الأقباط متحدون | خواطر بمناسبة ثورة 25 يناير 2011
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٠٢ | الاربعاء ٢ فبراير ٢٠١١ | ٢٥ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٩١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

خواطر بمناسبة ثورة 25 يناير 2011

الاربعاء ٢ فبراير ٢٠١١ - ٣٤: ٠٦ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: صبري جوهرة
ثورة عارمة اندلعت فى ربوع مصر.  ليست انقلاب رفع قدره عسكر جهلة مغامرين الى مرتبة الثورات. فالثورات احداث عظيمة فى تاريخ الشعوب تمتد آثارها الى خارج منابعها و تسود كافة بقاع المسكونه. ان احداث 25 يناير 2011 هى ثورة حقيقية  ارجو لها ان تجلب لمصر و للعالم  ما جلبته الثورات العظمى, من تقدم لبنى الانسان.
-      - كان من الطبيعى ان يساهم الاقباط فى احداث هذه الثورة بالرغم من "النصائح و التحذيرات", فهى ثورة مصر وهم مصريون اولا. انها ثورة لانها قامت لاسباب لا تخفى على العين, جائت بعد صبر طويل على فقر و كبت و فساد و الاحساس بانحدار البلاد الى هاوية لا  قرار لها, و لا تليق بصانعة الحضارة الاولى, تحملها شعبها لما يقرب من ستة عقود من الزمان.
 
-      - لم تكن مؤامرة قامت بها حفنة صغيرة من صغار ضباط الجيش المغامرين الحانثين بقسم الولاء للملك طمعا فى حكم البلاد تحت مظلة الاخوان المسلمين صناع الشر الاول. لم تكن هناك خيانة بل انفجرت على ملء السمع و البصر و ادهشت العالم, فاستجاب الاقباط لنداء الحرية.
 
-      - كم تمنيت ان استمع الى استجابات حسنى مبارك و هو ينصت الى كلمات الشجب التى جائت  عبر الهاتف  من رئيس الولايات المتحدة. و كم تمنيت ان ارى وجهى الشيخ احمد ابو الغيط وزير مشيخة الا سلام و السيد احمد الطيب و زير خارجية الازهر و هما يستمعان الى اوامر اوباما لمبارك بان "يتلم" و يحاول تصليح اموره ربما للمرة الاخيرة. لا اعتقد ان رئيسهما قد "تعنتر" برفض التدخل الامريكى الخارجى" السافر فى اخص شئون مصر كما فعلا بعد استنكار العالم لمذبحة كنيسة القديسين. بل لعله حمد ربه ان المكالمة جت على كدة و بس و لم يأمره اوباما "بلم خلجاته", كما يقول اهلى فى الصعيد, و الانضمام لعضوية نادى المرحوم عيدى امين و الطريد زين العابدين بن على فى ارض الحجاز. لا شك ان مبارك قد تنفس الصعداء عندما لم يبلغه اوباما  ان مدة صلاحيته قد انتهت كما فعل الرئيس الامريكى السابق كارتر بعميله شاه ايران عام 1979.  بل لعل شعور بالاحباط قد اصاب الكثيرين من ابناء مصر المخلصين الثائرين عندما "رسيت" المكالمة على مجرد التأنيب و التحذير ولم تنتهى بابلاغ مبارك ان عليه ان يرحل كما كانوا يتمنون و يتوقعون من رئيس الولايات المتحدة : تمنى شعب مصران "يتدخل" الخارج ليخلصهم من كابوس جثم على صدره لسنين طوال.
 
-      - من الواضح ان الولايات المتحدة و الجيش المصرى ارادا ابقاء مبارك فى الحكم. بل ربما كان الجيش مجرد منفذ لارادة الولايات المتحدة فى هذا الشأن. ليس لانه غير مخترق باخواننا البعدا الطامعين فى سرقة الحكم, فقد تشعبوا فى كل انسجة الجسد المصرى كالسرطان, بل لان امريكا تستطيع ان تجعل من اسلحتهم مجرد قطع من الصفيح "الكهنة" ان ارادت. و لا يرجع الامر ايضا الى وقف المعونات المالية السنوية المقدمة من العم سام, فلا شك ان "ابن سعود" قادر على الانفاق على جيش صديقه بسخاء, انما الامر يرجع الى الاعتماد التام على الولايات المتحدة فى الحصول على اسلحه تستطيع الوقوف الى حد ما امام التسليح الاسرائيلى المتفوق و الذى اقسمت امريكا بالا يضاهيه تسليح كافة جيوش العرب مجتمعة.
 
-       - تهجم بعضهم على المتحف المصرى لا شك لاحتوائه على "اصنام و اوثان" كما سكب بتوع عبد الوهاب فى جماجمهم الفارغة . ليتهم يعون ان هذا المكان هو قدس اقداس مصر الذى يسبر جوعهم  و يستر عورتهم و هو آخر ما تبقى لمصر (و ليس لهم) من ارتباط بالحضارة. و بالطبع يمكن "التخمين" عن هوية هؤلاء البؤساء من رواد الصحارى.
 
- تحدث حسنى مبارك عن "الاستماع" للشعب فى خطابه الاستجدائى المذاع فى منتصف الليل.  من المشجع ان يكون فى استطاعة الطب الحديث (او هى ثورة المصريين؟) اعادة السمع لمن بدى انه فقده تماما و بلا رجعة لما يقرب من ثلث قرن من الزمان. اكد الرئيس المفدى بان المرحلة القادمة ستكون مرحلة "حوار". كتر خيرك يا ريس بس عمر ما الحوار مع الطرش ما جاب نتيجة. سبحان الله محول ملك الطناش الى مستمع محاور!
-      - ليس فى استطاعة مصر ان تتحمل نتائج فشل ثورة يناير 2011. ان ما مكنها من احتمال كوارث مغامرة العسكر المشئومه هو امتلاكها المسبق "لأحتياطى" خصب اكتنزته خلال حكم الاسرة العلوية, بعثره هؤلاء المغامرون الفاسدون الى آخر قطرة عبر ما يقرب من الستين عاما من الفساد و الانحلال.  اما الان و قد نضب هذا الاحتياطى تماما فلن تتحمل البلاد عواقب فشل جديد. مثل مصر فى ذلك مثل مريض مصاب بهبوط فى القلب و لكنه ما زال "يتعكز" على هامش الحياة, اما اذا ابتلى بضرر جديد يمس القلب, فعندئذ يصبح الهبوط نهائيا ومحتما.
لنعمل جميعا على نجاح هذه الثورة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :