حوار: نادر شكري – خاص الأقباط متحدون
شخص يتميز بالطيبة والتلقائية، صاحب قلب يمتلئ بالحب والإيمان بالله، ذو وجه بشوش وهي صفة أهل منزله، استقبلنا بحفاوة بمنزله بالزيتون بالدور الأول وفتح قلبه ليتحدث معنا عن اليوم الذي لن تمحوه الأيام والذي كاد أن يكون نهايته وابنه لولا عناية الله في حمايتهما الذى منع الموت عنهما بفارق دقيقيتن هم الخط الفاصل بين الحياة والموت..
إنه بطرس ميشيل بطرس صاحب السيارة الرمادية فيات 125 التي انفجرت أمام كنيسة الزيتون، والذي تحدث لنا حول هذه التجربة والحادث المأساوي..
يروي بطرس ميشيل والذي يعمل محاميًا قصته قائلاً "أنا وصلت الساعة 7 أمام كنيسة العذراء ووجدت مكان فارغ أمام باب الكنيسة وهذا هو المكان الوحيد الذي لم اجد غيره لوضع السيارة، وكان معى ابني كيرلس الذي ذهب إلى قاعة الدروس للحصول على درس خصوصي، وذهبت أنا لاجتماع القمص فليمون في اجتماعه الذي يعقدة كل أحد ويصل عدد حضوره إلى 1000 مصلي، وفي هذا اليوم تأخر الإجتماع عن موعده المعتاد الذي من المفترض أن ينتهي في الثامنة والنصف وكان تأخيره ربع ساعة، وعندما كنا نقوم بختام الصلاة الربانية للاستعداد لمغادرة الكنيسة سمعنا صوت انفجار مدوي سبّب حالة هلع للمصلين داخل الكنيسة وتدخل الكاهن ليمنع خروج المصلين خوفًا عليهم.
· أنا كنت على باب الكنيسة وكان معي كيرلس فقلت له "تعال نشوف العربية وننقلها بعيد" وعندما خرجنا وجدنا سيارتي وكان القمص بطرس جيد، فأخذني أبونا وقال تعال، وهنا وصلت سيارات المطافئ وجاءت قوات الأمن وقامت بإغلاق شارع طومان باي من شارع العزيز بالله إلى شارع سنّان، وجاء مأمور القسم وطلب الرخصة والبطاقة الشخصية.
· لم يكن هناك أي أعطال بالسيارة وما قيل عن الماس الكهربائي غير صحيح لأن البطارية سليمة ولم يحدث بها أي حروق، وما حدث هو تدمير الجزء الأمامى من السيارة "الكبّوت" نتيجة وضع عبوة ناسفة أسفل السيارة.
· عندما انفجرت السيارة أدّى إلى ارتطمها بسيارة حمراء كانت تقف أمامي مما أدّى لثقب في تنك البنزين للسيارة الحمراء، وعندما جاءت "الكلاب البولسية" لم تستطع الإستدلال على القنبلة الثانية لأن رائحة البنزين منعت الكلاب من كشف المتفجرات الأخرى.
· عندما كنّا في قسم الشرطة لمواصلة التحقيق في تمام الساعه الثانية عشر ونصف جاء خبر انفجار السيارة الحمراء حيث تم اكتشاف قنبلة أسفلها ولم يستطع الأمن إبطال مفعولها، فقام بتفجيرها عن طريق طلقة مياة حيث كانت العبوة عبارة عن تليفون محمول يخرج منه سلكين متصلين بعلبة رولمان بلي وعلبة أخرى بها بارود حسب ما تم إثباته في محضر النيابة.
· استمر التحقيق معنا حتى الرابعة فجراً ثم تم مواصلة التحقيق معنا بالنيابة في اليوم الثاني ومعى عماد يني صاحب السيارة الحمراء وتم تدوين ما حدث، وعقب عودتي قام أهالي المنطقة الإتصال بي والاطمئنان عليّ.
· السيده العذراء صنعت معجزة معي وابني لأن لو دقيقة واحدة كانت السيارة انفجرت ونحن بها، وللعذراء مريم معجزات كثيرة وهي تقوم بحماية هذا المكان ويكفي أن انفجار السيارتين لم يؤدي إلى إصابة أي شخص رغم ازدحام هذا اليوم بالإجتماعات والأفراح.
انتهى لقاءنا مع بطرس ميشيل هذا الرجل البسيط الذي وجد الحماية الإلهية ولم تصل له أي معلومات بشأن تعويضه عن سيارته التي قام بشرائها في عام 2007، ويتبقى السؤال.. مَن الجاني؟ ومَن وراء هذه التفجيرات والهدف منها؟