ايهاب شاكر
ردًا على د. ناجح إبراهيم ومقاله في جريدة الوطن، والصادر يوم الاثنين 16/1/2017، ولأن الوطن لن ينشر الرد إذا أرسلته له، فهاك الرد:
 
بداية، أود أن أقول أن عنوان مقالي "المسيح عند محمد" له "كمالة" نعم فالمسيح، الذي في الإنجيل، والذي نؤمن به نحن المسيحيين، ليس هو المسيح الذي في القرآن، والذي تحدث عنه محمد، نبي الإسلام، حتى أنه يسميه، عيسى، ونحن المسيحيين لا نؤمن بعيسى هذا.

لذا دعني د. ناجح وبكل احترام لك ولما تعتقده، أورد بعض التعليقات على مقالك، الذي تؤمن بما جاء به، حسب عقيدتك، وحسب وجهة نظرك، لكن من حقي أن أرد عليه، وخصوصا أنك استخدمت آيات الكتاب المقدس في غير موضعها، وفسرتها كما يحلو لك، وحسب هواك وبما يواءم معتقدك، وهذا تزييف وتدليس، لننا نحن المنوطين بنفسير آيات الكتاب المقدس وليس حضرتك أو أي كائن آخر من غير المسيحيين، وإلا بذلك سمحت لنا أن نفسر كتابك!!
 
لذا سأورد بعض العبارات من المقال وأرد عليها:
لا يوجد كتاب على وجه الأرض كرّم «المسيح وأمه العذراء البتول مريم» مثل القرآن

الرد:
هذا شأنك أن تظن ذلك، وأيضا، فيما تظن في معنى التكريم، فتكريم القرآن للمسيح، جرده من شخصيته الحقيقية وإلوهيته التي نؤمن نحن بها، وهذا في وجهة نظرنا، ليس تكريمًا، بل انتقاصًا، وحاشا للمسيح أن ينتقص من شأنه أحد أو كتاب، فالمسيح له كل المجد، والعظمة والسلطان والجلال، فهو الألف والياء، البداية والنهاية، الخالق وسيد الكل، هذا هو التكريم والتمجيد، فهل قال قرآنك ذلك؟!
 
هذه الأسرة الكريمة الصالحة احتفى القرآن بها أيما احتفاء، وساق قصة بذلها وكفاحها وعطائها، فقد حورب وطُرد المسيح حتى رفعه الله إليه وأنجاه من كيد الكائدين، ونُشر بالمنشار زكريا، وذُبح السيد الحصور يحيى، واتُهمت مريم العذراء البتول بأبشع الاتهامات التى ردها القرآن فى دفاعه الرائع عنها.

الرد:
ذكر الإنجيل حياة المسيح منذ ولادته، وذكر الإعجاز في الولادة والغرض من هذا الإعجاز، لأنه هو الله الظاهر في الجسد، الذي تجسد ليخلص العالم، وذكر أن مريم حُبل بها بالروح القدس، وبذلك وضح ودافع عنها كيف حبلت، وطوبها فوق جميع نساء العالمين، فلماذا تدعي أن القرآن هو من فعل ذلك؟!
 
كما أن كل مسلم يؤمن بأن المسيح بن مريم من الخمسة أولى العزم من الرسل، وهم صفوة الرسل وهم: إبراهيم ونوح، وعيسى، وموسى، ومحمد.

الرد
كل مسلم يؤمن بالمسيح عيسى بن مريم، وليس بالمسيح المخلص ابن الله الوحيد، الذي ظهر في الجسد، وأنت كمسلم حر في إيمانك، وأنا أيضًا كمسيحي حر في إيماني، ولكن لا تفرض عليّ نوع إيمانك وتصدره لي على إنه الإيمان الذي يجب أن أؤمن به وإلا أكون كافرًا.
 
وقد ذكر القرآن كل معجزات المسيح بالتفصيل، وقصة المائدة وذلك فى سورة المائدة، وقصة الحواريين، بل إن القرآن ذكر قصة النصارى المؤمنين المضطهدين فى قصة «أصحاب الأخدود» ودافع عنهم دفاعاً مجيداً وانحاز إلى الطائفة المؤمنة ضد خصومهم من الملحدين والوثنيين، وخلّد قصتهم على مر الأزمان، ولولا هذا الذكر والتكريم ما عرفت الأجيال المتعاقبة قصتهم ولا اعتبرت بسيرتهم.

الرد
الإنجيل ذكر معجزات المسيح، ويقول الإنجيل أنه لم يذكر كل المعجزات، لأنه لو ذكرها جميعا ما ساع العالم الكتب، لذا أعتقد أن كلمة "كل" التي ذكرتها مبالغ فيها، غير أن قصة المائدة كما جاءت في القرآن، بالنسبة لنا غير حقيقية، وأن المقصود هو نزول المائدة على بطرس القصة الموجودة في سفر أعمال الرسل، بالإضافة أن الكثير من القصص القرآنية لا نؤمن بها كمسيحيين، فنحن نؤمن بما ورد في الكتاب المقدس من قصص فقط.
 
أما رسول الإسلام محمد فقد احتفى بالمسيح «عليهما السلام» أيما احتفاء وفيه من الحب والإكرام ما فيه، فها هو الرسول يحكى عن قصة المعراج قائلاً: «رأيت رجلاً أدم سبط الشعر يهادى بين رجلين وكأن رأسه يقطر ماء فقلت من هذا؟: قالوا: هذا أخوك ابن مريم»، وها هو يدافع عن المسيح دفاعاً حاراً فيقول: «أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم فى الدنيا والآخرة، فليس بينى وبينه نبى».

الرد
هذه قصتكم، ونحترم اعتقادكم بها، ولكننا لا نؤمن بها
 
ويحث أتباعه على الإيمان به كشرط لدخول الجنة «من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة».

الرد:
مرة أخرى ،المسيح ليس عبد الله، نعم هو كلمة الله، أي شخص الله نفسه، فلا فرق بين الله وكلمته، وروحه، فهم شخص واحد، لذا نؤمن أن المسيح هو الله الظاهر في الجسد، وليس عبد الله. هل رأيت، هذا ليس ذاك!!
 
أما المسيح بن مريم فقد بشّر بقدوم النبى أحمد كما قال القرآن «ومُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِى مِن بَعْدِى اسْمُهُ أَحْمَدُ»، وقد لقبته التوراة بعدة ألقاب منها: المعزى، المسيا المنتظر، وأركون العالم، وروح الحق، والبارقليط الذى لا يتكلم من نفسه إنما يتكلم بما يقوله له الرب، وأنه يسوسهم بالحق ويخبرهم بالغيب، ويوبخ العالم على الخطيئة ويخلصهم من يد الشيطان، وتستمر شريعته وسلطانه إلى آخر الدهر، ورغّب الناس فى «المبارك الآتى باسم الله».

الرد:
هنا أقول بملء الفم، أنك متطاول على الكتاب المقدس، فلا يحق لك أن تفسر إنجيلنا وكتابنا، كما يحلو لك، وكما يخدم معتقدك، فكل الايات التي أوردتها ليس لها أية علاقة بنبيك، أنت حر في آيتك التي تقول أن المسيح بشر بنبياسمه أحمد، لكن لا تأتي بآيات من الكتاب المقدس وتدعي أنها تقصد نبيك، بل اقرأ تفاسير الكتاب المقدس واعرف ماذا أو من تقصد آياته، فالمعزي يا د. جهبز، هو الروح القدس، روح الله، ولو رجعت لصفاته، ستجد أنها لا تنظبق بأي حال على محمد، ولا على أي إنسان، لن صفاته إلهية وليس بشرية، وكلمة المسيا، واضحة كالشمس وهي تعني المسيح، أي أنها تقصد المسيح له كل المجد بكل وضوح، وهذا إنما ينم عن جهل مفرط، أو مصطنع، فلا تدلس على قارئيك.

ورغم أن الأناجيل كُتبت بعد عدة قرون من حياة المسيح فإنها احتوت على بشارة المسيح بمحمد عليهما السلام، ففى إنجيل متّى «أنا أعمدكم بالماء للتوبة والمغفرة ولكن هناك شخصاً مقبلاً بعدى وهو أقوى منى وسيعمدكم بالروح والنار».

الرد
مرة أخرى، تعود لتفسر آيات الإنجيل بحسب هواك، لتثبت معتقدك، أولا الأناجيل لم تُكتب بعد المسيح بعدة قرون يا دكتور، فواضح أنك لم تدرس الأمر أصلا،فبشارة متى كُتبت حوالي 60- 66 م، ومرقش من 60- 64م، ولوقا 58- 62 م، ويوحنا نحو 95م، أما عنت الآية التي أوردتها والتي تقول: «أنا أعمدكم بالماء للتوبة والمغفرة ولكن هناك شخصاً مقبلاً بعدى وهو أقوى منى وسيعمدكم بالروح والنار».

فإنك كاذب ومدلس فيها يا دكتور، لأن من قالها ليس المسيح، بل هو يوحنا المعمدان، وقالها مبشرا بالمسيح، في إنجيل لوقا الأصحاح 3 والعدد 16

أَجَابَ يُوحَنَّا الْجَمِيعَ قِائِلاً:«أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ، وَلكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ.

عيب يا دكتور تكون معروف وتكذب وتدلس للي الحقائق والضحك على الناس، عيييب