الأقباط متحدون - ترامب يحرر أمريكا
  • ١٢:٥٤
  • الاثنين , ٢٣ يناير ٢٠١٧
English version

ترامب يحرر أمريكا

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٣ يناير ٢٠١٧

دونالد ترامب
دونالد ترامب

د. مينا ملاك عازر
انتقلت الولايات المتحدة من حالة نعم نستطيع، وها نحن استطعنا، إلى حالة الرغبة الحميمة لتعود أمريكا دولة عظمي، وتصبح أولاً، هذا ما جرى ديمقراطياً في انتخاب حر في الولايات المتحدة الأمريكية.

وكرد فعل عالمي لتنصيب ترامب، ثارت الكثير من الفئات من شعوب الأرض وقامت بمظاهرات انتشرت في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها، عمت التظاهرات أرجاء العالم إلا الوطن العربي، رغم أنه من المفترض أن كثير من بلدانه محط هجوم ترامب وابتزازه، لكن الوطن العربي الذي يجرم حكامه التظاهر وحرية التعبير عن الرأي، ويرى شعوبه إنه وإن كانوا لا يستطيعوا اختيار زعماءهم، فهل يصير لهم رأي في اختيار زعماء بلاد أخرى؟ قرروا البقاء في  البيوت ليصمتوا ويدعون على من قهروهم.

يندد فناني أمريكا ومشاهيرها بوصول ترامب للبيت الأبيض،ترامب الذي يرى في وصوله لهذا المنصب كما لو كان تحريراً لأمريكا، ولا يرى في قانون أوباما للتأمين الصحي عملاً جيداً، ويفضل توفير فرص عمل ليجعل الشعب الأمريكي قادر على علاج نفسه دون الاستناد للدولة، ويرى ضرورة عودة قرابة خمسة تريليون دولار استثمارات أمريكية بالمكسيك وكندا لبلاده، حتى ينتفع بها الشعب الأمريكي الذي خفض أوباما نسبة البطالة به من عشرة بالمئة لأربعة بالمئة،ترامب الذي يدعو لكل هذا لا يرى فيما فعله أوباما لمصلحة الشعب الأمريكي خيراً أبداً. ومن ثمة،فترامب مناط به عمل شاق لأن يصعد بدولته العظمى من مصاف الدول العظمى لمصاف الدول الأعظم، يدعو انصاره للعمل، ويدعو الأمريكيين لأن يفعلوا كل وسعهم لينفذوا أحلامه، يبدأ من الآن في تنفيذ وعوده للأمريكيين ما يعني جدية وثقة ورغبة حقيقية، نشاطات ترامب لم تعد داخلية فحسب، ولكنها اتخذت الشكل الخارجي إذ أن تأثيرها في مسألة كمسألة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس لأمر يعود بالخطر على منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وهذا هو الخطر الداهم على المنطقة وحكامها وعلاقاتهم بالولايات المتحدة وإدارتها الجديدة التي لا يعنيها مسألة الحريات لكن يعنيها مسألة أمريكا.

ترامب يتجه ببلاده نحو التعاون مع الصين وروسيا، في حين أنه يطمح في السمو ببلاده ليس على حساب بلادهم، ولكن بالتعاون معهم، صحيح هناك اختلاف في المصالح في كثير من النقاط لكن ترامب يبدو أنه لديه الحل لكل تلك لمشكلات من خلال علاقات متميزة مع منافسيه الصين وروسيا، فهل يفعلها ترامب أم يصطدم بهم بسبب كوريا الشمالية وإيران؟ هذا ما سنعرفه من خلال الأيام القادمة لنعرف إلى أين سيتجه العالم؟
المختصر المفيد أوباما مع السلامة، ومنك لله.