هل يلتقي الرئيس المثقفين في معرض الكتاب؟
مقالات مختارة | حمدي رزق
الاثنين ٢٣ يناير ٢٠١٧
يظل معرض الكتاب الظاهرة الثقافية الأبرز في حياة الثقافة المصرية، فيها يتحلق المثقفون حول إبداعاتهم، ويلتقى الفرقاء مع أقرانهم، هو عيد الثقافة المصرية، وأعتقد بحق أن حضور الرئيس عيد الثقافة المصرية يُضفى على العيد ألقاً افتقده آنفاً عندما استُهدفت الثقافة المصرية من طيور الظلام.
حضور الرئيس مهم وضرورى لإعطاء قبلة الحياة لهذا المحفل الثقافى العريق، وتذليل كل العقبات أمام الماكينة الثقافية المصرية، التي تتعثر في عوائق بيروقراطية بالية، وتحسبات واحترازات وعوائق نشر تكاد تقتل الإبداع، في بلد يغص بالمبدعين، في المحروسة يفيض الإبداع على الضفاف، فقط مَن ينظم الإبداع في عقد فريد.
إعادة الاعتبار لعيد الثقافة المصرية، وتكريم المبدعين المتألقين إبداعاً، ولقاء خلاصة العقول المصرية، والحوار المفتوح على هموم الأمة المصرية، استكمالا للقاءات المثقفين في القصر الجمهورى، يسمع منهم لا يسمع عنهم، حوار مباشر يجيده الرئيس تماماً، والمثقفون المصريون أساتذة الحوار الراقى.
هموم المجتمع الثقافى حتما ولابد أن تُعرض على الرئيس، ووزير الثقافة، الصديق حلمى النمنم، يحيط بهذه الهموم، ويعلم أكثر كثيراً مما نعلم، ومثل هذا اللقاء يعينه على أداء مهمته الوزارية، وإذا أحسن الوزير للثقافة المصرية، فليدعُ للقاء الرئيس طائفة من المثقفين المعتبرين، لا يستثنى مثقفاً معارضاً أو ناقداً، ويعطى الرئيس فرصة للقاء المختلفين، ويسمع منهم ويتحدث إليهم، وكما كان مؤتمر الشباب إيجابياً، فيقينى سيكون هذا اللقاء إيجابياً.
افتتاح معرض الكتاب لا يقل أهمية عن افتتاح مصنع أو محور أو طريق في الصحراء، صور الرئيس لابد أن تتنوع في الذاكرة المصرية، صور الرئيس في المحافل الثقافية والفنية عزيزة، والقصد هنا ليس الصورة الرئاسية أو تحسين صورة الرئيس، الصورة تعنى الهم الثقافى في عقل الرئيس، تترجم الاهتمام الرئاسى، تعنى وجود المثقفين جنب الرئيس.
المثقفون يحملون هموم وطن، ويستشرفون مستقبلاً، ويحيطون بحاضر، ويستلهمون ماضياً، المثقفون زاد وزوَّاد الدولة المصرية في ترقيها، وما ارتقت دولة غاب عنها مثقفوها، حضور المثقفين في الحالة المصرية الراهنة يُشيع أملاً، يُلون الصورة إبداعاً، يُضفى على الدولة المصرية خيالاً.
مطلبنا من الرئيس بالحضور ليس تجميلاً للصورة، الحضور مهم، الصورة تبقى حلوة، إن سمع الرئيس من المثقفين كسب كثيراً، يقيناً ستتغير قناعات وأفكار وتتبدل وتتلون الصورة، استصحاب الرئيس لأفكار المثقفين سيحمل الخير كل الخير لمصر.
آن الأوان أن نقطع الطريق على مَن يباعد بين الرئيس والمثقفين، مَن يحفر نفقاً عميقاً بين قصر الرئاسة وقصور الثقافة، مَن يلح إلحاحاً على القطيعة، نعم هناك مثقفون رافضون، ولكن بالكلمة، بالفكرة، نعم هناك ناقدون ولكنهم ناقدون يعتبرون للدولة المصرية، ويحملون همومها، ويتمنون رفعتها وألقها ولهم ملاحظات جد جديرة بالاهتمام على المسار الراهن، يريدونها أكثر إشراقاً.
وهناك موالون معتبرون ولهم ملاحظات، فليسمع الرئيس الجميع، ويُفسح للمُعارض مكاناً، وطالما العنوان المرفوع «كلنا فداء للوطن»، فكلٌّ يفكر بطريقته، ولولا اختلاف الآراء، وفى اختلافهم رحمة، وليجتمعوا مع الرئيس بقلوب صافية وعقول مفتوحة ويسمعوا منه كما يسمع لهم.
ولتخرج عنهم جميعاً «وثيقة مصر الثقافية» التي تعيد لمصر دورها الثقافى وقوتها الناعمة، وكما يقف الرئيس مشكوراً على قوة مصر العسكرية يدعمها بكل ما أنتجته الترسانة العسكرية العالمية، فليقف داعماً للقوة الثقافية ويدعمها بكل العتاد الثقافى اللازم لانطلاقها وتألقها بعد سنوات عجاف.
نقلا عن المصري اليوم