بقلم: فاضل عباس
ترسخت فكرة الحزب القائد للمجتمع في الحقبة السابقة في العديد من الأقطار العربية، وفي بعض الأقطار جرى القيام بديمقراطية شكلية بقي فيها حزب واحد أيضا هو الحزب الذي يقود الدولة والمجتمع بالرغم من وجود أحزاب أخرى، لكنها بفعل تدخل هذا الحزب القائد لا تستطيع الوصول إلى السلطة ولذلك هي لا تختلف عن الأقطار التي يحكمها حزب واحد فقط إلا في الشكل فقط والمضمون واحد.
فكرة الحزب القائد أثبتت فشلها على كافة المستويات فهي تلغي الآخر من المجتمع وتمنع التعددية وتفرض رأيا واحدا على المجتمع ولا تضع خيارات وبرامج متعددة أمام الجماهير الشعبية، نتيجة هذه السياسة كان هناك فساد يستشري في أجهزة الحزب والدولة لان لا أحد يستطيع الحديث عن الخلل لغياب الشفافية ولغياب الأحزاب الاخرى عن المجتمع أو لوجودها الشكلي غير المؤثر «ديكور» لتجميل المشهد الديمقراطي المشوه أساسا.
العديد من الأنظمة العربية تحايلت على فكرة الديمقراطية وأبقت الحزب القائد بصورة أو شكل جديد قائم على وجود أحزاب أخرى لا تصل إلى السلطة!! ولكن تحت قاعدة التنفيس فقط بمعنى - قل ما تشاء ونفعل ما نشاء ولذلك لم يختلف الفساد أو انهيار الدولة عن الأقطار التي يحكم حزب واحد فقط.
نحن بحاجة جادة لسلطة الشعب والتخلي عن مضمون وشكل وفكرة الحزب القائد وكذلك يجب أن يتم التخلي عن فكرة التحايل على الديمقراطية عبر إجراءات وقوانين تقيدها وتفقدها مضمونها لان نتيجة عدم وجود أحزاب قوية في المجتمع قادرة على تصويب أخطاء الحكومة يؤدي إلى انتشار الفساد والمحسوبية والسخط الشعبي.
فلا يمكن الاعتماد على دعم الأمن لحماية النظام أو الحزب القائد، فقد ثبت من خلال التجارب جميعها أن حماية الشعب عندما يلتف حول القيادة السياسية أفضل وأكثر ضمانة لبقاء النظام من حماية رجال الأمن الذين لا يمكنهم ضمان استمرار النظام، لذلك فان إشاعة الديمقراطية والعمل الحزبي والتعددية الفكرية والسياسية ودعم الدولة لهذا النهج يعزز ويساعد على نمو المجتمع ورضاء الشعب وبالتالي يضمن بقاء نظام الحكم عن طريق الحماية الشعبية.