53 قطارًا، وتم التعاقد بمعرفة الهيئة القومية للأنفاق مع شركة كورية وشراء وتدشين 20 قطارًا جديدًا مكيفة الهواء، بتكلفة 2.3 مليار جنيه. وبالفعل تم تشغيلها جميعًا. كما تم تجديد 17 قطارًا بالكامل ضمن البروتوكول المصرى الفرنسى. أما الخط الثانى «شبرا الخيمة - المنيب» والذى يتكون من 35 قطارًا غير مكيفة، وتم افتتاحه عام 1996، فتم شراء 4 قطارات مكيفة بتكلفة 480 مليون جنيه، و13 قطارًا مكيفًا جديدًا للعمل بالخط الثانى بتكلفة 1.5 مليار جنيه.

 

■ وهل هناك خطة لتجديد أو تكييف باقى هذه القطارات؟

 

- بالفعل تم التعاقد مع شركة إسبانية لدراسة كيفية تكييف باقى هذه القطارات القديمة، ودراسة مدى كفاءة الشبكة الكهربائية وتقييم أجهزة التحكم بالقطارات ومدى صلاحيتها ونحن فى انتظار رد الشركة فى هذا الصدد.

 

■ كم يبلغ عدد ركاب خطوط المترو الثلاثة؟

 

- إجمالى عدد الركاب المستخدمين لخطوط مترو الأنفاق يوميًا ما بين 2.5 و3 ملايين راكب وننقل ما يقرب من مليار راكب سنويا.

 

■ هل هناك اتجاه لإغلاق محطة مترو السادات فى ذكرى 25 يناير المقبل؟

 

- إغلاق محطتى مترو السادات أو الشهداء يكون لدواعٍ أمنية. ولو الأمن أبلغنا بضرورة غلقها أو أية محطة أخرى فسنقوم بتنفيذ التعليمات فورًا. لأنه بالتأكيد أمن وسلامة الركاب من أولوياتنا. 

 

■ البعض يتحدث عن وجود فساد داخل المرفق.. ما تعليقك؟

 

- أدعو من لديه أية وقائع فساد أن يبلغ الأجهزة الرقابية فورًا، فهناك رقابة إدارية تقوم بعملها على أكمل وجه، كما نرى كل يوم وقائع فساد تُكشف، وهناك النيابة الإدارية والنيابة العامة وغيرها من الأجهزة. وأؤكد دائمًا أنه لا تستر على فاسد، ولكن فى الوقت نفسه أرفض اتهام الناس بالباطل.

 

■ ما الجديد الذى سيقدمه المترو لمستخدميه الفترة المقبلة؟

 

- لدينا كل يوم عمل وفكرة جديدة نقدمها للراكب مثلًا تم ازدواج محطة المرج القديمة والمرج الجديدة وسيتم افتتاحها بعد عام ونصف العام وسيشعر الركاب بهذه الخدمة ليصبح الخط الأول «حلوان- المرج الجديدة» وتصبح المرج القديمة محطة عادية.

 

كما أنه جارٍ البدء فى تطوير وتوسعة محطة شبرا الخيمة وتركيب سلالم متحركة ومصاعد كهربائية وإنشاء صالتين، واحدة فى بداية الرصيف والأخرى فى نهايته. والشركة تدرس تركيب سلالم كهربائية ومشايات متحركة فى محطات جامعة القاهرة وفيصل والجيزة وضواحى الجيزة «أم المصريين» وساقية مكى بتكلفة 10 ملايين جنيه، لمساعدة كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة وجميع ركاب المترو، كما تم التعاقد مع مصنع «قادر» على زيادة عدد المظلات بالمحطات السطحية بالخطين الأول والثانى، لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة وأمطار الشتاء، كما وقعنا عقد تحسين للبيئة المحيطة بالمحطات من خلال زيادة الإنارة بالداخل والخارج وتجديد الحوائط وتحسين خدمة السلالم المتحركة والمصاعد للخط الثانى «شبرا الخيمة - المنيب». أيضًا سيتم البدء فى تحويل محطة عزبة النخل إلى محطة علوية، مثل حدائق المعادى ومنشية الصدر.

 

أيضًا تفعيل الكارت الذكى وما يسمى «محفظة التذاكر» لاستقلال خطوط المترو بديلًا عن التذاكر الورقية التى كثيرًا ما يقف الركاب فى طوابير طويلة أمام شبابيك الحجز لشرائها قبل كل رحلة، وهذه الكروت تباع فى كل مكاتب الاشتراكات الموجودة بمحطات الخطوط الثلاثة بمبلغ 10 جنيهات تمثل قيمة الكارت، ويجرى شحنها بمبالغ فئات 10 جنيهات ومضاعفاتها حتى 100 جنيه ويحتفظ هذا الكارت بمبلغ الشحن لمدة 5 سنوات، ويتم خصم جنيه واحد عن كل رحلة يستقلها الراكب للمترو، ما ساهم فى تخفيف الزحام أمام شبابيك الحجز بالمحطات.

 

■ كيف ستواجه الشركة أزمة تعطل بوابات الخروج فى محطات الخطين الأول والثانى، وانتشار ظاهرة إلقاء التذاكر فى البرميل؟

 

- هذه البوابات تهالكت، ولذلك قمنا خلال عدة سنوات بتغيير 600 بوابة للعمل بنظام الكارت الذكى، بالفعل تم التعاقد بمعرفة الهيئة القومية للأنفاق مع شركة فرنسية لتصنيع وتوريد المرحلة الثانية وتركيب 850 بوابة كارت ذكى بملبغ 160 مليون جنيه، تصل خلال الشهر الجارى لتحل محل بوابات الدخول والخروج القديمة المتبقية وجودة بمحطات الخطين الأول والثانى، والبوابات الجديدة تغطى محطات هذين الخطين بالكامل، وتعمل بتكنولوجيا تسمح باستخدام الكارت الذكى وكذلك التذاكر الورقية العادية الممغنطة «تذكرة الرحلة الواحدة» فى نفس البوابة، وسيبدأ التركيب بداية شهر فبراير المقبل. ومن المقرر أن تنتهى عمليات التركيب فى محطات المرحلة الأولى «حلوان- المرج» فى نهاية شهر يونيو المقبل، وفى أغسطس ننتهى من تركيب بوابات محطات الخط الثانى، ليتم ربطها جميعها بشبكة تكنولوجية واحدة ويتم إحكام التسرب لتنتهى ظاهرة إلقاء التذاكر فى «البرميل» أو على الأرض وما تمثله من شكل غير حضارى لا يتناسب مع تاريخ مرفق مترو الأنفاق.

 

■ ماذا عن الوضع الأمنى بالمترو حاليًا؟ وهل تتلقى الشركة تهديدات من عناصر إرهابية؟

 

- نحن لسنا جهة أمنية، نحن ندير ونشغل المترو وهناك شرطة النقل والمواصلات وهناك إدارة شرطة مترو الأنفاق تابعة لوزارة الداخلية وهى التى تقوم بتأمين المرفق بالكامل وهناك استنفار أمنى فى جميع المحطات، وأطمئن الجميع بأن جميع قطارات ومحطات مترو الأنفاق آمنة تماما. ونحن كشركة نقوم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية ونوفر لهم متطلباتهم من أجهزة x rays، للكشف عن المفرقعات، وبوابات إلكترونية للكشف عن المعادن، وكاميرات إلكترونية وحاليًا جميع محطات المترو مراقبة بأحدث الكاميرات فلدينا حوالى 20 ألف كاميرا ولم تصل إلينا أي تهديدات.

 

■ ماذا عن أزمة توقف صرف رواتب العاملين وعدم الالتزام بسداد نفقات الصيانة؟

 

- لم نتوقف أبدًا عن سداد رواتب الموظفين وحوافزهم ومكافآتهم فى موعدها، والشهر الماضى اقترضنا 10 ملايين جنيه من هيئة السكة الحديد لإنشاء مولات ومحال تجارية فى المحطات.

 

■ ما خطة الشركة لتحسين الإيرادات بعيدًا عن رفع سعر التذكرة؟

 

- يجب أن يعلم الجميع أننا لم نترك بابًا لزيادة مواردنا إلا طرقناه، فقد طورنا عددًا من محطات الخط الأول وأنشأنا المولات والمحال التجارية مثلما تم فى محطة منشية الصدر لتأجيرها عن طريق المزاد العلنى لتعويض الخسائر، كما تم التعاقد مع الشركة المصرية للمشروعات التابعة لهيئة السكك الحديدية على حق الامتياز الإعلانى لخطوط المترو الثلاثة لمدة 5 سنوات بقيمة 175 مليون جنيه.