الأقباط متحدون - تعاطفاً مع أبو تريكة
  • ١٢:٤٧
  • السبت , ٢١ يناير ٢٠١٧
English version

تعاطفاً مع أبو تريكة

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

السبت ٢١ يناير ٢٠١٧

محمد أبو تريكة
محمد أبو تريكة

د. مينا ملاك عازر
أكتب هذه الكلمات، وأنا بكامل قوايّ العقلية، وأثق في نزاهة قضائنا الشامخ حينيحكم بمصرية جزيرتي تيران وصنافير وحين يحكم بإدراج اسم أبو تريكة في قائمة الإرهابيين، أكتب هذه الكلمات وأنا مدرك جيداً أن أبو تريكة هو الذي أسعد الكثير من المصريين بأهدافه التي أحرزت بطولات، كما أنني أيضاً مدرك أن الإدراك الأخير قد لا يصب في مصلحة اللاعب، إذ أن أهدافه أيضاً أحزنت كثرين من المصريين خصوم النادي الذي لعب له الأهلي، فهي إذن ليست مبرر لتلك الضجة اللهم إلا إذا أخذنا أهدافه في المنتخب بمعزل عن باقي أهدافه، وحينها نجد أنفسنا منقادين لتساؤل هام، وهل كان أبو تريكة حين
أحرز أهداف بالمنتخب يلعب بمفرده؟ وهل لم يأخذ حقه في وقتها من تكريم وتمجيد؟

على أي حال أبو تريكة لاعب تعاطف معغزة في 2008 في بطولة كأس الأمم الأفريقية، وكاد يكلف مصر الكثير يومها، وأبو تريكة الذي تعاطف مع غزة على حساب بلده لم يتعاطف مع جنود بلده الشهداء علىايدي السلطات بغزة في  نفس العام، أبو تريكة لم يتعاطف مع أرض وطنه التي استباحت حدودها على أيدي السلطات بغزة،أبو تريكة لم يتعاطف مع قرية مصرية واحدة من القرى الفقيرة، أبو تريكة لم يتعاطف مع الروح الرياضية وهو يمثل لأخذ ضربات جزاء غير مستحقة، ولم يتعاطف مع الروح الرياضية والأخلاق العامة ولعب واللاعبون المصابون في فرق الخصوم ملقون على الأرض، ولعب وأحرز أهداف حسمت بطولات لناديه.

تعاطفاً مع أبو تريكة أقر بضرورة وضع اللاعب في حجمه الطبيعي، فهو إنسان أخطأ وأصاب، وكونه أسعد المصريين يوماً ما وأهملهم أيام أخرى، وتعاطف معأعداء بلاده طويلاً، لا يعفيه أبداً من المسائلة القانونية والخضوع للقانون المصري الذي يجب أن يخضع له الجميع بما فيهم النجوم والكبار، ولا يجب أن يكون أمامه كبير أو صغير.

أبو تريكة صاحب المواقف العاطفية كعدم لعبه مباراة السوبر المصري تعاطفاً مع شهداء الأولتراسالأهلاوية متخذاً موقفاً جماهيرياً على حساب ناديه،كانت كل مواقفه هكذا باحثة عن الشعبية، فمن تعاطفه مع غزة حتى تعاطفه معأولتراس الأهلي على حساب فريقه، وما بينهما وما بعدهما لم يدفعه هذا الحث الشعبي والرغبة الجامحة لجمع الجمهور حوله أن يتعاطف مع فقراء وطنه ويدعمهم ويتبرع لهم، هذه ليست دعوة لأن يتبرع لصندوق تحيا مصر كما دعا بعض الإعلاميين لكي يتأكدوا بأنه ليس إرهابي،فأمثاله قادرين على أن يتلونوا ويمارسوا مبدأ التقية والمال آخر ما يفكرون فيه، فكما يأتيهم بالساهل يذهبونه بالساهل، ومحاسبتنا لأبو تريكة على مواقفه وقت حدوث الحدث وليس سؤاله عنه اليوم، فموقفه هو النابع من قلبهورأيه اليوم نابع من عقله، ومن منا يملي
عليه رأيه؟

المختصر المفيد الوطن فوق الجميع.