وصف في الأدبيات بأنه كان يخشى أن ينام في «تل أبيب»، حتى لا يستغرق في نومه وتكشفه أحلامه التى قد تصل به إلى حبل المشنقة، إنه أحمد محمد عبد الرحمن الهوان، وفي روايات أخرى، الجاسوس «يعقوب منصور»، وهو الاسم الكودي له بالموساد، والذي عرفناه من المسلسل التليفزيوني «دموع في عيون وقحة» باسم «جمعة الشوان»، الذي أنتج عام سنة 1980، وسجل جزءًا من ذاكرة المصريين عن البطل المصري الذي اخترق الموساد الإسرائيلي لمدة 11 عامًا. اسمه الحقيقي، أحمد محمد عبد الرحمن الهوان، ولد في أغسطس 1939، بمدينة السويس على ساحل البحر الأحمر لأب من الصعيد، في بلدة «القُصير»، وهي ميناء صغير على البحر الأحمر، ولأم من السويس لقب عائلتها الأخير «الهوان»، وهو اللقب الذي عرف به فيما بعد. في السويس، استقر والده، صاحب «دكان» البقالة، وتزوج من نعيمة حسن الهوان، وأنجبا عشرة أطفال، 7 بنات، و3 ذكور هم بالترتيب: «فايزة وعبدالرحمن وزينب ومصطفى وأحمد وسعاد وسامية وحكمة وعطا وسيد»، وكان ترتيب أحمد الهوان الخامس. وعاش الزوجان والأولاد بمنزل الحاج حسن نور، بميدان «سيدي الغريب»، كما يقول: «كان والدي رجل بسيط، يترك لأمي 20 قرشاً في اليوم للإنفاق منها على البيت أي ستة جنيهات بالشهر». وكأي سرد تاريخي لصفحات السير الذاتية، من المفترض أن نكمل سرد تاريخ البطل «أحمد الهوان»، وكيف انضم إلى الموساد الإسرائيلي، وأقنعهم بأنه «جاسوس» فعليًا، حتى أصدروا له جواز سفر دبلوماسي إسرائيلي باسم «يعقوب منصور». ظهر «الهوان» بعد عرض مسلسل «دموع في عيون وقحة»، عدة مرات حتى وفاته في نوفمبر 2011، ليحكي عن التفاصيل الحيَّة بنفسه، ويروي حكايات بعيدًا عن أروقة «الموساد»، مثل قصة زواجه من الفنانة الراحلة، سعاد حسني، ولقائه مع الفنان الراحل أيضًا، علاء ولي الدين. ويرصد «المصري لايت» 3 حكايات للبطل المصري، أحمد الهوان، المعروف إعلاميًا بـ «جمعة الشوان»، بعيدًا عن أروقة «الموساد»، بمناسبة ذكرى ميلاده في الأول من نوفمبر
3
يروي البطل المصري، أحمد الهوان، في مذكراته أن «رئيس إسرائيل السابق، شيمون بيريز، قام بنفسه بتلميع حذائه في إحدى المرات، عندما التقيا فى تل أبيب قبل عودته لمصر»، موضحًا أن «في آخر مرة سافر فيها إلى إسرائيل، لإحضار جهاز الإرسال، الذى يرسل الرسالة من القاهرة إلى تل أبيب خلال 6 دقائق، زاره بيريز ليلة عودته إلى القاهرة، وكان فى ذلك الوقت أحد قيادات جهاز الموساد، وتربطهما صداقة وطيدة». وأوضح أن «بيريز» قال له عندما رأى الجهاز مخبأ داخل فرشاة جديدة لتلميع الأحذية: «من الحمار الذى وضع الجهاز هكذبهذا الشكل»، فرد عليه الهوان: «حمار من عندكم»، وضحك الاثنان، ثم أخذ شيمون بيريز بعض «الورنيش» ووضعه على الفرشاة، وقام بتلميع حذاء «الهوان» قائلا: «هكذا تبدو الفرشاة مستعملة، ولا يشك فيك مأمور الجمارك بالقاهرة لأنه لا يوجد شخصي سيشتري فرشاة جزم جديدة من أوروبا ويحملها إلى مصر».
2
سرد الكاتب الصحفي، عمر طاهر، في مقالٍ لهُ، كواليس حوار أجراه مع علاء ولي الدين وأحمد الهوان، ونُشر في مجلة «نصف الدنيا» في فبراير 1999، وبعد ذلك بعدة أشهر كانت أولى بطولات علاء ولى الدين، في فيلم «عبود على الحدود» يسجل «طاهر» روايته عن كواليس اللقاء، قائلاً: «في بيته كان يحكى كروائي محترف، قلت له يبدو إنك قد استفدت من عشرة الكاتب الكبير (صالح مرسى)، قال لي: أحضرت المخابرات لي في البداية كاتبا لأقص عليه ما حدث، جلست معه عدة أيام ثم طلبت تغييره، فأحضروا لي صالح مرسى، كان ابن بلد تقع في غرامه بسهولة، لكنني لم أحب قيامه بتحويل القصة إلى كتاب وطرحه في السوق دون استئذاني، وأقمت ضده دعوى قضائية، استمرت عدة سنوات ثم أغلق الملف بوفاته» لم يكُن التحضير لحوار مشترك بين البطل، أحمد الهوان، والفنان، علاء ولي الدين، سهلاً على الإطلاق، فعندّما اتصل «طاهر» بـ«الهوان» وافق، لكن موافقة علاء ولي الدين لم تكُن سهلة، حتى أنه عندما قال «طاهر» لـ علاء ولي الدين، أن مكان المقابلة سيكون داخل شقة أحمد الهوان في باب اللوق، وهي الشقة التى اشتراها خصيصًا ليُرسل منها رسائله، شعر علاء ولي الدين بالخوف من الفكرة، وقال: «يا ابني أحسن تكون متراقبة»
وفي موعد اللقاء، قال «طاهر»: «تعطل بنا الأسانسير، وأصيب علاء بحالة ذعر، انتهت بظهور (الهوان- الشوان)، جلسنا وقتا طويلا، كان علاء ولى الدين لديه فضول حقيقى ليعرف كواليس اصطياد الشوان من قبل الموساد، وإن كانت أحداث المسلسل حقيقية، قال لنا الشوان: (المسلسل لم يقدم سوى 7% من الأحداث، بقية الأحداث عجز فريق العمل عن تقديمها نظرًا لضعف الإمكانيات وقتها، بالإضافة لاعتبارات أمنية ومخابراتية)». سأله علاء ولي الدين، وفقًا لمّا رواه عمر طاهر في مقاله الصحفي: «بعد أن شعرت بالشك فيما يحدث معك في أوروبا، كيف تصرفت عندما عدت إلى القاهرة؟، ردّ عليه الهوان، قائلاً: بعد وصولى بيوم واحد قررت أن أذهب لمقابلة جمال عبدالناصر، ذهبت إلى كشك خشبي في ميدان التحرير مكتوب عليه (المباحث العامة)، وقابلت عميد شرطة، حاول أن يعرف أسباب طلبي فرفضت وامتنعت عن الكلام إلا أمام الرئيس».
وأضاف: «تعرضت للضرب المتواصل على مدى ثلاثة أيام، وعندما فشلوا في معرفة أي شيء عرضوا الأمر على مدير مكتب عبدالناصر، وبعد محاورات كثيرة قابلت (ناصر)، دخلت فوقف وصافحنى ثم طلب مني الجلوس وقال: (تشرب ليمون؟) قلت له: (أشرب، ثم قصصت عليه كل ما حدث)، قال لى ناصر: (أنا والدى كان مدير مكتب البريد في السويس وأنا أعرف أهل المدينة وأعرف أخلاقهم وجدعنتهم وأنت هتعرف تفيد مصر بشجاعتك دى)، ثم طلب منى أن أتوجه إلى مبنى المخابرات ليقرروا الشكل المناسب للتصرف ومن هناك بدأت الرحلة». وفي نهاية الجلسة التي طالت، يقول «طاهر»: «وبينما نهم بالوداع فوجئنا أن الشوان يعتقد أن علاء ولى الدين صحفي زميل ولا يعرف أنه ممثل، فضحك علاء من قلبه وقال للشوان: (أمّال بس عامل فيها جاسوس)». نتيجة بحث الصور عن جمعة الشوان
1
وفي أكثر من مناسبة، صرح الهوان، أنه تزوح سعاد حسني لثمانية أشهر بعقد عرفي عام 1969 واستمر الزواج لمدة 8 أشهر، ثم حدث بعد ذلك الانفصال منهيًا كلامه المقتضب بأن سعاد حسني الآن في ذمة الله ولا داعي للحديث عنها، وإنما يجب فقط أن ندعو لها بالمغفرة والرحمة». فيما نفت جانجاه حسني، شقيقة الفنانة الراحلة، سعاد حسني، ما صرح به أحمد الهوان، والمعروف إعلاميا باسم جمعة الشوان، حول واقعة زواجه من سعاد لمدة 8 أشهر بعقد زواج عرفي، حسب موقع «العربية نت». إلا أن شقيقة سعاد، «جانجاه»، نفت ذلك، معربة عن أسفها من أن يصدر مثل هذا الكلام من شخص يكن له كل العرب والمصريين كامل الاعتزاز نظرا لما قدمه لمصر. وقالت إن هذا الكلام «يسيء للشوان أكثر ما يسيء لسعاد حسني لأنها في رحاب الله، وإذا كان صادقا لماذا انتظر كل هذه السنوات وانتظر كذلك بعد وفاتها حتى يقول ما قاله، سوى أنها كذبة كبيرة لا يمكن أن يصدقها عقل، وكأن سعاد حسني أصبحت مطمعا لكل من يريد إن يثير ضجة إعلامية». وتضيف «جانجاه»: «إذا كان صادقا فأين المستندات وأين شهود الواقعة؟ وأين هي ورقة الزواج العرفي التي يدعي انه تم بينهما؟». كمّا نفت وجود «أي نوع من الصداقة العائلية أو حتى المعرفة الوطيدة بالشوان طوال فترة حياة سعاد حسني، وأنها نفسها لم تلتقيه من قبل، فكيف تزوجته بدون علم من أهلها كل هذه الفترة؟ وأين كانت مختفية؟». وتُكملجانجاه مزاعم الشوان بغضب قائلة: «إذا كان سن الشيخوخة سيجعله يقول كلاماً غير منطقياً عن سمعة فنانة مثل سعاد حسني، فهذه كل زيجاتها بالتاريخ لنعرف أين كنت أنت تحديداً بفترة الـ 8 أشهر التي تدعيّها»