الغلاء يحطم أحلام الباحثين عن الرشاقة: حتى أكل الدايت غلى

ورقة صغيرة مجدولة على مدار أيام الأسبوع، تحوى نظاماً غذائياً حدده طبيب الرجيم، ابتسم محمد صلاح لدى مطالعتها، عازماً على البدء فيها، لكنه ومع الأيام الأولى اكتشف أن دخله لن يكون كافياً لاتباع ما تحتويه هذه الورقة الصغيرة، بعد ارتفاع أسعار كثير من المواد الغذائية مؤخراً.

«محمد»: الرجيم بالشكل ده هيحتاج ميزانية لوحده.. و«د. هاجر»: بقيت أكتب للناس بدايل للأنظمة حسب الحالة المادية لأن التفاح غلى والتونة بقت نار

زيادة الوزن كانت عائقاً أمام الشاب فى عمله بأحد مصانع المواسير البلاستيكية، ومثار سخرية بعض زملائه منه، لذا قرر اتباع نظام غذائى مع طبيب، لكن الأصناف التى حددها له الطبيب جعلته يفكر فى الأمر مرة أخرى: «سمك ولحم وفراخ وتونة، وفواكه كتير وخضراوات، وعيش سن وشوفان، وأصناف تانية محتاجة ميزانية لوحدها»، يحكى «محمد»، 27 عاماً، مشيراً إلى أنه يبحث عن الرشاقة بدافع لا يمت للرشاقة بصلة: «الصحة حاجة مهمة، والوزن الزايد تاعبلى جسمى، فبالنسبة لى مش رفاهية». كلام الشاب العشرينى لم يكن بمعزل عن مجتمع الأطباء، الذين قرر بعضهم تغيير بعض الأصناف ببدائل أخرى، ومنهم من قرر ترك الخيارات مفتوحة أمام المريض وفقاً لحالته المادية، أحد هؤلاء، هاجر عبدالدايم، إخصائية التغذية العلاجية، عضو الجمعية المصرية لدراسة السمنة، مؤكدة أن ارتفاع بعض السلع دفعها لكتابة بدائل للشخص للاختيار، من بينها: «التونة اللى كانت حاجة سهلة ومفيدة وصلت لـ18 جنيه، فإزاى أقوله كل منها مرتين أو 3 أسبوعياً، واللحوم ابتديت أعوضها ببروتين نباتى، بس العدس مثلاً وصل لـ30، والموضوع بقى صعب بالنسبة لناس كتير»، مشيرة إلى أن أسعار الفاكهة هى الأخرى دفعتها إلى الاستغناء عن أصناف بعينها، فى حال ما إذا كان الشخص غير قادر على شرائها. «بيجيلنا ناس مريضة وظروفهم المادية صعبة، هكتبله إزاى تفاح والكيلو بقى بـ20 أو أفوكادو أو أناناس، بحطله بدايل فى يوسفى أو برتقال» هذا ما أكده تامر سعيد، دكتور جراحات السمنة، الذى يكتب للأشخاص الذين يأتون لعيادته نظاماً قبل وبعد العملية الجراحية: «الغذاء الصحى مكلف فى العموم، ومع الرجيم أو الدايت الموضوع بيبقى أكثر تكلفة مش أرخص، لأنه لو شخص عادى ممكن ياكل 4 ساندوتشات فول بـ10 جنيه، فى حين إنى ممكن أقوله على ثمرتين فاكهة سعرهم يتخطوا الرقم ده»، مشيراً إلى أنه يصف أنظمة غذائية مختلفة عن السابق، وهو ما يفعله عبدالرحمن سعيد، إخصائى التغذية العلاجية: «500 جرام الشوفان بقى بـ22 جنيه عشان مستورد، والعيش السن بـ15 الكيلو، ومن سنة الأسعار دى كانت النص بالظبط، والبحث عن بدائل أرخص هى الحل الوحيد».