الأقباط متحدون - قضية دعاء رشاد
  • ١٣:٥٤
  • السبت , ٢٨ يناير ٢٠١٧
English version

قضية دعاء رشاد

مقالات مختارة | حمدي رزق

٢٦: ٠٧ ص +02:00 EET

السبت ٢٨ يناير ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

وبسؤالها عن مدى إحساسها بزوجها، وهل هو على قيد الحياة أم لا، ترد السيدة دعاء رشاد، زوجة الرائد المختفى فى سيناء محمد الجوهرى بكل ثقة واطمئنان: «أكيد.. ولو اتخلصوا منهم منشروش فيديو ليهم ليه زى ما بيتباهوا بقتل رجال الشرطة.. ليه؟». (من صحيفة الفجر).

تكريم الرئيس لاسم ضابطين من زملاء الرائد الجوهرى فى احتفالية عيد الشرطة، باعتبارهما شهيدين، يقلّب المواجع على قلب هذه السيدة الصابرة القوية التى تبحث عن زوجها، وستظل تبحث عنه حتى يأتيها الخبر اليقين.

دعاء رشاد بصلابة ترفض الاعتراف باستشهاد زوجها، وترفض أى تكريمات أو أوسمة أو أنواط، فقط تريد معلومات، تريد ما يبلّ ريقها الجاف، قلبها يحدثها أن زوجها حى يُرزق، وأنه مخطوف لدى حماس!

الزوجة تُحسْبِن على كل من ظلمها، وتواطأ على إخفاء زوجها إخوانياً، ولن يهدأ لها بال حتى تعرف مصيره وزملائه الذين خُطِفوا فى ليلة سوداء على أيدى عصابات الإرهاب فى سيناء، الزوجة تتهم صراحة وبلا مواربة حماس، والحركة الإخوانية تتنكر، وتنكر، وتتفنن فى الكذب ولا تجيب عن سؤال: أين اختفى هؤلاء؟

اللافت التعتيم الإعلامى التام على هذه القضية، والإلحاح السياسى على إغلاق هذا الملف بالكلية، ولولا إصرار السيدة دعاء لغلقت القضية على ما فيها، القضية على خط التماس بين القاهرة وحماس، والخط الساخن سياسياً وأمنياً الآن يؤذن بالسؤال والجواب.

عندما تستقبل القاهرة إسماعيل هنية وموسى أبومرزوق لزاماً على المؤتمنين السؤال وطلب الجواب، لا يمكن هضم الاستقبال الدافئ وفى رقبتهم مصير المختفين، ولا يحول اعتبارهم شهداء رسمياً البحث عن مصيرهم، لأن الشواهد والشهادات كلها تقود إلى حماس.

فى رقبتنا مصرياً ووطنياً مصير هؤلاء، ولابد أن تجتهد القاهرة مجدداً وتكثف الجهود لبحث مصير المصريين الأربعة (ثلاثة ضباط وأمين شرطة) الذين اختفوا قبل عامين فى سيناء، مخلفين سيارة ملطخة بالدماء، وظهروا أحياء فى غزة بشهادة المهندس «محمد أبوالروب»، مسؤول الاتصال السياسى لـ«تمرد غزة».

نصاً يقول أبوالروب: «كل ما يمكن قوله (عن الضباط الثلاثة وأمين الشرطة) أنه حتى شهر نوفمبر الماضى (2013) كانوا على قيد الحياة، وشاهدهم أحد شهود العيان (الذى أحتفظ باسمه طبعاً حفاظاً على حياته)، حيث رآهم أثناء ترحيلهم (وهم معصوبو الأعين) من أحد الأنفاق فى شارع (صلاح الدين) بواسطة (كتائب القسام) إلى مكان آخر مجهول».

ويضيف: «ولاحظ وقتها (هذا الشاهد) أن أمين الشرطة هو الوحيد الذى لم يكن (معصوباً)، وكان يبدو أن وضعه الصحى سيئ، كما كانت توجد إصابة واضحة فى يديه، وكان ذلك على وجه الدقة قبل صلاة الفجر بحوالى ربع ساعة».

فى توقعاتى (والكلام لأبوالروب) أنهم قُتلوا بعد عملية الترحيل، حيث يبدو أن «حماس» قررت التخلص منهم بعد أن تم اكتشاف وجودهم، لأن إمكانية التفاوض عليهم انتهت، فلدىّ معلومات أنه تم الإبقاء على حياتهم للتفاوض مع الدولة المصرية للإفراج عن محمد مرسى، لكن يبدو أنهم اقتنعوا بأن هذه المفاوضات مصيرها الفشل، ويمكن ربط هذا التوقع (كما يقول أبوالروب) بتصريحات موسى أبومرزوق نصا: «إنهم ليسوا على قيد الحياة».

لا يمكن تمرير هذه الشهادة، ويجب التوقف أمامها وتبين تاريخها ومكانها وشخوصها، يستحيل تمرير رواية «أبوالروب»، رواية خطيرة، كتائب القسام قتلت الضباط الثلاثة وأمين الشرطة فى نوفمبر الماضى، الشهداء الأربعة لم يُقتلوا أثناء عملية الخطف الغادرة كما أشيع، بل نُقلوا إلى غزة. حماس بنت الإرهابية وفق هذه الرواية الغزاوية، وصاحبها «أبوالروب» حى يُرزق، قتلت الأربعة المصريين بدم بارد، قتلتهم بعد سقوط الخائن المعزول!!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع