خبراء سياسيون يفندون أسباب تصاعد أعمال الإرهاب ضد المسلمين فى الغرب.. أبرزها تصدير المتطرفين وتصاعد العنصرية.. واقتراحات بتنظيم مظاهرات لمسلمى الغرب تنديدا بالعمليات الإرهابية وتصحيحا لصورة الإسلام
أخبار عالمية | اليوم السابع
الجمعة ٣ فبراير ٢٠١٧
وضع عدد من الخبراء السياسيين أسباب بدء العمليات الإرهابية على المسلمين فى الغرب، عقب الهجوم الذى شنه موخرا ثلاثة مسلحين من كندا الأحد الماضى، ضد المصلين بالمركز الإسلامى الثقافى لمدينة كيبيك الكندية، وأسفر عن استشهاد 6 وإصابة 8 آخرين.
تصاعد النزعة العنصرية
قال ضياء رشوان، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن العملية الإرهابية التى استهدفت المركز الإسلامي في كيبيك بكندا، تنذر عن بدء نزعات عنصرية جديدة فى الغرب، فتاريخه الحديث شمل نزعات عنصرية مثل النازية والفاشية التى أوقعت قرابة 70 مليون قتيلا، فى الحرب العالمية الثانية، إضافة لتصاعد الإسلامفوبيا أيضا، مشيرا إلى الغرب وحده سيدفع ثمن العنصرية، فالقصية ليست المسلمين فقط، بل معاداة لكل ماهو أخر، وصعود اليمين فى الغرب الذى يحمل طابعا متشددا له تأثيراته.
وأضاف رشوان فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إالإرهاب ظاهرة عالمية، وهناك تيار لكراهية المسلمين وعدم التفريق بين الإرهابى والمسلم، ولكن حتى العمليات الإرهابية التى قام بها مسلمين متشددين فى الأحداث كافة، لم تصل أبدا لضحايا عنصرية الفاشية والنازية، ويجب عمل جهود فى العالم الإسلامى والغرب أيضا لتصحيح الخلط بين الدين الإسلامى والإرهاب، فلا يجب الربط بينهما فهتلر مؤسس النازية مسيحى وماسولينى مؤسس الفاشية مسيحى أيضا، ولكن لن ندرج الفاشية والنازية على المسيحيين فى الغرب، ويجب على المسلمين أيضا تصحيح سلوكياتهم لتصحيح المفاهيم.
وشدد رشوان على أن ، فالخطر الأكبر من الحركات العنصرية حيث تبدأ بفئة معينة مثل المسلمين، ثم تنتشر لعمليات إرهابية ضدهم، ثم السود فى أمريكا والأسبان فى أمريكا، والأفارقة فى فرنسا، وهكذا.
اقتراح بمظاهرات إسلامية بالغرب لتصحيح الصورة النمطية عنهم
جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن السبب فى النظرة الخاطئة تجاة المسلمين فى الغرب، هم المسلمين أنفسهم، فهم لا يقومون بمجهود للتفرق بينهم وبين المتطرفين، وسيظل خلط شديد بين المسلمين العاديين والمتطرفين، والمجهود يتضمن عمل فكرى ودعائى وإعلامى، عن طريق المواجهة لتعريف الأخر بهم، وأنهم ليسوا الإرهابيين والمتطرفين الذين يقومون بتلك العمليات الإرهابية، وقد يكون المسلمين فى الغرب يخشون المواجهة أو خائفين أو راضيين عن الخطاب المتشدد للإرهابيين.
واقترح عودة عمل مظاهرة للمسلمين فى الدول الغربية تنديدا بالأعمال الإرهابية وتغيير الصورة النمطية عنهم لدى الغرب، وأن تكون الجوامع الإسلامية منبرا للفكر الصحيح الرافض للتطرف، لأن الغرب رد فعل، مشيرا إلى أن العمليات الإرهابية ضد المسلمين ستزداد لو ظل المسلمين يفكرون بطريقة أنهم ضحية .
وقال الكاتب نبيل زكى، والقيادى بحزب التجمع، قبل أن نلوم الدول الغربية أو دونالد ترامب علي توجهه تجاه بعض الدول الإسلامية يجب أن نلوم أولا الحركات الإسلامية، لأن الدول الأوروبية والولايات المتحدة كانوا يرحبون باللاجئين والمسلمين عموما، ولم تكن هناك مشاكل، ولكن عندما بدئوا تلقى عمليات إرهابية موجعة،فلا نستطيع أن نلوم حكومة ترى أنها تدافع عن حياة مواطنيها.
الغرب يرى أن الشرق العربى على أنه مكانا لتصدير الإرهابيين
وأكد نبيل زكى القيادى بحزب التجمع أن الغرب ينظر إلى الشرق العربى على أنه مكانا لتصدير الإرهابيين للعالم، وهى مشكلة كبيرة لا حل لها لتعود الأمور لطبيعتها سوى استئصال جذور الإرهاب من المنطقة العربية، مضيفا لكى نفكر بشكل عاقل ومتزن ومتوازن، فنحن مصدر للإرهاب إلى أنحاء العالم تربيهم ونعدهم ونشكل عقلهم ونصدرهم، وحتى الأن لم نستطيع تصليح الخطاب الدينى لدينا، فعلينا أن نعرف مسئوليتنا عن ما يجرى من العمليات الانتقامية التى تنفذ ضدنا.
وتابع زكى، لقد أصبح الإسلام والإرهاب مترادفين فى الغرب دون وعى، وكما لدينا مثقفون وجهلة، يوجد لديهم أيضا ذلك فالجهلة يربطون بين الإسلام والإرهاب، والخائفون أيضا، فصديق من باريس قال لى أنه لو كان بالشارع ولمح شخص يحمل وجهه ملامح شرق أوسطيه فأنه يتجه للرصيف المقابل خوفا منه، مضيفا، ولا يجب أن ننكر دعم أمريكا ودول أوروبية للمنظمات الإرهابية فى الشرق الأوسط وإمدادهم بالسلاح والتدريب مثلما حدث فى سوريا وليبيا.
وكان هجوما شنه ثلاثة مسلحين الأحد الماضى، ضد المصلين بالمركز الإسلامى الثقافى لمدينة كيبيك الكندية، وأسفرعن استشهاد 6 وإصابة 8 آخرين.