«مولانا» يبدأ سنة السينما المصرية بقوة ويعبر المتوسط إلى أوروبا

يناير هو شهر تقييم سنة مضت من السينما وغير السينما، وبداية سنة جديدة. على صعيد السينما فى مصر بدأت السنة بداية قوية بعرض فيلم «مولانا» إخراج مجدى أحمد على عن رواية إبراهيم عيسى بنفس العنوان، وتمثيل عمرو سعد، وهم مثلث بارع فى الإخراج والتأليف والتمثيل، جمع بينهم المنتج الفنى محمد العدل، الذى يعيد إلى السينما المصرية الدور المؤثر والفاعل للمنتج مع عدد قليل من المنتجين.

ينتمى مجدى أحمد على إلى الموجة الجديدة للسينما المصرية فى التسعينيات، التى ولدت من رحم الواقعية الجديدة فى الثمانينيات. وتعتبر أفلام مخرجى هذه الموجة مع أفلام مخرجى حركة السينما المستقلة فى العقد الأول من القرن الجديد الجناحين اللذين تحلق بهما السينما المصرية الآن. ولكن بينما تعبر سينما مجدى أحمد على وأقرانه عن قضايا الواقع الاجتماعية والسياسية، ولا تقطع مع جمهور السينما السائدة أو التجارية، تعبر أفلام المستقلين عن الهموم الذاتية، وتقطع كل صلة مع ذلك الجمهور. ويعبر «مولانا» عن أهم قضايا العصر فى مصر والعالم كله، وهى استخدام الدين فى السياسة، وذلك من خلال أحداثه التى تدور قبل ثورة يناير، وتشى بحتمية وقوعها.

من الضرورى، بالطبع، تحليل الفيلم تحليلاً نقدياً وافياً، أرجو أن أتمكن منه فى وقت قريب. وقد عرض «مولانا» لأول مرة فى مهرجان دبى فى ديسمبر، وها هو يعبر المتوسط إلى أوروبا فى يناير، حيث يعرض فى الدورة الأربعين لمهرجان جوتينبرج فى السويد (27 يناير - 6 فبراير). ويعرض فيه أيضاً من مصر «أبداً لم نكن أطفالاً»، إخراج محمود سليمان الذى كان عرضه الأول فى دبى 2015، و«اشتباك» إخراج محمد دياب، الذى افتتح برنامج «نظرة خاصة» فى مهرجان كان 2016، و«الماء والخضرة والوجه الحسن» إخراج يسرى نصرالله، الذى كان عرضه الأول فى لوكارنو 2016.

وإلى جانب الأفلام المصرية الأربعة، هناك من السينما العربية خارج مصر الفيلم اللبنانى «بالحلال» إخراج أسد فولادكار، والفيلم الجزائرى «وفى هذا العمر لازلت أختبئ حين أدخن» إخراج ريحانة، والفيلم التونسى «زينب تكره الثلج» إخراج كوثر بن هنية، ومن سوريا «محاصر مثلى» إخراج هالة العبدالله، و«مسرح الحرب» إخراج عبيدة زيتون، والفيلم النرويجى «لا مكان للاختباء» إخراج الكردى العراقى زرادشت أحمد الذى يعرض فى مسابقة دول شمال أوروبا. ومن 25 يناير حتى 5 فبراير، تنعقد الدورة 46 من مهرجان روتردام فى هولندا، ويشهد العرض العالمى الأول للفيلم المصرى الروائى الطويل «زهرة الصبار» إخراج هالة القوصى، كما يتضمن برنامجاً خاصاً بعنوان «صورة فلسطين 2017» يعرض أكثر من عشرة أفلام طويلة وقصيرة من إنتاج الفترة منذ عام 1990 وحتى العام الماضى.
نقلا عن المصري اليوم