الأقباط متحدون | غضب السماء
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٥٢ | الخميس ٣ فبراير ٢٠١١ | ٢٦ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٩٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

غضب السماء

الخميس ٣ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: صفوت روبيل بسطا
ما هذا الذي يحدث في "مصر"؟
ما هذا الذي تشاهده أعيننا وتسمعه أذاننا؟
ما هذا؟ أنا حتي الآن لا أصدق أن الذي أراه هو في بلدي "مصر". إنني أحس بكل المشاعر الإنسانية تختلط بداخلي الآن.. أولها- خوفًا على "مصر" بلدنا الغالي، وعلى كل المصريين، ومن الخراب والدمار في كل مكان. إن "مصر" لا تستحق كل هذا العناد؛ لأنه في النهاية كلنا الخاسرين.
وحزنًا علي الضحايا الذين يقولون بالمئات والمصابين بالآلاف من أبناء وبنات "مصر"، والخسائر الهائلة في كل مكان.
وغضبًا ممن استغلوا ظروف البلد، وجالوا سرقة ونهبًا وإجرامًا.  
وخزيًا أمام العالم أجمع عن الحال التي آلت إليه بلدنا الغالية "مصر".
وفرحًا على الأسلوب الحضاري للشباب المصري، والمواقف البطولية للشعب وهو يحمي الممتلكات العامة والمتحف المصري وغيره.  
وفخرًا بمصريتنا وإرادة المصريين عندما رأوا الأيدي الخبيثة تمتد إلي أمن "مصر" والمصريين، نسوا كل شيئ وأصبحوا دروعًا بشرية تحمي "مصر" وأهل "مصر".
وتقديرًا لقواتنا المسلحة الباسلة التي انتشرت في كل مكان تحاول إنقاذ البلد والشعب من المجرمين، وكانت مصدرًا للحماية والأمان المفقودين.

في وسط كل هذه المشاعر المتضاربة في كل نفوسنا، جال في فكري ربط ما يحدث الآن في "مصر" وما حدث للمسيحيين في الأيام السابقة قبل يوم 25 يناير (بدء مظاهرات الغضب)، وخاصة حادث كنيسة القديسين الذي لم يمرعليه إلا (25) يومًا فقط، والذي أدمي قلوبنا وقلوب كل مصري أصيل. ثم بعده حادث "سمالوط" الخطير. وبدأت نغمة الاضطراب النفسي المعروفة والتبريرات إياها، ده غير الحوادث الكثيرة السابقة التي حدثت للأقباط في "مصر".

جلست أفكر وأنا حزين علي الخراب الذي يحدث في "مصر" من جراء كل هذه الأحداث المتلاحقة، وأخذت أبحث عن الأسباب التي قادتنا إلي هذا المنعطف الخطير جدًا، فلم أجد غير أنها.. قد تكون.. غضب من السماء.. وحل علي أرض "مصر".

نعم هو غضب السماء علي الظلم الفادح الذي يحدث للأقباط علي مدار العقود الثلاثة الماضية، والتي فيها لم يأخذ القبطي أدنى حقوقه كمواطن مصري له الحق في بلده، وله حق العيش المشترك مع أخيه في الوطن.  

نعم هو غضب من السماء عندما يُقتل (21) قبطيًا في "الكشح" ولم يُعاقب أي أحد على تلك الجريمة الشنعاء، سواء من المجرمين أو من المسئولين.

نعم هو غضب من السماء عندما يقُتل ستة من الشباب ليلة عيد الميلاد، ويتأخر العدل سنة كاملة، ولم يُحاسب المحرضون والمدبرون لتلك الجريمة الشنعاء، بل بالعكس تم مكافئة المحرض، واختياره مرة أخري كنائب عن نفس الدائرة.

نعم إنه غضب من السماء عندما يُقتل (24) شهيدًا ليلة رأس السنة بعملية إرهابية خسيسة استهدفت أقباط أبرياء لا ذنب لهم، وتتطاير أشلائهم ودمائهم في كل مكان في مشاهد لا يصدقها عقل بشري. فإذا بالسماء وفي نفس الشهر تعلن عن غضبها، وتنتشر نيران الغضب في كل مكان علي أرض "مصر"؛ لأنها لم تستطع أن تحمي هؤلاء الأبرياء، وعاش بعدها الجميع في هلع وخوف. 

نعم إنه غضب من السماء عندما تُوجَّه الشتائم والسباب وتُداس علي صورة رجل الله المقدسة  بالأحذية من غير رادع ولا مانع من المسئولين ولا الأمن، ولا من "مصر" التي أحبها وحببنا فيها عندما قال "إنها وطن يعيش فينا".

الله يشاهد ويسمع ويسجل.. نعم الله موجود ولن يترك أبنائه، ولن يترك "مصر" للخراب. ويد الله تعمل وسوف تعمل بقوة في "مصر" التي باركها السيد المسيح له كل المجد بحضوره إليها والعائلة المقدسة، وتباركت أيضًا بقدوم الأنبياء.

هل ينسي أحد غضب السماء سنة 1981، وبعد شهر واحد من اعتقالات سبتمبر الشهيرة، وتحديد إقامة رجل الله (قداسة البابا) في الدير، ولم يمر شهر واحد حتي أعلنت السماء عن غضبها، ويُقتل السادات وسط قواته وجيشه؟؟

هل ينسي أحد أيضًا غضب السماء في "سوهاج" بعد أحداث "الكشح" بشهر واحد فقط أيضًا، وكرات النار المتدفقة علي المنازل من السماء في مشهد حار فيه الأمن والعلماء؟؟! نعم إنه غضب من السماء..

أعلم أنه ليس الوقت الآن للحديث عن مشاكل المسيحيين فقط في "مصر"؛ لأننا جميعنا الآن في مركب واحدة مسلمين ومسيحيين، والظلم وضياع العدل طال الكل. ويجب علينا كلنا أن نكون يدًا واحدة لإنقاذ "مصر" بأسرع وقت ممكن من هذا الدمار.

ولكن هذه كانت خواطر جالت بفكري وأنا أشاهد مثل الجميع ما يحدث في "مصر"، وأبدًا لم ولن يكون تشفِّيًا أو شماتة؛ لأنه يعلم الله وحده أن قلبي ينزف ألمًا وحزنًا على "مصر" بلدي، وأحس أنه كابوس مزعج نعيشه هذه الأيام، وأطلب من الله أن يزيل هذا الكابوس وتعود "مصر" بلدنا بلد الأمن والأمان للجميع.   

ولأن الله عادل ولا يحب الظلم، فلن ينجو أحد من عدل الله وحكم الله. 
الرب في السماء كرسيه,عيناه تنظران, أجفانه تمتحن بني أدم. الرب يمتحن الصديق, أما الشرير ومحب الظلم فتبغضه نفسه. يُمطر على الأشرار فخاخًا نارًا وكبريتًا وريح السموم تصيب كأسهم. لأن الرب عادل ويحب العدل "( مز11: 4-7).
يارب احمي مصر- يارب احمي مصر- يارب احمي مصر.
واحذروا.. غضب السماء..              




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :