الأقباط متحدون - النيال .. إرهاب في ملاعبنا
  • ٠٧:١٢
  • الاثنين , ١٣ فبراير ٢٠١٧
English version

النيال .. إرهاب في ملاعبنا

ماجد سوس

مساحة رأي

٣٣: ٠٦ م +02:00 EET

الاثنين ١٣ فبراير ٢٠١٧

أرشيفية
أرشيفية

ماجد سوس
     أعرف أن التعصب المقيت ضد الأقباط تسرب الى كل نواحي الحياة المصرية و كنت أتصور ان التعصب لايعرف مكان ويترك الآخر كنت أتصور أن التعصب ظاهرة مؤقتة أو مرتبطة بأشخاص معينين في مجال معين و لكن الحقيقة التي لايمكن إخفاءها أو تجميلها أن التعصب أصبح هو الأمر الطبيعي المسلم به في وطننا و ان وجد العكس كان هو الإستثناء!!.

كلنا شاهدنا على المديا الطفل الذي منع من ممارسة الرياضة في النادي الأهلي بسبب ان إكرامي حارس مرمى الأهلي السابق لايرغب في وجود قبطي في الناشئين و ما ان انتشرت هذه القصة و راح شباب الأقباط يسردون قصص مشابهة حدثت لهم في كل اندية مصرو مراكز شبابها.

     قصة اليوم المؤلمة جدا عن صديق مسيحي اعرفه جيدا و أعرف صدقه و آمانته و قد اصيب بمرض خطير و ظهرت له السيدة العذراء و شفته من مرضه

      قد ارسل لي خطابا يوضح لي ماحدث له في نادي سبورتنج السكندري الذي كان يوماً من اعرق نوادي مصر الرياضية و الذي كان لوقت قريب نادي صفوة المجتمع السكندري .

يقول في رسالته أن زوجته كانت من ابطال النادي في كرة اليد "سابقا" و كانت يوماً القبطية الوحيدة في الفريق القومي المصري و من حبها في اللعبة علمت ابنهما وابنتهما هذه اللعبة حتى نبغا وتفوقا فيها  

يكمل قائلا، ابنتي ... (مواليد 2003)  تمارس لعبة كرة اليد من العام 2007 (حوالى 9 سنين) و التحقت بفريق مواليد 2001 وشاركت بمباريات فريق مواليد 2002 حتى تم تكوين فريق كرة اليد مواليد 2003 و أصبحت ابنتي كابتن الفريق بالأقدمية حسب النظام المتبع في نادى سبورتنج و كل الأندية عموما.

في الموسم الرياضي 2015 – 2016 تم إسناد مهمة تدريب الفريق إلى المدرب / مازن شريف النيال ، سلفي ، و منذ أول يوم تلاحظ توجهات المدرب الطائفية

حيث أظهر اعتراضه الشديد على تولى ابنتى دور كابتن الفريق قائلا لزملائه المدربين و بعض أولياء أمور زميلات ابنتى " دى قبطية كافرة و أنا لا أسمح بتولى كافرة مهمة كابتن الفريق اللى أنا بأدربه"

ثم دأب و اجحافاً لحق إبنتي بتقليص دورها في الفريق و تقليل مشاركتها فى اللعب برغم مستواها المتميز المثبت بشهادة حتى اللاعبين و بتاريخها المعروف ..

     تقدمت بالشكوي ضد هذا التوجه الطائفي للمدرب في نهاية الموسم لرئيس لجنة إدارة كرة اليد بالنادى (السيد / عمرو فتحى) و كذلك لادارة النشاط الرياضى و مجلس إدارة النادى لكنهم لم يحركوا ساكنا و كأن الموضوع صادف هوى لديهم و تم إبلاغي بانه تم أخذ تعهد عليه بحسن معاملة ابنتي و هذا لم يحدث بل ازدادت معاملته السيئة لها وعاد يذيق طفلتي آلاما نفسيا لايمكن ان تحتملها في سنها الصغير من طرد من التمرين و التهكم عليها امام زميلاتها و منعها من المشاركة في المباريات

     وللأسف مجلس الإدارة لم يتخذ أي قرار ضده بل تم تجديد عقده للموسم الجديد أيضاً !!

استمر النايل في إضطهاد ابنتى بشتى الأساليب و قال " أنا هابطلها تلعب تانى" و بدأ في الضغط عليها بتغيير مركزها في الملعب و تقليص مشاركتها بل و أخبارها بعدم اللعب قبل المباريات مباشرة ليجعلها متوترة و اسناد مهمة كابتن الفريق للاعبة أخرى خلافا للنظام و اجبار ابنتى على الانصياع لأوامره و عندما حاولت الطفلة الاستفسار منه على هذه المعاملة قام بطردها و اخبارها بعدم العودة مرة أخرى.

     تصورت زوجتي و نتيجة انها ابنة النادي التي مثلته و مثلت مصر في السابق في بطولات عدة ان المدرب سيحترمها و يتكلم معها بأدب إلا انها حينما ذهبت لتعرف منه لماذا يعامل ابنتها هكذا تعدي عليها و قام بسبها امام طفلتنا وقال لها بالحرف الواحد " ما تتعبيش نفسك بنتك دى انا وراها لما ابطلها علشان النادى ينضف من الأصناف دى" !

     الأمر المؤسف أن رئيس لجنة كرة اليد بالنادي المدعو عمرو فتحى هو من يدعمه و يشجعه على هذا العمل المشين و تحطيم نفس اسرة ارادت لأولادها ان يمارسوا الرياضة في وطنهم وقال له امام زوجتي عاوزين نتخلص من (.....) - لفظ خارج على طفلتي - علشان النادي ينضف منهم  .ثم بدأ يرسل لنا تهديد ات مستمرة و يطلب من الأمن منعنا من دخول النادي

حتى ابني الصغير و هو أيضا لاعب في الفريق القومي لكرة اليد و لاعب في النفس النادي إنعكس عليه الأمر أيضاً و بدأ مدربه هو أيضاً يمنعه من اللعب في المباريات .

أما على صفحة هذا النيال على السوشيال ميديا فحين تراها تجد نفسك أمام شخص عنصري متشدد لا يقبل الآخر و كأنك في صفحة أحد المتطرفين الدينيين !
     هؤلاء هم من يشتركون في تنشأة اولادنا و أين !! في نادي إجتماعي صنف يوماً كإحد منارات الإسكندرية في تفريخ أجيال مستنيرة.

ما سردته هو ملخص لرسالة طويلة تدمع عيناك ان قرأتها كلها و تنم عن مجتمع عنصري بغيض لاتنفع معه لاثورات و لا دساتير و لاقوانين . مجتمع شرب و شرّب أبناءه الكُره و البغضة و التعصب منذ نعومة أظافرهم ، مجتمع حطم قلوب براعم كانت تحلم بغدٍ أفضل .فقد علمت مؤخراً من صديقي هذا أن ابنته تمر بأزمة نفسية عنيفة و انها تشعر بآلام في الحركة و أجمع الأطباء انهم أمر نفسي عصبي

يوم الأحد الماضي طلبت من صديق لي ان يشاهد معي مباراة مصر و الكاميرون في نهائي بطولة إفريقا لكنه رفض و قال لي في قلبي غصة يوم ان كنت ألعب كرة القدم ببراعة و حين انضممت لأحدى النوادي الرياضية قالها لي المدرب و انا شاب صغير لا يمكن ان نقبل قبطي في فريق النادي فترك الندي و بكى ولم يعد يشاهد مباريات أي فريق كرة مصري .

انا نفسي أتذكر أنني و أنا في المرحلة الإعدادية منعت من الإنضمام لفريق نادي سلاح الشيش السكندري حينما قال المدرب هل تعلمون ان بطل النادي قبطي لن نسمح بهذا مرة أخرى

هذا فهل انتهى المسلمون من نادينا حتى يكون هذا ! و بالطبع تركت هذه اللعبة منذ هذا اليوم و لم اعد لها مرة أخرى.

إنها مأساة نمر بها يا أحبائي في الوقت الذي إنتفض فيه العالم ليقف بجانب المسلمين اللاجئين الراغبين في دخول الولايات المتحدة نفعل هذا مع الأقباط في بلدهم

     لكن مازالنا نحلم بغدٍ أفضل وهذا يتطلب منا ان نرفع صوتنا ضد الظلم وان نرسل رسائلنا هذه لكل المسئولين في مصر فلا نيأس و لانخاف من هؤلاء الجبناء مهما كان عددهم فالذي معنا أقوى من الذي علينا

علينا ان نتحد جميعا لنفضح هؤلاء العنصريون المخربون لوطننا و نقاوم هذا المد الوهابي السلفي  الإخواني الذي توغل في كل امور حياتنا سواء في المناصب او الوظائف او التعليم او الرياضة او الفن لأن النيال كثيرين .

      وقبل كل شيء نرسل شكوانا للسماء التي ترى و تسجل و لن ترضى أبدا عن ظلم يحاق بأبناءها و ان بدى لنا سكوتا فهي أبدا لاتسكت بل تمهل و لا تهمل.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع