الأقباط متحدون - انشودة العدل بمرافعة النيابة فى محاكمة قاتل يوسف لمعى بالاسكندرية
  • ١٨:٠١
  • الثلاثاء , ٧ فبراير ٢٠١٧
English version

انشودة العدل بمرافعة النيابة فى محاكمة قاتل يوسف لمعى بالاسكندرية

هايدي غبريال

مساحة رأي

١٢: ٠٣ م +02:00 EET

الثلاثاء ٧ فبراير ٢٠١٧

قاتل يوسف لمعى بالاسكندرية
قاتل يوسف لمعى بالاسكندرية

هايدى غبريال
هكذا عزفت النيابة انشودة العدل ,مستشهدة بالايات البينات والاحاديث والنصوص وتجلت ملحمة العدل فى هيئة العدالة الموقرة بمحاكمة قاتل يوسف لمعى بالاسكندرية,فأعطت العزاء لنفوس ذويه وللجميع.

سيدى الرئيس ... حضرات السادة المستشارين الاجلاء
لقد كان لنا فى هذه الدعوى آية,رأينا فيها من كان يظن نفسه عادلا, يمشى فى الارض بنور الدين, متصديا للفتوى, فخلط الحرام بالحلال متناسيا ركائز الاسلام والايمان...فوسوس له شيطانه, فكان له من المتبعين, متخذا اياه وليا , فكان من الخاسرين متناسيا قوله تعالى "من يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا", فحسم امره وعقد عزمه وتعاون مع شيطانه على الاثم والعدوان غير عابء بحرمة الدماء فى جميع الاديان ...فحاور شيطانه..من اقتل..فأجابه..من شئت من العالمين..فرد عليه مجيبا يوسف لمعى فأستفسر منه شيطانه لما..قال لاعلاء راية الدين..فهلع شيطانه وقال انى اخاف الله رب العالمين..اتقتل النفس التى حرم الله وبغير حق !!!

المتهم: انه من المشركين
الشيطان: انصبت نفسك الها,ام حسبت نفسك من العالين,اتكفر المرء بغير دليل اذ انت من الضالين, ماتبريرك لفعلتك؟
المتهم:  جهاد
الشيطان: عن اى جهاد تتشدق الجهاد الاصغر ام الاكبر, بل انت كبيرنا ومنك نتندر. أبالسكين الذى تحمله باليمين؟

المتهم:  بلى
الشيطان: وماعيب ذلك السكين ؟
المتهم: انه ضعيف غير نافذا فى العنق ولاماضاَ فى النحر غير باتر, وفلت من القتل قبلا لعين
الشيطان: اين تجد ذلك السكين

المتهم:  فى سوق الجزارين
الشيطان: فماذا نحن فاعلين
المتهم: انا لذاهبون اليه متربصين,على قتله من العازمين........فلم يجده

الشيطان:  لنرحل مخافة رب العالمين
المتهم: اذا , هذا فراق بينى وبينك, لقد عزمت على قتله وماانا على عزمى من الراجعين
فترجل الى مقهى واحتسى كوب مملوء بالكافيين فرشفة بعد رشفة مر مذاقها يهديه ,فترجل للحانوت مرة تلو اخرى حتى مست يداه بخسة دما فاستباح المحرما..فسرق ابتسامة اسرة, فأحال فرحتها مأتما.

فمن مس نفسامستبيح دمها بغير حقا كان كأنما قتل الناس جميعا فكان جزاءه جهنما, غضب الاله عليه ودمدما.
فإنا لتلك الرسالة مرسلين لمن ظنوا انفسهم من العقاب آمنين,انه لامكان بيننا للعابثين,كمثل هذا المتهم وغيره من المتهمين,سيأتون امام قضاة عادلين,للحق مقتصين,وبالقسط حاكمين. "فاحكم بينهم بالقسط أن الله يحب المقسطين"

سيدى الرئيس حضرات السادة المستشارين الاجلاء
استحضر فى وجدانكم مشاهد الواقعة المفجعة..صور انجال المجنى عليه....كيفية التنفيذ..عدد الضربات ..مواطن الاصابة..ذلك النموذج للقلب القاس,والضمير الميت.

ان الرقاب لتشرئب, والشفاه صامته, والاعين مترقبة, تعلقت بمنصة هيئتكم الموقرة. عيون قلقة تلألأت بها العبرات تأبى ان تسيل ,فقد تألم ذويه طويلا وبكوا كثيرا على عزيز فقد وغال سقط.

عدالة المحكمة..انى لاستشعر المجنى عليه يدخل عليكم من باب هذه القاعة فزع مزعور يهرع اليكم متشبثا بمنصتكم العالية يروى بدموعه مالاقاه من فزع والم, يروى بدمائه ماعناه من خسة وغيلة..انى لاستشعر بيوم القيامة رآيا المجنى عليه باكيا متألما ممسكا بتلابيب عرش الجبار مناجيا ربه الحكم العدل اين القصاص .

سيدى الرئيس ,حضرات السادة المستشارين الاجلاء

ان النيابة العامة تطالب وبحق فى توقيع اقصى عقوبة على المتهم عقوبة الاعدام فأن المتهم لايستحق رأفة..فبقدر ماانا مؤمن باننى اؤدى واجبى حين اطلب منكم توقيع تلك العقوبة بقدر ماانا مؤمن بكم وبأنكم تؤدون واجبكم حين تنطقون بها, فيجد الابن الذى فقد اباه فيه ربتا على كتفه عله يغمض له جفنا, وتجد الزوجة المترملة فيه ثكنة علها تعينها على بلواها, ويجد فيه الاخ الذى فقد شقيقه فيه السند على ما اوغر صدره.
وكيل النائب العام بنيابة شرق الاسكندرية الكلية
على الصيفى