الأقباط متحدون - يا سيد الشعر ليس بينك وبينه حجاب
  • ٢١:١٦
  • الجمعة , ٢٧ يناير ٢٠١٧
English version

يا سيد الشعر ليس بينك وبينه حجاب

مقالات مختارة | خالد منتصر

٢٠: ١١ ص +02:00 EET

الجمعة ٢٧ يناير ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

حتوحشنا قوى يا سيد يا حجاب، يا سيد الشعر، ياللى ماكانش بينك وبين الشعر حجاب. جيلى أكثر الباكين على سيد حجاب، أكثر من أصابهم الجرح وغرقت مآقيهم فى ملح الدمع الساخن، كل خطوة خطوناها فى هذه الدنيا كان يظللنا شعر حجاب من هجير الدنيا، كل رمضان كانت تطبطب على أرواحنا كلماته فى تتر مسلسل بصوت الحجار أو الحلو أو عمار أو حنان أو أنغام... إلخ، كان أحياناً يترك بصمة شجن أو بسمة فرح ولكنه دوماً معنا، نتساءل معه مرة: منين بييجى الشجن، ومرة أخرى نتساءل: وماذا بعد لما تتلاقى الوشوش مرتين؟؟ كان يودعنا ويصافحنا ويراوغنا مراوغة الفن فلا نعرف هل سحبة القوس فى أوتار الكمان تذبحنا شجناً أم تسعدنا بهجة؟! بالصدفة أشاهد الآن مسلسل الشهد والدموع لأسامة أنور عكاشة على «ماسبيرو زمان» الذى ترجمه غناء، وبكل صدق، سيد حجاب: «تحت نفس الشمس وفوق نفس التراب كلنا بنجرى ورا نفس السراب، كلنا من أم واحدة وأب واحد بس حاسين باغتراب»!! قبلها كنت أسمع نعى حجاب فى برنامج عمرو أديب، غلالة من الدمع ترقرقت فى العين، ومسحة من الشجن سكنت شغاف القلب حين استمعت إلى المقدمة العبقرية لمسلسل «بوابة الحلوانى» بصوت على الحجار وألحان بليغ، حين حاولت غناءها مع الحجار وجدت شرخاً فى الحنجرة وبحة فى الصوت وكأن اللحن يعاندنى، والسؤال يتحدانى، هل أصابنى الخرس لأن مصر لم تعد بوابة الحلوانى أم لأننا لم نعد نستحق أن نقف على هذه البوابة؟! خواطر كثيرة مرت أمامى كشريط سينمائى غير مرتب، ناقص المونتاج مشوش الصورة، ولكن هذه الخواطر كانت فى النهاية ترسم نقوش بوابة الحلوانى التى «وحشتنا».

عندما امتلكنى شجن بوابة الحلوانى غسلت كل أدرانى فى نهر بليغ الصافى العذب وفى نبع سيد حجاب الرقراق، وقررت أن أدعوكم معى للتغلب على خرس الغناء بداخلنا والدندنة مع على الحجار بكلمات المبدع الراحل سيد حجاب.. «اللى بنى مصر كان فى الأصل حلوانى، وعلشان كده مصر يا ولاد حلوة الحلوات، وادى وبوادى وبحور وجسور وموانى، توحيد وفكر وصلاة تراتيل غنا وابتهالات.. باحلم ياصاحبى وانا لسه باحبى أنا بدنيا تانية ومصر جنة يا صاحبى، وآجى أحقق الحلم ألاقى موج عالى طاح بى، ونعود سوا نطوى الأنين بالحنين، اللى بنى مصر اسمه على بوابتها لا زال ولا زايل، ساعة الهوايل يقوم قايل يا بلداه، وييجى شايل هيلا هوب شايل حمولها ويعدل المايل». تعالوا نطوى الأنين بالحنين لغاية ما ييجى اللى يعدل المايل!
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع