الأقباط متحدون - ثمار ثورة يناير
  • ١٢:٤٣
  • الاربعاء , ٢٥ يناير ٢٠١٧
English version

ثمار ثورة يناير

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢٥ يناير ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
اليوم بالتحديد، تحل ذكرى ثورة يناير التي أسقطت أضعف جزء في النظام وقتها، وهو رأسه الرئيس السابق مبارك، حيث ضحى به النظام ليبقى هو يعيش ويتعايش ويعيث في الأرض فساداً.

تكون ميدان التحرير من مجموعات من الشباب البريء الصادق في رغبته للتحرير، وهؤلاء كان معظمهم بلا خبرة سياسية فانهاروا سريعاً حال انخراطهم في العمل السياسي، وشباب بريء ذو خبرة سياسية لم يجد من يسمعهم فانسحبوا وتواروا، وشباب ممول وله مطامع فتصادم مع الإخوان اصحاب الخبرات والمدعومين من الولايات المتحدة وأصحاب القدرة على حشد الشعب فكسبوا المعركة في الميدان، وتصادموا مع المؤسسة العسكرية ونظام مبارك، فتخرقت مركبهم وغرقوا في طوفان شعبي هادر طالب بإزاحتهم، فنفذ الجيش خوفاً على البلد وتلبية لنداء شعبي حتمي التنفيذ.

نعود لثورة يناير، جمع الميدان بين جنباته الخبراء السياسيين الوطنيين الذين فشلوا في أن يجعلوا لأنفسهم تأثير على الشعب وتكون لهم كارزما، بسبب حملات إعلامية ذكية قادرة على النيل منهم وتشويههم، وبسبب أخطاء اقترفوها وجرائم ارتكبوها في حق أنفسهم وحق الوطن باتخاذ قرارات خاطئة أو صحيحة لكنها في غير وقتها، كما شمل الميدان أُناس غاية في الوطنية والذكاء، اختاروا ألا يتصدروا المشهد حين رأوا تصادمه، واختاروا التأثير في وجدان الشعب فخذلهم حين صدق أشباه الإعلامين ولم يصدق هؤلاء الأذكياء والوطنيين إلا أعداد محدودة لا يمكنني وصفهم بالقلة ولا الكثرة لكنهم في رأيي النخبة المثقفة التي ستبقى تعاني غالباً من انعزالها عن البسطاء الذين يغيبهم الإعلام المتمحك بالدولة، أياً كان ثيابها جلباب قصير وذقن أم ثياب ادعاء الوطنية أو حتى وطني حقيقي.

كما ضم الميدان بين جنباته الإخوان الذين عاثوافي الأرض فساداً، وفي الوطن إرهاباً، ما أن فشل مشروعهم، الإخوان أنفسهم تم التغرير بهم، وقتلهم غرورهم، وهول صدمتهم بقدرتهم على حشد الشارع حتى أنهم طمعوا فيما لم يكن واجب أن يحلموا به، فاصطدموا بقوى إقليمية وداخلية أقوى وأعتى منهم، بل اصطدموا بالشعب المصري نفسه حين ظنوا أنهم فوقه، فزال تأثيرهم على بعض فئاته الخارجة عن الجماعة والتي كانت تصدقهم، فانعدم تأثيرهم وانكشف ضعفهم وهزالهم فصاروا فريسة سهلة للكل.

وكان في الميدان أيضاً، فئات مهمشة زاد تهميشها، نادت بالعدالة الاجتماعية فلم تنل منها إلا المزيد من الذلة والهوان، وقسوة الأنظمة اقتصادياً عليها، ولم يعد أمامها للأسف سوى التحمل لأنها الأكثر وطنية في هذا الوطن للأسف، والأسف هنا على أن الأكثر وطنية هو الأكثر معاناة.
المختصر المفيد كل عام وأنتم ثائرين بحق.